واشنطن قلقة من ازدياد وتيرة هجمات «القاعدة» وتعقيدها في العراق

سفيرها السابق في بغداد: رحيل القوات الأميركية ترك أثرا

TT

تحمل الهجمات السافرة التي نفذت على اثنين من سجون العراق هذا الأسبوع أهمية كبيرة لا لما أسفرت عنه من إطلاق سراح مئات السجناء؛ بل لما تشير إليه بشأن القدرات المتنامية لتنظيم القاعدة، بحسب مسؤولين وخبراء.

وقال خبراء غربيون إن الهجمات على سجني «أبو غريب» و«التاجي» التي تم الإعداد لها بدقة شديدة استخدم فيها أعضاء تنظيم القاعدة قذائف الهاون لضرب القوات العراقية، والانتحاريين لإحداث فجوات في دفاعاتهم، ثم أرسلوا قوة هجومية لتحرير السجناء.

وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه: «نحن قلقون بشأن تزايد وتيرة وتعقيد عمليات (القاعدة) في العراق». بدوره، أوضح جيمس جيفري، الذي كان سفير الولايات المتحدة في بغداد لدى رحيل آخر القوات الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) 2011، إن «أداء القوات العراقية كان ضعيفا، وبات واضحا أن مهاراتهم شهدت تراجعا لأن القوات الأميركية التي كانت تدربهم رحلت». وقال جيفري، الذي يعمل الآن زميلا زائرا في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»: «هذه هي الحالة الأولى التي أرى فيها أن غياب القوات الأميركية، التي تقدم التدريب التكتيكي، له تأثير على أرض المعركة».

وتؤكد جرأة الهجومين على تدهور الأوضاع في العراق، حيث يتقوض الاستقرار من خلال تفجير السيارات المفخخة بصورة شبه يومية وأعمال عنف أخرى تتعلق بتجدد التوترات الطائفية. ويقول حميد فاضل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد: «لا يماثل هذا الهجوم أي هجوم آخر عندما يكون الهدف مقهى أو سوقا شعبية. إنهم يستهدفون أكثر الأماكن تأمينا حيث توجد أعداد كبيرة من قوات الأمن».

بدوره، قال جيفري إن عملية اقتحام السجون تثير القلق لأن ذلك من شأنه أن يعزز من قوة المتطرفين في المنطقة، لأن هذه العملية سينظر إليها باعتبارها إشارة إلى أن مقاتلي «القاعدة يزدادون قوة في الوقت الذي تبدو فيه قوات الحكومة العراقية عاجزة». وأضاف جيفري: «ستوفر خبرة وقيمة أخلاقية لـ(القاعدة) وحلفائها في كل من العراق وسوريا. ويتوقع أن يكون لها تأثير كبير على السكان السنة في العراق، الذين كانوا على الحياد».

كما يتوقع أن يؤدي هرب السجناء التابعين لـ«القاعدة» إلى زيادة التهديدات الموجهة إلى قادة القبائل السنية الذين تحالفوا مع القوات الأميركية خلال زيادة القوات الأميركية في الفترة بين عامي 2007 و2008 وحاربوا المجموعات المتطرفة. وقال كيرك سويل، رئيس تحرير أخبار نشرة «داخل السياسة العراقية» إن الحدث تسبب في مزيد من التشويه لصورة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي حاول الترويج لنفسه على أنه الرجل الذي أعاد الأمن للعراق، خاصة أنه تحكم في تعيينات كبار القادة واحتفظ بحقيبتي وزارتي الدفاع والداخلية لنفسه. وقال سويل: «ذهب بريق المالكي كزعيم قوي تمكن من إعادة بناء العراق». وفي تطور آخر أثر على سمعة المالكي، أشار سويل إلى أن قائد الفرقة 17 العراقية استقال مؤخرا ووجه انتقادات لاذعة إلى القيادة السياسية العراقية.

* خدمة «نيويورك تايمز»