قدمت تركيا اعترافا واقعيا بالتطورات المصرية الأخيرة، بإرسالها رسالة تهنئة إلى الرئيس المؤقت عدلي منصور في ذكرى ثورة 23 يوليو (تموز)، لكنها رفضت اعتبار ذلك «اعترافا كاملا بما نجم عن الانقلاب الأخير»، كما قال مصدر قريب من رئاسة الوزراء التركية لـ«الشرق الأوسط». وبدا أن رئاسة الحكومة التركية تريد تمييز نفسها عن الموقف الذي اتخذته رئاسة البلاد من دون أن تناقضه، باعتبارها أن ما حصل هو «تواصل ضروري» تقوم به الرئاسة التركية من موقعها.
فقد بعث الرئيس التركي عبد الله غل برسالة تهنئة إلى الرئيس المصري عدلي منصور في ذكرى ثورة 23 يوليو، تمنى فيها لشعب مصر «العز والرفاه» على ما كشفه كبير مستشاري غل إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط». وفي حين رفض هورموزلو إعطاء «تفسيرات» لهذه الخطوة، أكد أن «قنوات الحوار مفتوحة مع القيادة المصرية الجديدة». وأضاف «نحن نخاطب مصر بأكملها، ولسنا مع طرف واحد بل مع الشعب المصري الذي سوف يقرر أمره بنفسه بالطريقة التي يراها صالحة».
وقال مسؤولون أتراك إن الرئيس التركي بعث برسالة إلى الرئيس المصري المؤقت حفاظا على العلاقات الدبلوماسية على الرغم من رفض أنقرة الاعتراف رسميا بحكومته. وقال مصدر قريب من أردوغان عن رسالة غل «الحكومة التركية لا تتواصل مع أكبر دولة عربية، لكن يجب أن يكون لأحد هذا الاتصال. هذا هو الحد الأدنى من البروتوكولات الذي يجب الحفاظ عليه»، وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه «لكن هذا ليس تخفيفا لموقفنا. أي تخفيف يجب أن يأتي من الحكومة وليس من الرئيس الذي يعد دوره شرفيا إلى حد بعيد. وهو لن يتحدى علنا نبرة الحكومة أو سياستها».