تكثيف أمني في عاصمة جنوب السودان عقب إقالة نائب الرئيس

زعيم الأغلبية في البرلمان لـ «الشرق الأوسط» : لن تحدث حرب.. ومن يتجه إليها لن يحكم الدولة مطلقا

TT

انتشرت وحدات من الجيش والشرطة العسكرية في مواقع كثيرة في العاصمة جوبا أمس بحسب شهود عيان، بينما تباينت الآراء في الأوساط السياسية في جنوب السودان حول القرارات التي اتخذها رئيس الدولة سلفا كير ميارديت أمس بإقالة نائبه رياك مشار وإعفاء الحكومة وإحالة الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم إلى التحقيق وتجميد نشاطه في الأمانة العامة. ورأت أوساط شبابية أن القرارات جاءت في وقتها، بينما قال آخرون إن سلفا كير يتجه نحو ديكتاتورية جديدة على أساس القبيلة.

وقال رئيس كتلة الحركة الشعبية في البرلمان وزعيم الأغلبية اتيم قرنق لـ«الشرق الأوسط» إن القرارات التي أصدرها سلفا كير صائبة ومطلوبة ودستورية، معتبرا أن النص الدستوري يعطي الرئيس حق إقالة نائبه، رغم أن النص يتحدث عن أن تعيين وإقالة نائب الرئيس يتم عبر ثلثي أعضاء البرلمان. وقال إن تعيين مشار لم تتم مناقشته في الحزب من قبل لغياب المؤسسية، محملا الأمين العام للحركة باقان أموم بأنه وراء إفقاد الحزب للمؤسسية.

وقال: «إن باقان وقيادات الحركة هم من أعطوا الرئيس نفسه في الحزب حق استخدام سلطات الحزب لانعدام المؤسسية»، مشيرا إلى أن الحركة الشعبية كانت فيها ثلاث مجموعات في الفترة الماضية، الأولى لرئيسها سلفا كير، وأخرى بقيادة نائبه رياك مشار، والثالثة يقودها أموم. وقال إن مجموعة مشار وباقان، إلى جانب ربيكا قرنق أرملة مؤسس الحركة الدكتور جون قرنق، أعلنت من خارج مؤسسات الحزب أنها تسعى للترشح في منصب الرئيس في الانتخابات القادمة، وأضاف: «لذلك سبقهم سلفا كير بقراراته التي أعلنها بإحالة باقان إلى التحقيق وتجميد نشاطه.. بمعنى أنه تغدى بهم قبل أن يتعشوا به»، وتابع: «إذا انقسم الحزب الآن فهو أفضل لنا حتى لا نحمل جراحا لا تندمل لفترة طويلة ويصيب الحزب الترهل والفساد أكثر مما هو موجود».

واعتبر قرنق أن مظاهر الوجود الأمني في جوبا أمر طبيعي في دول العالم الثالث لتأمين المناطق والمؤسسات الهامة وحتى لا تحدث فوضى من البعض الذين يسعون إلى الانفلات، مستبعدا لجوء القيادات المبعدة إلى استخدام العنف كوسيلة لرفض القرارات. وقال: «من يذهب إلى الحرب في هذه الدولة لن يحكمها إطلاقا»، واصفا الذين يتحدثون عن أن التنافس في قيادة الحزب والدولة له علاقة بالخرطوم بأنهم «يرقصون خارج الدائرة». وقال إن «هذه محاولات لتشويه قيادة الحركة ولإرادة الجنوبيين، ومن يعتقد أن سلفا يقوم بهذه الإجراءات لأجل خاطر عيون الخرطوم فهو لا يعرفه».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن جوبا شهدت منذ إعلان قرارات سلفا كير أول من أمس مظاهر أمنية مكثفة، وأضاف الشهود أن مبنى التلفزيون والإذاعة وضعت أمامه سيارات محملة بالسلاح والجنود وأن إجراءات التفتيش الشخصي شملت العاملين ومراجعة هوية كل من هو داخل إلى المبنى، وأكدوا على أن الإجراءات الأمنية شملت مواقع كثيرة، خصوصا أمام مجمع الوزارات ومبنى البرلمان والطرق الرئيسة.

ويتوقع أن يعلن رئيس البلاد سلفا كير في الأيام القليلة المقبلة نائبا، وبرزت تكهنات بأسماء كثيرة من أمثال جيمس واني ايقا رئيس البرلمان، والدكتور رياك قاي المستشار السابق للرئيس السوداني عمر البشير ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قبل استقلال جنوب السودان. وقالت المصادر إن كير بعد تعيين نائبه سيتشاور معه في تشكيل الحكومة الجديدة.