مواجهات «الإخوان» ومعارضيهم تخلف قتيلا وعشرات المصابين بمحافظات مصرية

دعوات ثورية للاحتشاد في التحرير.. ومشاحنات بين سكان «رابعة» والمعتصمين

TT

بينما دعت قوى تنسيقية «ثورة 30 يونيو» التي أطاحت بحكم الرئيس السابق محمد مرسي و«الإخوان»، جموع الشعب للاحتشاد بميدان التحرير بمناسبة عيد الفطر، شهدت الليلة قبل الماضية وحتى فجر أمس أحداث عنف بشكل مفاجئ في عدة محافظات سقط فيها قتيل على الأقل وعشرات المصابين خلال مسيرات نظمتها الجماعة وقالت عنها المصادر الأمنية إنها محاولة من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لـ«الإخوان» لإرباك المشهد الأمني والسياسي في مصر، وسط مخاوف من تصعيد الإسلاميين ضد المسيحيين والكنائس خاصة في مدن الصعيد.

وفي الإسكندرية شمال غربي القاهرة قال مصدر أمني، إن الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدين ومعارضين لمرسي، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس وتركزت في منطقتين حيويتين في المدينة التي تعد بمثابة العاصمة الثانية للبلاد، هما «محطة الرمل» و«المنشية» و«شارع الكورنيش»، واستخدمت في الاشتباكات بنادق الخرطوش والأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة والحجارة. وأضاف أن المعارك بين الطرفين امتدت لعدة شوارع وحولت وسط المدينة إلى فوضى، خاصة مع حالة ازدحام المواطنين الذين كانوا خرجوا إلى الشوارع لشراء متطلبات العيد.

وقالت المصادر إن رجلا واحدا يبلغ نحو 27 عاما من العمر قتل في مواجهات الإسكندرية وأصيب أكثر من 50، منهم 12 أصيبوا برش الخرطوش و3 بطلقات نارية. وأكد مدير أمن الإسكندرية، اللواء أمين عز الدين، تمكن قوات الأمن من السيطرة على الاشتباكات، بينما أوضح الدكتور خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، إن إجمالي حصيلة الاشتباكات التي وقعت الليلة قبل الماضية وفجر أمس بالقاهرة والإسكندرية والبحيرة أسفرت عن وفاة شخص وإصابة 62 آخرين، مضيفا أن حالة الوفاة وقعت في الاشتباكات التي حدثت بمنطقة القائد إبراهيم بالإسكندرية إضافة إلى 42 مصابا، بينما وقع 16 مصابا في الاشتباكات التي حدثت أمام محافظة البحيرة (شمال غربي القاهرة)، في حين أصيب 4 آخرون في منطقتي التحرير وحلمية الزيتون بالقاهرة.

وفي مدينة الإسماعيلية في شرق القاهرة اندلعت فجر أمس مواجهات عنيفة عبر شوارع حي الشيخ زايد وشارع الحوفي، بين «الإخوان» وأهالي المنطقة عقب صلاة القيام بمسجد الصالحين المجاور. وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة وإطلاق الخرطوش، قبل أن تتدخل قوات الأمن للفصل بين الطرفين. وقالت مصادر الشرطة إن 15 شخصا على الأقل أصيبوا في هذه الأحداث بينهم 5 حالاتهم خطيرة.

وشهدت العاصمة القاهرة مسيرات واحتجاجات وقطع طرق من قبل أنصار «الإخوان». وتوعد محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان، من سماهم «الانقلابيين» بـ«عيد أسود»، على حد تعبيره في كلمة له قي صلاة فجر أمس من فوق منصة اعتصام «رابعة العدوية» بضاحية مدينة نصر في شرق العاصمة.

وفي غضون ذلك، أكد عدد من سكان منطقة رابعة العدوية وقوع اشتباكات ليلية بين عدد منهم وبين المعتصمين، وذلك بعد دعوات من سكان المنطقة بضرورة النزول إلى الشارع وإزالة الحواجز المبنية بالطوب بعرض بعض الشوارع مما يتسبب في أذى بالغ للسكان. وأشار شهود عيان إلى أنه عند محاولة عدد من السكان إزالة أحد الحواجز مساء الثلاثاء، حاصرهم المعتصمون واعتدوا عليهم، بالضرب بالهراوات، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.

وفي سياق موجة الهجوم على الأقباط والكنائس التي توعد بها بعض التيارات الإسلامية المناصرة لـ«الإخوان»، تواصلت المناوشات الخفيفة والترقب الحذر في عدة مدن في صعيد مصر، بينما لقيت طفلة مسيحية مصرعها ليلة أول من أمس، بعد إطلاق النار عليها وهي خارجة برفقة خادمتها من الكنيسة الإنجيلية بحي الزيتون بالقاهرة.

على صعيد متصل، دعت قوى تنسيقية «ثورة 30 يونيو» التي أطاحت بحكم مرسي و«الإخوان»، جموع الشعب المصري إلى التجمع والاحتشاد بميدان التحرير وأداء صلاة العيد وكذلك ميادين الثورة في كل المحافظات. وأكدت المطالب التي أعلنتها فيما يخص سرعة تطبيق إجراءات العدالة الاجتماعية، واتخاذ تدابير تحافظ على وحدة النسيج المصري وتوقف أي مؤامرات تهدف إلى جر البلاد إلى دوامات من العنف. كما دعت إلى الحفاظ على الاستقلال الوطني ورفض كل أشكال التبعية الاقتصادية والسياسية، رافضة أي ضغوط تمارس على الدولة بهدف عقد صفقات الخروج الآمن لمن حملوا السلاح في مواجهة الشعب.

وقال الشيخ مظهر شاهين، الذي يوصف بأنه «خطيب ثورة 25 يناير» التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق مبارك، إن هدف جماعة الإخوان من استمرار اعتصامها في ساحتي «رابعة والنهضة» وأعمال العنف في الشارع، محاولة لإيجاد مبرر ووسيلة ضغط على الدولة المصرية في التفاوض وإظهار مؤسسة الرئاسة بمظهر الضعيف أمام الشعب.

وأضاف شاهين في برنامج على قناة «أون تي في» التلفزيونية، أن «الإخوان» يوسعون من دائرة العنف من أجل كسب الوقت. وقال: «كل يوم يقومون بأعمال عنف في القاهرة وبعض المحافظات، من أجل الضغط للتفاوض وإخراج مرسي وقيادات (الإخوان)»، مشيرا إلى أن الإرادة المصرية لن تتراجع عن خارطة الطريق التي أقرها الشعب المصري في 30 يونيو (حزيران) 2013.