الحكومة التونسية تتعهد بحل الأزمة بالحوار والجيش والأمن يشددان ملاحقتهما للمجموعات المسلحة

رسالة جديدة لأبو عياض تنتقد الدعاة والمشايخ وطلبة العلم لانعدام وضوح موقفهم إزاء ما يجري في البلاد

امام جامع الزيتون في تونس لدى القائه كلمة خلال صلاة عيد الفطر أمس (أ.ب)
TT

وعد رئيس الحكومة التونسية الإسلامية علي العريض (أمس) بأن تبذل حكومته كل جهدها، من أجل أن تحل بواسطة الحوار الأزمة السياسية الناجمة عن اغتيال المعارض محمد البراهمي.

وأكد العريض في بيان أصدره بمناسبة عيد الفطر أن «الحوار هو السبيل الأمثل لتخطي الصعوبات الماثلة ولحل الإشكاليات القائمة». وأضاف أن «الحكومة لن تدخر جهدا في دعم الحوار والعمل على تسريع وتيرته».

وهذا رد الفعل الأول لرئيس الحكومة منذ تعليق أعمال المجلس الوطني التأسيسي الثلاثاء الماضي بقرار من رئيسه مصطفى بن جعفر إلى حين بدء حوار بين السلطة والمعارضة لحل الأزمة السياسية.

في غضون ذلك نقلت إذاعة «موزاييك» التونسية الخاصة، أمس (الخميس)، عن مصادر أمنية أن وحدات من الجيش والأمن التونسيين تحاصر مجموعة مسلحة تتكون من 15 عنصرا في منطقة «راس الثور» في جبل «الشعانبي» بمحافظة القصرين (300 كلم جنوب غربي تونس العاصمة) على مستوى محطة الإرسال الإذاعي والتلفزيوني الموجودة بالجبل, مبينة أنه جرى تبادل إطلاق نار بين القوات التونسية والمسلحين المتحصنين بهذه المنطقة.

وكانت قوات الأمن التونسية قد ألقت مساء أول من أمس (الأربعاء) القبض في قرية أولاد مسعود بمنطقة فوسانة، التابعة لمحافظة القصرين على أحد العناصر المسلحة وبحوزته سلاح «كلاشنيكوف» وقنابل يدوية. وربطت وسائل إعلام محلية بين عملية الإيقاف هذه ومحاصرة هذه المجموعة المسلحة.

كما أفادت إذاعة «إكسبريس إف إم» التونسية بأن قوات الأمن ألقت القبض فجر أمس (الخميس) على ثلاثة مسلحين آخرين، قد يكونون على صلة بمقتل العسكريين الثمانية في 29 يوليو (تموز) الماضي. وأضافت أنه «عثر لدى أحد الموقوفين على هاتف جوال، ومقطع فيديو يصور بعض تفاصيل مقتل الجنود الثمانية».

وأكدت وزارة الداخلية في بلاغ رسمي لها نبأ إيقاف العنصر المسلح الأول الذي ألقي القبض عليه في قرية أولاد مسعود، ولم تصدر بلاغات رسمية أخرى إلى حدود مساء أمس حول بقية ما تناولته وسائل الإعلام المحلية.

كما ذكر مراسلون لوسائل إعلام محلية أن قوات الأمن التونسية قامت أمس (الخميس) بمداهمة محلات في مدينة قصر هلال التابعة لمحافظة المنستير في الوسط الشرقي لتونس، بعد ورود معلومات عن وجود أسلحة داخلها. وقد أوقفت قوات الأمن شخصين اثنين في أعقاب هذه العملية دون العثور على أسلحة بهذا المحل.

من جهة أخرى كتب أنصار الشريعة بالقيروان على صفحتهم الرسمية على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» نص رسالة توجه بها أبو عياض للدعاة والمشايخ وطلبة العلم. وحملت هذه الرسالة عنوان «بيان عاجل إلى مشايخنا ودعاتنا وطلبة العلم»، وجاء فيها بالخصوص قول أبو عياض متوجها للمشايخ والدعاة وطلبة العلم: «يزعجنا أننا لا نرى لكم موقفا واضحا من كل ما يجري، كأن المعركة لا تعنيكم، أو كأنكم غير مكلفين بتبيين الحق والذود عنه بكل وسيلة شرعها رب البرية»، وأضاف أبو عياض وفقا لهذه الرسالة: «إن ثقتنا في علمكم وحكمتكم وحرصكم على دعوتنا هو الذي دفعني إلى أن أخط لكم هذه المناشدة، سائلا الله أن يلهمنا وإياكم الصواب والسداد في القول والعمل»، قبل أن يضيف: «إنكم اليوم مطالبون بالخروج إلى الناس من أجل حماية دعوتنا وشد أزر شبابنا الذي بدأت الحيرة والتخبط تجتاحه، خاصة أن الظلم الذي يمارس عليه لم يعد يتحمله أو يطيقه»، كما جاء في نص هذه الرسالة أيضا: «إن أبيتم إلا الاعتزال واللوذ بالصمت، فأعلنوا استقالتكم من الساحة واتركوا للشباب فسحة ليتحمل المسؤولية كاملة تجاه هذه المحنة، مع رجاء واحد؛ أن تكفوا ألسنتكم عليهم وأن لا تشحذوها ضدهم».

وكان أبو عياض قد توجه يوم 27 يوليو الماضي برسالة إلى لطفي بن جدو وزير الداخلية في الحكومة، رفض فيها محاولات إقحام أنصار الشريعة في عمليات الاغتيال التي جدت في تونس.