أبو عمر المصري لـ «الشرق الأوسط»: القبض على الرئيس السابق لمكتب الـ«سي آي إيه» في ميلانو يفتح كنزا من المعلومات

أدين بخطف رجل الدين المصري في إيطاليا وتم توقيفه في بنما

أبو عمر المصري
TT

قال رجل الدين المصري أسامة مصطفى حسن نصر إمام مسجد ميلانو السابق المعروف بـ«أبو عمر المصري»، إن القبض على روبرت سيلدون ليدي الرئيس السابق لمكتب وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في مدينة ميلانو الإيطالية، والذي أدين فيها بتهمة اختطاف أبو عمر، يفتح أمام العالم كنزا من المعلومات عن عمليات الخطف والتعذيب التي قادتها الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون إيطاليون وبنميون إن سيلدون ليدي ألقي القبض عليه في بنما يوم أول من أمس.

وفي العام الماضي أيدت أعلى محكمة في إيطاليا حكما بإدانة سيلدون ليدي عن خطف رجل الدين المصري أبو عمر. وكان سيلدون ليدي قد حكم عليه أصلا في المحاكمة الأولى من نوعها بشأن الرحلات الجوية السرية لنقل السجناء التي نظمتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش.

وقال مسؤول بالشرطة البنمية طلب عدم الكشف عن هويته إن سلطات الحدود في بنما ألقت القبض على سيلدون ليدي وجرى تسليمه لمنظمة الشرطة الدولية ولم يتضح المكان الذي سيرسل إليه سيلدون ليدي.

وأعرب أبو عمر عن خشيته من الضغوط التي قد تمارسها الولايات المتحدة على السلطات البنمية لمنع أو عرقلة تسليم سيلدون ليدي للسلطات الإيطالية، قائلا: «أعتقد أن الأميركيين سيحاولون إرهاب البنميين وترغيبهم لكي لا يتم تسليمه، فكشف ما لديه من معلومات يهدد (سي آي إيه)»، مشيرا إلى أنه على علم بأنه لا توجد بين إيطاليا وبنما اتفاقية لتسليم المجرمين.

وقال أبو عمر لـ«الشرق الأوسط» أمس «أشعر بسعادة بالغة، ولو جرى تسليمه إلى السلطات الإيطالية بالفعل سيكون العالم أمام كنز من المعلومات.. وربما تتكشف حقائق جديدة عمن تورط في عملية اختطافي من قيادات عسكرية أو سياسية كبيرة».

وفي وقت سابق قالت مصادر قضائية إيطالية أيضا إن سيلدون ليدي ألقي القبض عليه في بنما. ولم يصدر تعقيب من المخابرات المركزية الأميركية.

وكان أسامة نصر (أبو عمر) وهو إمام مسجد ميلانو قد خطف من شارع في ميلانو في 2003، ونقل جوا إلى مصر للاستجواب حيث يقول إنه تعرض للتعذيب على مدى سبعة أشهر.

واتهم ممثلو الادعاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية بنقل رجل الدين من شمال إيطاليا عبر ألمانيا إلى مصر حيث يقول إنه تعرض للتعذيب بالصدمات الكهربائية والضرب المبرح وتهديدات بالاغتصاب والعبث بأجزاء حساسة في جسمه.

وفي 2009 أصدر قاض إيطالي أحكاما غيابية على 23 أميركيا بمن فيهم سيلدون ليدي عن خطف رجل الدين المصري. وحكم على سيلدون ليدي بالسجن تسع سنوات.

وقال أبو عمر إن سيلدون ليدي «لم يلتزم بالتعليمات التي وجهتها سلطات بلاده لمحكومين في القضية، حذروهم من السفر خارج الولايات المتحدة لكن يبدو أنه تجاهل هذه التحذيرات، وأرجو أن ينال عقابه».

وأدانت جماعات لحقوق الإنسان الرحلات الجوية السرية لنقل السجناء التي نظمتها إدارة بوش وأدت إلى تحقيقات بخصوص هذا الإجراء في دول متحالفة مع الولايات المتحدة.