الإخوان يواصلون حرق القاهرة.. وظهير شعبي لمساندة الشرطة والجيش

رفعوا علم «القاعدة» في ميدان رمسيس.. وأطلقوا النار على المواطنين في الشوارع والشرفات

مسلح وسط جماعة من انصار الإخوان فوق أحد كباري القاهرة أمس (أ.ب)
TT

واصل الإخوان المسلمون وأنصارهم أمس مخططهم في تطبيق «سيناريو الفوضى» ومحاولة جر البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، وشل الدولة بالاعتداء على مؤسساتها ومرافقها الحيوية وحرقها.. وعاشت العاصمة المصرية يوما عصيبا من الرعب والقتل والحرق والنهب والسلب، في مشهد أعاد للأذهان حريق القاهرة في عام 1952.

وقال مسؤولون إن نحو 50 شخصا قتلوا في اشتباكات، في حصيلة أولية عصر أمس.. بينما أوضح مسؤول أمني أن «24 من رجال الشرطة المصرية قتلوا في أعمال العنف في أنحاء البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع بذلك عدد أفراد الشرطة الذين قتلوا من يوم الأربعاء إلى 67 شرطيا».

وحاولت جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم المتجمعون بميدان رمسيس عقب صلاة الجمعة اعتلاء كوبري 6 أكتوبر من المنزل المؤدي للميدان، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم مطلقة قنابل الغاز المسيل للدموع.

كما حاولت أعداد كبيرة منهم اقتحام قسم شرطة الأزبكية بشارع رمسيس وشهد محيط القسم معركة ضارية تبادلت خلالها قوات الشرطة إطلاق الرصاص الحي مع عناصر من الإخوان، الذين صعدوا سطح إحدى البنايات المجاورة للقسم، إلا أنهم فشلوا في اقتحامه بعد وصول تعزيزات أمنية لحمايته، فتراجعوا إلى الميدان مرة أخرى، معلنين إقامة مستشفى ميداني بمسجد الفتح برمسيس لإسعاف مصابيهم، على حد قولهم. وقال شهود عيان إن عددا من الإصابات وقعت بين قوات الشرطة والأهالي. وقد أدت الاشتباكات إلى تحطم واجهة القسم.

ثم عاود الإخوان مهاجمة القسم بعد وصول تعزيزات، وقال شهود عيان إن نحو خمس سيارات نقل عليها ملثمون وترفع أعلام تنظيم القاعدة السوداء، وزعت بنادق آلية على الإخوان، وبعدها اشتعل أحد المباني التابعة لقسم الأزبكية.

وأعلنت وزارة الداخلية أن بعض المناطق بمحافظتي القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات تشهد حاليا مواجهات بين رجال الشرطة وعناصر تنظيم الإخوان التي تستخدم الأسلحة النارية تجاه المنشآت الشرطية والمواطنين.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها أمس، أن قوات الأمن نجحت في صد اعتدائهم ومنعهم من اقتحام عدد من المنشآت الشرطية والحكومية في محافظة الجيزة، شملت قسمي شرطة الطالبية بالهرم، وأول أكتوبر بمدينة السادس من أكتوبر، ومبنى إدارة الترحيلات، ومطرانية الأقباط بشارع مراد، مشيرة إلى أنه تم ضبط أعداد كبيرة منهم، بالإضافة إلى ضبط أعداد أخرى بالمحافظات وبحوزتهم أسلحة نارية ومن بينهم زوج شقيقة عصام العريان القيادي بالتنظيم.

وناشدت وزارة الداخلية كافة المواطنين اتخاذ إجراءات السلامة الشخصية وعدم الوجود بمناطق التعامل حفاظا على سلامتهم وأمنهم، مؤكدة أنها تتخذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لحفظ الأمن. كما ناشدت الوزارة في بيان لها لاحقا المواطنين بعدم الوجود في ميدان التحرير بقلب العاصمة القاهرة، حتى يتثنى لها مواجهة عناصر الشغب المسلحة من أنصار الإخوان المسلمين، وأمن الجيش الميدان ومداخله بعدد من المصفحات والدبابات العسكرية.

وشهدت مناطق المصادمات في القاهرة والجيزة تحليقا مكثفا لمروحيات عسكرية خاصة فوق ميدان رمسيس بؤرة التجمع الأساسية لأنصار الرئيس المعزول وأعضاء جماعة الإخوان. وقام المئات من عناصر الإخوان بإشعال النيران في بعض إطارات الكاوتشوك بالميدان وأعلى كوبري أكتوبر، مما أدى إلى انتشار سحابة من الأدخنة السوداء بسماء الميدان. وأغلقوا منزل الكوبري المؤدي لمنطقة رمسيس باستخدام حواجز حديدية وخشبية يحتمون بها، كما أطلقوا النيران على قوات الأمن التي تصدت لمحاولاتهم لاعتلاء كوبري أكتوبر.

وعلى كوبري 15 مايو الواصل بين محافظتي القاهرة والجيزة دارت معركة ضارية من الكر والفر، وقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة على مسلحين ينتمون لجماعة الإخوان أعلى الكوبري بالقرب من مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بماسبيرو.

وشهدت مناطق كثيرة بالقاهرة والجيزة قيام مجموعات كبيرة من الأهالي بتكوين لجان شعبية كظهير مساند مع قوات الشرطة والجيش للتصدي للمخطط الإجرامي لأنصار الإخوان، ونجحوا في منع أنصار الإخوان من اقتحام قسم روض الفرج المتاخم لنيل القاهرة، حيث إن اللجان الشعبية التي شكلها أهالي المنطقة تصدت لهم وتمكنوا من مطاردتهم حتى شارع جزيرة بدران في طريقهم إلى رمسيس.

وأفاد شهود عيان بوقوع بعض الإصابات في صفوف أفراد اللجان الشعبية نتيجة إطلاق الخرطوش والأسلحة النارية والبنادق الآلية عليهم.

كما عاود أنصار الرئيس المعزول الهجوم على كوبري 15 مايو في محاولة لعبوره في طريقهم من منطقة المهندسين إلى ميدان رمسيس. وأطلقوا النار على بعض الأهالي وهم يطلون من الشرفات، مما أثار حالة من الذعر والرعب. كما أطلق أنصار المعزول الخرطوش والحجارة على أهالي منطقة بولاق أبو العلا الذين أقاموا لجانا شعبية أعلى الكوبري وسادت حالة من الكر والفر بين الجانبين. وفي منطقة الهرم بالجيزة كون الأهالي لجانا شعبية لحماية أكاديمية الفنون واستوديوهات السينما، وبعض المرافق الحيوية، كما أشاعت عناصر مسلحة من الإخوان حالة من الفوضى والرعب في اشتباكات متقطعة بينهم وبين الأهالي في منطقة الدقي بالجيزة، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية في الشوارع. وفي حي منشية ناصر بالقاهرة تمكن خبراء المفرقعات ورجال الأمن من تعطيل تفجير قنبلة وضعت بمزلقان الحي.

وناشدت وزارة الداخلية المواطنين الالتزام الكامل بحظر التجوال اعتبارا من الساعة السابعة مساء إلى الساعة السادسة صباحا. وأهابت الداخلية في بيان رسمي أمس بالمواطنين الالتزام بمساكنهم وعدم الوجود بالميادين والشوارع الرئيسة حتى تتمكن القوات من أداء مهامها. وفي منطقة غمرة القريبة من ميدان رمسيس قامت عناصر من الإخوان بترويع المواطنين بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي من أعلى كوبري غمرة، كما قاموا بمحاولة اقتحام محطة مترو الأنفاق بالمنطقة.