ثمانية قتلى في غارة بطائرة أميركية من دون طيار في اليمن

طاقم السفارة الهولندية يغادر صنعاء بسبب تهديدات أمنية

دورية يمنية مزودة بمدفع مضاد للطائرات في وسط العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

قال مسؤولون يمنيون إن طائرة أميركية من دون طيار قتلت ثمانية على الأقل يشتبه في أنهم من أعضاء تنظيم القاعدة في محافظة مأرب بجنوب اليمن، أمس، في سادس هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوعين.

ويأتي الهجوم في أعقاب إعلان اليمن أول من أمس عن إحباط مؤامرة لتنظيم القاعدة للسيطرة على منشآت للنفط والغاز، وعاصمة إحدى المحافظات في شرق البلاد.

وتأتي الهجمات الجوية كذلك، بعد تحذيرات من هجمات محتملة قد ينفذها متشددون، مما دفع واشنطن إلى إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط ودفع الولايات المتحدة وبريطانيا لإجلاء عاملين بسفارتيهما من اليمن.

وقال شهود ومسؤولون محليون في مأرب، وهي منطقة أغلبها صحراوية يتخذها المتشددون معقلا، إن الطائرة من دون طيار قصفت مركبتين يعتقد أنهما تقلان أعضاء في تنظيم القاعدة عند الفجر، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.

وشاهد السكان العربتين وقد اشتعلت فيهما النيران، وجابت الطائرات سماء المكان لفترة بعد الهجوم. وقتل 20 شخصا يشتبه في أنهم متشددون منذ 28 يوليو (تموز) الماضي، عندما قتلت طائرة من دون طيار أربعة من أعضاء جماعة أنصار الشريعة اليمنية، وهي وحدة تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أحد أنشط أفرع التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن. واليمن من الدول القليلة التي تعترف الولايات المتحدة باستهداف متشددين فيه بطائرات من دون طيار، على الرغم من أنها لا تعلق على الأمر علنا.

وأبلغت مصادر أميركية «رويترز» أن الاتصالات التي تم رصدها بين أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» الذي خلف بن لادن والجناح اليمني للتنظيم كانت ضمن المواد الاستخباراتية، التي أدت إلى التحذير الصادر الأسبوع الماضي، الذي دفع إلى إغلاق السفارات.

والأمن في اليمن مبعث قلق عالمي كبير. فهو يضم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أعنف أفرع تنظيم القاعدة الدولي، وتربطه حدود طويلة مع السعودية حليفة الولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم. وتدعم الحكومة الأميركية القوات اليمنية بالمال والدعم اللوجيستي.

وأصدرت السلطات اليمنية بيانا في وقت مبكر يوم الثلاثاء أوردت فيه أسماء 25 إرهابيا مطلوبا, وقالت إنها تعتزم شن هجمات أثناء عيد الفطر هذا الأسبوع. وعرضت كذلك خمسة ملايين ريال يمني (23 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليهم.

وفي 11 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي قتل السفير الأميركي لدى ليبيا وثلاثة أميركيين آخرين في هجوم في بنغازي.

وقال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، في مطلع الأسبوع، إن قرار إغلاق السفارات يظهر أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعلمت درس بنغازي.

من جهة أخرى، غادر كل العاملين في السفارة الهولندية لدى اليمن، أمس، البلاد، بعدما استدعى وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس الموظفين الأربعة المتبقين هناك، مساء أول من أمس (الأربعاء). وبرر الوزير تلك التعليمات بأن السفارة الهولندية في العاصمة صنعاء قد تكون «وفقا لمعلومات جديدة» هدفا محتملا لهجمة إرهابية. ولم تعلن الوزارة ماهية تلك المعلومات.

يُذكر أن السفارة الهولندية أغلقت أبوابها في اليمن منذ الأسبوع الماضي مثل دول غربية أخرى. ودعت الخارجية الهولندية أول من أمس كل الهولنديين في اليمن إلى مغادرة البلاد.