كيري يستجيب لطلبات الفلسطينيين.. وعريقات وليفني إلى واشنطن استكمالا للمباحثات

بعد رفض «الالتزام الأميركي الشفهي»

TT

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن إسرائيل والفلسطينيين أرسيا الأساس لاستئناف محادثات السلام بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات، وأضاف كيري للصحافيين في العاصمة الأردنية عمان: «توصلنا لاتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الاتفاق ما زال في مرحلة التبلور». وأعلن كيري، في وقت متأخر أمس، أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ومسؤولة ملف التفاوض في إسرائيل تسيبي ليفني سينضمان إليه في واشنطن الأسبوع المقبل.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عريقات وليفني هما من سيبدآن المفاوضات بعيدا عن وسائل الإعلام لمدة ستة أشهر إلى تسعة أشهر، فإذا حققا تقدما فسيتجري عوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وستبدأ المفاوضات على الحدود والمستوطنات من دون تقديم أي ضمانات إسرائيلية حسب ما جاء في «يديعوت أحرونوت»، وأميركا ستهتم بتسوية أي خلافات قد تنسف المفاوضات.

واضطر كيري أمس لتمديد فترة زيارته للشرق الأوسط وذلك بهدف إجراء مشاورات أخيرة أملا بإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن يعود إلى واشنطن في ختام جولة هي السادسة له في المنطقة.

وكان أبو مازن قد اجتمع، أول من أمس، بمسؤولين في حركة فتح ومنظمة التحرير وفصائل أخرى، واستمر الاجتماع الأخير حتى ساعات الفجر الأولى، تقرر بعده إيفاد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات إلى عمان للقاء كيري وإخباره برفض المبادرة بشكلها الحالي، أي دون موافقة إسرائيلية على حدود عام 1967. وهو ما اضطر كيري إلى التوجه، على متن مروحية أردنية، إلى رام الله في الضفة الغربية للقاء أبو مازن، بهدف استيضاح الموقف الفلسطيني.

وتنص مبادرة كيري على عودة إلى المفاوضات وفق ضمانات أميركية وتبني مواقف الفلسطينيين بما فيه دولة على حدود 67. وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» إنه تقرر رفض الضمانات الأميركية الشفوية، والطلب من كيري تقديم شيء مكتوب حول الموقف الأميركي والإسرائيلي من حدود 67، مضيفا أنه «قدمنا له أسئلة حول موقف إسرائيل من ذلك في ظل الإعلان الرسمي الأخير برفض التفاوض على أساس حدود 67». وأضاف المسؤول أن كيري «يبذل جهودا كبيرة وغير مسبوقة من أجل إنقاذ مساعيه من الفشل بعد أن صدمت بتعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو».

ويمكن وصف الرفض الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات هذه المرة، بأنه جامع، إذ رفضت مركزية فتح ذلك، كما رفضته فصائل منظمة التحرير، إضافة إلى حماس والجهاد الإسلامي. ووصف مسؤولون فلسطينيون العودة إلى المفاوضات الآن، بمثابة انتحار سياسي، وقالوا بوضوح إنهم لا يثقون بالضمانات الأميركية ويريدون موقفا إسرائيليا واضحا حول مرجعية المفاوضات.

ويطلب الفلسطينيون، وقفا للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، والاعتراف بحدود 67 حدودا للدولة العتيدة، ومرجعية للعملية السياسية، وإطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو. ويبدو أن ثمة استعدادا لتجاوز بعض الشروط مقابل اعتراف إسرائيل بحدود 67، باعتبار ذلك مدخلا مهما أيضا لإنهاء ملف المستوطنات ضمن هذه الحدود.

يشار إلى أن كيري وصل الثلاثاء الماضي إلى عمان في زيارة هي السادسة إلى المنطقة في إطار جهوده لإحياء عملية السلام. وأجرى الوزير الأميركي الثلاثاء والأربعاء الماضيين محادثات مكثفة مع عباس واللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة المبادرة العربية في الجامعة العربية إضافة إلى عدد من المسؤولين، قال كيري عقبها إن الهوة بين الفلسطينيين وإسرائيل باتت أضيق. وعلى عكس الزيارات السابقة لم يلتق كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أن اتصالا هاتفيا جرى بين الطرفين.