سقوط «خان العسل» يعرقل التحقيقات الدولية في استخدام السلاح الكيماوي

خبير دولي: السوريون نجحوا في التحكم بجيل أكثر نجاعة وسما «من الأجسام الفوسفورية»

TT

وصل الخبيران الدوليان أكي سيلستروم وإنجيلا كاين من لجنة التحقيق الدولية حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا إلى دمشق أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين والتحقيق في اتهامات متبادلة بين السلطة والمعارضة باستخدام أسلحة كيماوية.

لكن جهود الأمم المتحدة قد تتعرض لانتكاسة بسبب سيطرة مقاتلي المعارضة السوري على بلدة خان العسل في ريف حلب، وهي المكان الوحيد الذي أعلن النظام أنه سيسمح للأمم المتحدة بزيارته، متهما المعارضة بأنها استخدمت السلاح الكيماوي فيه، رغم مطالبة أممية بتوسيع نطاق التحقيق ليشمل مواقع أخرى. إلا أن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي أوضح أن سقوط خان العسل لا يؤثر على المحادثات في دمشق بمشاركة بعثة أممية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية.

وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بضرورة التحقيق في كل الأحداث التي ارتبطت بشكل أو بآخر باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، داعيا إلى الابتعاد في التحقيق عن كل ما من شأنه «تسييس» القضية دون أي تدخل خارجي. وأضاف قائلا «إن كل المعلومات التي قدمتها الدول الغربية حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا «غير محددة وغير ملموسة وتشير إلى العثور على كميات ضئيلة جدا من المواد السامة». وانتقد الوزير الروسي خطط الولايات المتحدة الرامية إلى تقديم الأسلحة إلى المعارضة السورية وقال إن هذه المسألة تقف على طرفي نقيض من اتفاقه مع نظيره الأميركي جون كيري حول عقد مؤتمر «جنيف - 2» دون شروط مسبقة. ورأى لافروف أن الحكومة السورية وافقت على هذه المبادرة دون أية شروط مسبقة في نفس الوقت الذي رفض فيه الائتلاف الوطني السوري المشاركة في هذا المؤتمر.

وتتهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة النظام السوري باللجوء إلى الأسلحة الكيميائية عدة مرات ضد المعارضة. وأقر النظام السوري للمرة الأولى في 23 يوليو (تموز) 2012 بأنه يملك أسلحة كيميائية لكنه أكد أنه لم يستعملها أبدا ضد شعبه مهددا باستخدامها إذا حصل تدخل عسكري غربي.

وبدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال عقد السبعينات من القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقا، كذلك ساهمت فيه أيضا روسيا خلال التسعينات ثم إيران اعتبارا من 2005، كما أفادت منظمة «نوكليار ثريت إينيسياتيف» المستقلة التي تحصي المعطيات «المفتوحة» حول أسلحة الدمار الشامل. واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنه «أكبر برنامج أسلحة كيميائية في الشرق الأوسط، أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الإسرائيلي».

وأكدت أن كثيرا من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط لكنها «بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة».

وأكد خبير في مركز الدراسات حول الحد من انتشار الأسلحة في معهد مونتيري (الولايات المتحدة) أن الاحتياطي السوري يضاهي «مئات الأطنان» من العناصر الكيميائية المختلفة بينما اعتبر أخصائي فرنسي في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية أن «مجموعة مختلف العناصر الكيميائية قوية». مشيرا إلى أن السوريين «نجحوا في التحكم في توليف الأجسام الفسفورية، إنه آخر جيل الأكثر نجاعة والأكثر سما في الأسلحة الكيميائية، وفي هذه العائلة نجد غاز السارين والـ(في.إكس)» و«عناصر أقدم من ذلك بكثير مثل غاز الخردل».