احتفالات العيد في القاهرة تباعد المسافة بين «رابعة» و«التحرير»

مصريون يواجهون مسيرات «الإخوان».. وظهور أول لزوجة مرسي

ملاهٍ مائية أقامها معتصمو ميدان رابعة العدوية من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي احتفالا بالعيد (أ.ب)
TT

في مشهدين متباينين بطعم السياسة، وسعت المسافة بين اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بمحيط مسجد رابعة العدوية، وبين ميدان التحرير رمز الثورة بقلب العاصمة القاهرة، احتفل المصريون أمس بحلول عيد الفطر.

وأدى رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور، والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، والدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، والدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة، وأعضاء المجلس، ومفتي الجمهورية صلاة عيد الفطر بمسجد القوات الجوية بالعاصمة.

ووسط أجواء مشحونة بالترقب والحذر لفض اعتصاماتهم، انطلقت عقب صلاة العيد بالمساجد والميادين مسيرات من عدة مساجد بالقاهرة إلى اعتصامي «رابعة العدوية» بضاحية مدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة مطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي ورفعت شعارات تندد بما سمته «انقلابا ضد الشرعية».

وشهدت منصة اعتصام «رابعة العدوية» أول ظهور علني للسيدة نجلاء محمود، زوجة الرئيس السابق محمد مرسي، والتي غابت عن الأنظار منذ عزله يوم 3 يوليو (تموز) الماضي. وهنأت زوجة مرسي، في كلمة لها قبل صلاة عيد الفطر مؤيدي مرسي، قائلة: «كل عام والشعب المصري بخير تقبل الله منكم الصيام وبارك الله فيكم وفي جهودكم».. مضيفة أن «مرسي راجع راجع بإذن الله»، مشيرة إلى أنها لم تر زوجها أو تسمع صوته منذ عزله.

وتابعت بلهجة حماسية: «أحسب أن الشعب المصري أثبت أنها إسلامية، مهما يكيد الظالمون ويمكرون وأحسب أننا من حزب الله الغالبون».. وتابعت: «مهما يكيد الكائدون أو يغيظ الغائظون أو يدبرون ويمكرون، فالمكر من العباد يقابله مكر الله الأشد، لأنه الأكبر والأقوى».

وعلى الجانب الآخر، أدى الآلاف من القوى المدنية والتيارات السياسية المعارضة لـ«الإخوان» صلاة العيد في ميدان التحرير، وحرص الكثير منهم على التقاط الصور التذكارية بجوار مدرعات الجيش، التي انتشرت في محيط الميدان لتأمينه. كما تبادلوا التهاني على إيقاع الألعاب النارية والأغاني الوطنية وأغاني العيد التراثية، التي بثتها إذاعة المنصة الرئيسة بالميدان.

وطالبت المنصة المتظاهرين بالاحتشاد بالميدان، طوال الأيام المقبلة، لمواجهة ما سمته بالتدخل الأميركي السافر في شؤون مصر، على حد قولهم، وعلق متظاهرون بالميدان لافتة كبيرة على المنصة كتبوا عليها باللغة الإنجليزية عبارات تهاجم أميركا بسبب ما يقولون إنه «دعم لجماعة الإخوان المسلمين».

وفي المقابل تحولت تظاهرة رابعة العدوية المؤيدة للرئيس المعزول إلى ساحة للرقص والغناء، وندد المتظاهرون بعزم الحكومة فض الاعتصام بالقوة، وأكدوا أنهم لن يغادروا الميدان وسيواجهون تدخل قوات الأمن بصدور مفتوحة.

في محاولة لقلب الصورة، والرد على الانتقادات اللاذعة لاستخدامها الأطفال كدروع بشرية في التظاهرات والاعتصامات؛ لجأت جماعة الإخوان إلى حيلة جديدة لجذب الأطفال والمواطنين للانضمام للاعتصام، وذلك عبر تنظيم ملاه ومسارح جماعية وحمام سباحة للأطفال للاحتفال بهم على مدار أيام عيد الفطر، وتقديم جرعات من الترفية والعروض الفنية لهم. وازدانت الملاهي والمسارح والحمام بصور الرئيس المعزول مرسي والشعارات الإخوانية.

وعلى صعيد المصادمات بين الموالين لـ«الإخوان» والمواطنين الرافضين لهم، احتوت اللجان الشعبية بقرية «محلة أبو علي» بمحافظة الغربية اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول وأهالي القرية على إثر قيام أنصار مرسي بوضع صورة كبيرة له مكتوب عليها «نعم للشرعية وضد الانقلاب» معلقة على ظهر المدرسة الثانوية بالقرية. كما قام البعض الآخر من أنصار مرسي بتوزيع منشورات مناهضة للجيش، ورد عليها الأهالي بتمزيقها ونشبت اشتباكات محدودة بين الطرفين.. إلا أن اللجان الشعبية التي كانت تؤمن المواطنين نجحت في احتواء الموقف.

وفي شارع ناصر بمدينة شبر الخيمة بمحافظة القليوبية المتاخمة للقاهرة، تمكن خبراء قسم المفرقعات بمديرية الأمن من السيطرة على قنبلة يدوية وتفجيرها قبل انفجارها دون وقوع أي إصابات، بعدما تسببت في حالة من الذعر بين المواطنين. وتبين من تقرير المفرقعات أن القنبلة يدوية الصنع، وتولت النيابة التحقيق.

وفي مدينة أولاد صقر بمحافظة الشرقية، مسقط رأس مرسي، أصيب 5 أشخاص في اشتباكات مع مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين؛ على إثر مشادة كلامية بين الأهالي بالمدينة ومجموعة من أعضاء «الإخوان» أثناء قيامهم بمسيرة بعد صلاة العيد، برئاسة رئيس مجلس المدينة وعضو بمجلس الشورى المنحل عن حزب الحرية والعدالة التابع لـ«الإخوان». وأثناء سيرهم استفزت شعاراتهم المناهضة للجيش الأهالي فحدثت بينهم مشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات أسفرت عن إصابة 5 من الأهالي وتم تحرير محضر بالواقعة.

وشهدت محافظة قنا بصعيد مصر 3 مسيرات، ضمت بضعة آلاف من أعضاء التيارات الإسلامية أنصار ومؤيدي الرئيس السابق للمطالبة بعودته للحكم وعودة مجلس الشورى والعمل بالدستور. وجابت المسيرات الشوارع والميادين حتى ميدان الساعة الرئيس بوسط المدينة، مرددين الهتافات المعادية للجيش وللشرطة، وأقاموا معرضا للصور. واتهم عدد من أهالي قنا في بلاغات رسمية للنيابة العامة تضررهم من اعتصام أنصار مرسي، لقيامهم بقطع الطريق العام وتعطيل مصالح المواطنين دون وجه حق. وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وظروفها وملابساتها، فيما أخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.