المعارضة تؤكد استهداف موكب الأسد.. ودمشق تنفي ببث مشاهد أدائه صلاة العيد

المقداد: قصف مربع النظام الأمني في المالكي «نقلة نوعية»

صورة وزعتها وكاله سانا للأسد قالت انها التقطت خلال مغادرته مسجدا ادى فيه صلاة العيد (رويترز)
TT

نفت دمشق خبر تعرّض موكب الرئيس السوري بشار الأسد لهجوم من قبل المعارضة السورية أثناء توجّهه إلى مسجد أنس بن مالك في العاصمة دمشق، للمشاركة في صلاة عيد الفطر، بينما سارع التلفزيون السوري الرسمي، إثر التداول باستهداف موكب الأسد، إلى بث مشاهد فيديو ظهر فيها الأسد خلال الصلاة إلى جانب مسؤولين آخرين، قبل أن يخترق المصلين الذين هنأوه بالعيد.

وجاء بث مشاهد التلفزيون الرسمي لأداء الأسد لصلاة العيد بهدف تكذيب ما أعلنه «لواء تحرير الشام» عن استهدافه موكب الأسد قرب فندق «ميريديان» في دمشق بعدد كبير من القذائف. وهو ما أفاد به كل من المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية في سوريا.

وفي حين ذكر المرصد أن «قذائف هاون سقطت صباحا على منطقة المالكي المجاورة للمسجد»، من دون أن يشير إلى وقوع ضحايا أو أضرار، أعلنت لجان التنسيق «استهداف موكب الأسد بالهاون بين (ميريديان) وجسر الرئيس».

وعلى الرغم من النفي الرسمي الصادر عن السلطات السورية لاستهداف موكب الأسد، أكد المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر وعضو الائتلاف السوري المعارض لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن «ثمة معطيات أكيدة باستهداف إحدى كتائب (الجيش الحر) موكب الأسد، بعد أن رصدت خط سيره بنحو 20 قذيفة هاون، علما بأن عدة مواكب وهمية كانت قد انطلقت صباح أمس».

وسجل المقداد ملاحظات عدة حول الاستهداف، أبرزها أن «صلاة العيد تجري عادة في دمشق عند السابعة صباحا، وبينما أوقف التلفزيون الرسمي بث برامجه عند السابعة صباحا، فإن النقل المباشر لأداء الأسد للصلاة تأخر إلى الساعة الثامنة».

وأشار إلى حالة من «الانفصام» لدى النظام السوري؛ إذ إنه في حين كانت مواقع وإذاعات موالية سباقة، بحسب المقداد، في الإشارة إلى استهداف منطقة المالكي بقذائف هاون صباحا، ظهر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ليكذب هذه الأنباء، من خلال تأكيده أن الوضع كان «طبيعيا».

وكان الزعبي قد نفى صحة الأنباء عن استهداف موكب الأسد «جملة وتفصيلا». وقال في تصريح نقله التلفزيون السوري الرسمي إن هذه المعلومات هي «مجرد انعكاسات لأحلام وأوهام البعض»، مكررا الإشارة إلى أن «الخبر عارٍ عن الصحة وكاذب ومضلل وكل شيء طبيعي». ولفت إلى أن «الرئيس كان يقود سيارته بنفسه، وصافح كل الناس، وحضر الصلاة كعادته».

وأوضح المقداد أن حيي المالكي وأبو رمانة المجاورين يعدان المربع الأمني المحصن للنظام السوري، حيث يقع السكن الخاص للأسد، إضافة إلى منازل كبار المسؤولين والوزراء ومقار السفارات. وقال إن مجرد وصول القذائف إلى هذه المنطقة «نقلة نوعية» للمعارضة السورية التي تثبت قدرتها على إمكانية استهداف أي منطقة، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة منذ أيام في محيط المنطقة وفي كل الجهات المطلة عليها.

ووصل الرئيس السوري، بحسب ما بثته وسائل الإعلام الرسمية صباح أمس إلى مسجد أنس بن مالك، وقال إمام المسجد الشيخ أحمد الجزائري في دعائه: «اللهم وفق الرئيس بشار الأسد»، داعيا إلى «خير الأمة». وشكك ناشطون سوريون بصحة المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي، وأوردوا في مقطع فيديو تداولته بعض صفحات المعارضة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشهدا من الفيديو الذي بثه التلفزيون الرسمي، يظهر فيه أحد أعيان عشيرة بري، وقالت إنه يدعى زينو بري محيطا بالأسد في المسجد، مؤكدة أنه قد اعتقل على يد المعارضة في وقت سابق بحلب وتم قتله.

ودعم المعارضون وجهة نظرهم هذه بشريط مسجل يظهر فيه المعتقل وهو يدلي باعترافاته، مرجحة أن الأسد لم يتوجه، أمس، للمشاركة في صلاة عيد الفطر. في المقابل، نفت صفحات معارضة أخرى أن يكون زينو بري هو من يظهر في مشاهد الفيديو، مشيرة إلى أن شقيقه هو من بدا قرب الأسد.

وكانت تسريبات من ناشطين في تنسيقيات الثورة، قد أفادت نهاية الشهر الماضي، بأن الأسد قام بتسجيل شريط مصور لصلاة العيد في أحد المساجد تمهيدا لبثه صباح يوم العيد، من دون أن يتم التأكد من صحة هذه الأنباء.

وكانت الاستعدادات الأمنية في حي المالكي ومحيط القصر الرئاسي بدأت بعد الإفطار ليلة الأربعاء، ولاحظ السكان انتشارا أمنيا مكثفا ونشرا للقناصة على أسطح الأبنية في محيط جامع أنس بن مالك، كما لوحظ غسل وتنظيف حي المالكي وأبو رمانة وإغلاق كل الطرق، وهي إجراءات تتخذ استعدادا لمرور موكب الرئيس في أي منطقة. حيث تمكن النشطاء مساء أول من أمس (الأربعاء) من تحديد المنطقة التي سيصلي فيها الرئيس صلاة العيد، مع توقع أن يكون جامع أنس بن مالك هو الجامع الذي سيؤمه الأسد مع صحبه، دون التأكد تماما.

ويُشار إلى أن عدة قذائف سقطت على حي المالكي في محيط السفارة الصينية، قرابة الساعة الواحدة والنصف من فجر صباح الخميس، سمع دوي سقوطها في الأحياء المجاورة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من هناك، سادت بعدها حالة من الهلع في الحي.

وقالت لجان التنسيق المحلية أن دوي انفجار كبير سمع في منطقة حي المهاجرين في دمشق، فجر أمس (الخميس)، حيث أغلقت قوات الأمن مداخل الحي، كما سقطت قذيفة أخرى في حي المالكي، حيث شوهد انتشار أمني كثيف في محيط مسجد أنس بن مالك، وتم إغلاق بعض شوارع المنطقة.

وقال نشطاء آخرون أيضا إن صواريخ أطلقت على منطقة المالكي التي طوقتها قوات الأمن. بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة، فقد ذكرت وجود أنباء عن استهداف الجيش الحر لموكب الأسد بقذائف الهاون في عدة مناطق بالقرب من فندق «ميريديان» وساحة الأمويين وآمرية الطيران.