الجيش السوداني يخسر خمسة من رجاله في معركة ضد الجبهة الثورية

ثابو مبيكي وأدناهوم في الخرطوم لتنشيط دبلوماسية اللحظات الأخيرة

TT

قال الجيش السوداني إنه خسر خمسة من رجاله في هجوم شنته قوات «الجبهة الثورية» التي تخوض حربا لإسقاط نظام الخرطوم، على منطقة سدرة بولاية شمال كرفان، وطرد القوة المهاجمة من المنطقة، فيما قالت الجبهة الثورية إنها حررت المنطقة من سيطرة قوات المؤتمر الوطني، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفي ذات الوقت يصل الخرطوم اليوم رئيس الآلية الأفريقية ثابو مبيكي ووزير خارجية إثيوبيا تادروس أدناهوم لبحث سبل إزالة التوتر بين السودان وجنوب السودان، عقب الاتهامات التي دأبت الخرطوم على توجيهها لجوبا بدعم متمردي الجبهة الثورية في حربهم ضدها.

ويعد الهجوم الذي كشف عنه الطرفان، تطورا جديدا في النزاع المسلح بين الجبهة الثورية والجيش السوداني، منذ هجوم قوات الجبهة الثورية على منطقتي أم روابة والسميح بولاية شمال كردفان وسيطرتها على منطقة أبو كرشولا لأكثر من شهر. وهاجمت قوات من الجبهة الثورية منطقة سدرة بولاية شمال كردفان، التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن مدينة الرهد الاستراتيجية، ومن الطريق البري الذي يربط وسط البلاد بغربها، وبمدينة الأبيض حاضرة الولاية.

وأكد الجيش السوداني الهجوم على المنطقة، بيد أنه قال إنه كبد خلاله القوات المهاجمة خسائر فادحة. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء السودانية «سونا» إن قوات من الجبهة الثورية هاجمت المنطقة صباح أمس، مستهدفة سلب ونهب المواطنين، فتصدت لها قوات الجيش، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وأجبرها على الفرار.

وأردف سعد: «نؤكد أن كل منطقة السدرة تنعم بالأمن والاستقرار، وأن المنطقة بأكملها تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة وما زالت تطارد فلول المتمردين، وقد احتسبت قواتنا خمسة شهداء».

من جهتها نفت الجبهة الثورية المعلومات الواردة من الجيش السوداني، وجددت التأكيد على أنها لا تزال تسيطر على منطقة سدرة، وأنها تعتبر سيطرتها على عليها تحريرا لمنطقة جبل الداير المحصنة بسلسلة جبال الداير، والتي تعد حسب الجبهة الثورية مهمة بالنسبة لقوات المؤتمر الوطني - تقصد بها الجيش النظامي - وتوجد بها كثافة عددية ونوعية لتلك القوات.

وقالت في تصريحات صحافية إن «القوة الموجودة في المنطقة لاذت بالفرار، وأنها استولت على 9 سيارات دفع رباعي، طراز (لاندكروزر) مسلحة، وأسرت مجموعة من الضباط وصف الضباط».

فيما قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن العمليات ما زالت مستمرة، وأن مدن الرهد وأم روابة والسميح القريبة من المنطقة تخشى انتقال العمليات إليها.

من جهة أخرى يصل الخرطوم اليوم رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي يرافقه رئيس الخارجية الإثيوبي تادروس أدهانوم، للتشاور مع حكومة الخرطوم بشأن تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان.

وحسب المتحدث باسم الخارجية السفير أبو بكر الصديق يلتقي مبيكي وأدهانوم الرئيس البشير والنائب الأول علي عثمان محمد طه ووفد التفاوض مع جنوب السودان.

ويقود الاتحاد الأفريقي مساعي حثيثة لإنقاذ اتفاقية التعاون المشترك بين البلدين التي وقعت في أديس أبابا ديسمبر الماضي، خصوصا بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين جوبا والخرطوم، وأدى لإعلان الأخيرة نيتها وقف تصدير النفط عبر منشآتها، على الرغم من اعتماد اقتصادي البلدين عليه، واقتراب نهاية المهلة التي حددتها الخرطوم لجوبا بوقف التصدير، التي تنتهي في 7 أغسطس المقبل.

وسبق مبيكي إلى الخرطوم فريق مكلف من الاتحاد الأفريقي للتحقق في اتهامات دعم وإيواء المتمردين المتبادلة من الطرفين، وفريق لتحديد المنطقة صفر التي تبدأ منها المنطقة الآمنة منزوعة السلاح على الحدود بين الدولتين.