سقوط آخر معاقل النظام السوري غرب حلب يقطع الإمدادات عنها

قيادي ميداني يؤكد وصول أسلحة إلى القابون.. والائتلاف يحذر من استخدام الطيران في أريحا

سوريون يراقبون أعمدة الدخان بعد غارة جوية للجيش النظامي على دير الزور أمس (رويترز)
TT

أحرز مقاتلو المعارضة السورية أمس تقدما ميدانيا في ريف حلب، حيث سيطرت كتائب «الجيش السوري الحر» على بلدة خان العسل الاستراتيجية، ليصبح الطريق أمامها سالكا للوصول إلى الأكاديمية العسكرية، وهي غرفة العمليات النظامية في حلب.

وفي حين كشف قيادي ميداني في دمشق لـ«الشرق الأوسط» عن وصول دفعة أسلحة متطورة إلى جبهة حي القابون، تمكنت القوات النظامية من قتل عدد من عناصر «الجيش الحر» إثر كمين نصبته في عدرا بريف دمشق، تزامنا مع تحذير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من تكثيف النظام استخدام سلاح الطيران الحربي بشكل ممنهج لاستهداف المدنيين على خلفية مجزرة أريحا بإدلب أول من أمس.

وأشار ناشطون سوريون إلى أن «مقاتلي المعارضة سيطروا على بلدة خان العسل الشمالية، وهي واحدة من آخر البلدات في الجزء الغربي من محافظة حلب كانت تسيطر عليها القوات النظامية». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ضباطا في الجيش النظامي سلموا البلدة صباح أمس بعد محاصرتها من قبل كتائب الجيش الحر.

وكان عملية السيطرة على بلدة خان العسل قد بدأتها ألوية «الجيش الحر» بالسيطرة على قرية «متاع»، مقر قيادة القوات النظامية، لتسيطر بعدها على قرية السماقية شرق المدينة. وبحسب مصادر المعارضة فقد سقط أكثر من 60 قتيلا من القوات النظامية، بينهم العديد من ضباط العمليات، وتم غنم العديد من الآليات العسكرية. وبث ناشطون على مواقع الإنترنت أشرطة فيديو تظهر دبابات الجيش النظامي وهي تنسحب من البلدة. كما أظهر تسجيل آخر قائدا مقتولا ادعت المعارضة أنه كان قائد القوات النظامية في بلدة خان العسل.

وأوضح ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية بحلب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «السيطرة على خان العسل ستفسح المجال لمقاتلي المعارضة للتقدم نحو أكاديمية الأسد، التي تعتبر غرفة العمليات الرئيسة للقوات النظامية بحلب»، لافتا إلى أن «مئات الأمتار فقط تفصل كتائب (الحر) عن هذه الأكاديمية التي سيتم تحييدها عن الصراع، ليصبح الطريق مفتوحا إلى منطقتي حلب الجديدة والفرقان، مما يعني تحرير حلب بشكل كامل». وتكتسب البلدة أهمية استراتيجية باعتبارها آخر نقطة للقوات النظامية في الريفين الغربي والشمالي، والسيطرة عليها تعني السيطرة بشكل كلي على طريق حلب - دمشق، مما يعني قطع الطريق على إمدادات القوات النظامية.

في موازاة تقدم المعارضة بحلب، أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن الجيش النظامي نصب كمينا لمقاتلي الجيش الحر في ريف دمشق قتل فيه 58 شخصا، بينما أشار المرصد السوري إلى أن مقاتلي الحر قتلوا في بلدة عدرا بريف دمشق بينما كانوا يحاولون استعادتها من القوات النظامية.

وبدوره، أشار النقيب المنشق علاء الباشا، عضو المجلس الثوري العسكري الأعلى في دمشق، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القوات النظامية أدخلت سيارة ممتلئة بالمتفجرات إلى منطقة عدرا الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، إذ أدى انفجارها إلى مقتل بعض من مقاتلي المعارضة». وأوضح أن عدد القتلى المعارضين لم يتجاوز الـ15، نافيا ما أشيع عن تجاوز العدد الـ50 ضحية.

من جهة أخرى، كشف الباشا أن «دفعة جديدة من الأسلحة المتطورة وصلت إلى جبهة حي القابون الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وكتائب «الجيش الحر» منذ أسبوعين تقريبا، موضحا أن «الأسلحة التي باتت في أيدي المقاتلين تضمنت صواريخ مضادة للدروع وقذائف (آر بي جي) وصواريخ (س 5)، مما يعني أن دبابات النظام ومصفحاته أصبحت تحت نيران المعارضة».

وفي دمشق أيضا، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بوقوع اشتباكات اندلعت في حي جوبر شرق دمشق، بينما قالت شبكة «شام» المعارضة إن الحي تعرض للقصف من قبل القوات النظامية. وأفاد ناشطون بتعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لقصف بغاز الخردل الذي يشل الأعصاب.

في غضون ذلك، تحاول القوات النظامية استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر في إدلب، وتحديدا في بلدة أريحا، التي شهدت مساء أول من أمس مجزرة نتيجة القصف الجوي. وحذر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» المجتمع الدولي «من مغبة التجاهل المستمر لواجباته في حماية الشعب السوري من بطش الآلة العسكرية للنظام السوري بما في ذلك استخدام السلاح الكيميائي والأسلحة المحرمة دوليا بأسلوب ممنهج ضد المدنيين». وشدد على «ضرورة تمكين هيئة الأركان في الجيش الحر من تحييد سلاح الطيران، وفرض منطقة حظر جوي فوق المناطق المأهولة في سوريا».

وشدد على أن «نظام الأسد يكثف أخيرا من استخدامه لسلاح الطيران في عمليات الانتقام الممنهجة والمطبقة بحق المدنيين في الشمال السوري، مستغلا تقاعس الدول الأصدقاء للشعب السوري عن أداء واجباتها الإنسانية، ومستعينا بحلفائه الإقليميين والدوليين في تغطية جرائمه وتأمين سبل الدعم العسكري الكفيلة بإطالة أمد وجوده».

وكان سلاح الجو النظامي قد ألقى خلال عشرات الغارات الجوية المتلاحقة قنابل عنقودية وفوسفورية وبراميل متفجرة فوق مدينة أريحا، مما تسبب في وقوع مجزرة راح ضحيتها نحو 22 مدنيا.