في ما يعتبر تغييرا في رأي واشنطن في التطورات الأخيرة في مصر، قالت وزارة الدفاع الأميركية أمس الأربعاء إن الرئيس باراك أوباما قرر وقف تسليم طائرات «إف 16» لمصر لفترة غير محددة بسبب «الوضع الراهن» هناك. وقال المتحدث باسم البنتاغون، جورج ليتل: «نظرا للوضع الراهن في مصر، لا نعتقد أن المضي قدما في هذا الوقت الحاضر في تسليم مقاتلات (إف 16) هو الشيء الملائم». وأضاف أن قرار أوباما اتخذ بإجماع آراء فريقه للأمن القومي.
وفي المقابل أكد جورج ليتل إجراء المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى كل عامين ويطلق عليها «برايت ستار» أو «النجم الساطع» في موعدها المقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل، موضحا أن قرار وقف الطائرات «إف 16» الأربع لا يشكل تغييرا في موقف واشنطن، وأضاف: «ما زلنا ملتزمين بشراكة الدفاع بين الولايات المتحدة ومصر التي تبقى عنصرا أساسيا في علاقتنا الاستراتيجية مع مصر وتشكل دعامة للاستقرار الإقليمي».
وكان البنتاغون أعلن، بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، الاستمرار في تنفيذ اتفاق سابق مع العسكريين المصريين، وإرسال 4 طائرات «إف 16» إلى مصر «خلال الأسابيع المقبلة». وفي ذلك الوقت، قال مسؤول عسكري أميركي إن الوضع «باقٍ على حاله»، موضحا أنه سيتم تسليم دفعة من أربع طائرات في أغسطس (آب). وفي ذلك الوقت أيضا قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني: «نرى أنه ليس من مصلحتنا» وقف المساعدات. وأيضا في ذلك الوقت قال متحدث باسم البنتاغون: «تظل علاقات الدفاع الأميركية المصرية تشكل أساس شراكتنا الاستراتيجية مع مصر. وتظل ركيزة للاستقرار في المنطقة».
وكانت واشنطن سلمت العسكريين المصريين ثماني طائرات من أصل 20 طائرة اشترتها مصر بقيمة 2,5 مليار دولار. في نفس الوقت، تظل الخارجية الأميركية تقول، حتى يوم أمس الأربعاء، إن إدارة أوباما تظل تدرس التبعات القانونية لأي مساعدة لمصر، بالنظر إلى التحقيق القانوني الجاري عما إذا كان عزل مرسي «انقلابا عسكريا». وإنه في هذه الحال ستضطر واشنطن إلى وقف مساعداتها المالية والاقتصادية إلى مصر. وأمس الأربعاء، قالت مصادر إخبارية أميركية إن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، يتصل من وقت لآخر مع وزير الدفاع المصري، وقائد القوات المصرية المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسي «لإقناع الجيش بتعيين حكومة مستقرة».
والجدير بالذكر أن مصر تتلقى كل سنة مساعدات أميركية بقيمة 1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار مساعدات عسكرية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب.) إن هذا مكن مصر من الحصول، منذ عام 1980، على أكثر من 220 طائرة «إف 16»، وإن هذا يضعها في المرتبة الرابعة عالميا في عدد هذه الطائرات، بعد الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا.