المفتشون الدوليون يصلون إلى دمشق للتحقيق في مزاعم «الكيماوي»

قصف وحرائق على طريق المطار وتحليق منخفض للطيران في سماء العاصمة

فريق المفتشين الدوليين المكلف التحقيق في مزاعم إستخدام السلاح الكيماوي لدى وصوله إلى دمشق أمس (رويترز)
TT

وصل إلى دمشق أمس فريق الأمم المتحدة المكلف التحقيق في استعمال الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري، في حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد تصميمه على مواجهة «الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره»، لكنه أعلن في الوقت عينه ترحيبه بالجهود الرامية «لإيجاد حل سياسي للأزمة».

وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس الأسد استقبل في القصر الرئاسي يوم أمس وفدا من ممثلي عدة أحزاب موريتانية. وأشار الأسد خلال اللقاء إلى «أهمية دور الأحزاب القومية والنقابات والمنظمات الشعبية العربية في تعزيز الوعي الشعبي والصحوة القومية، تجاه المخططات الرامية إلى تفتيت المنطقة، من خلال دفعها نحو صراعات عبثية، المستفيد الأول منها هو العدو الصهيوني».

إلى ذلك، تواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في مناطق متعددة من البلاد. وقال ناشطون إن عدة حرائق ضخمة شبت في بلدات الغوطة الشرقية الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي جنوب شرق العاصمة. وشوهد دخان كثيف يغطي سماء جنوب العاصمة، ترافق مع تحليق جوي حربي على ارتفاع منخفض فوق دمشق، وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع النيران في بعض المنازل بسيدي مقداد وببيلا، وقالوا إن حرائق نشبت في منشآت صناعية جراء القصف العشوائي المتواصل براجمات الصواريخ على بلدات الغوطة الشرقية. إلى ذلك، وصل أكثر من 100 مفتشين دوليين أمس إلى فندق فورسيزنز في العاصمة السورية، حيث كانت في انتظارهم مجموعة من الصحافيين، إلا أن المفتشين لم يدلوا بأي تصريح. وتقضي مهمة المفتنيش بالتأكد من الاتهامات المتبادلة بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه باستخدام لحة كيماوية في النزاع، وليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.

وأمضى فريق المفتشين الذي يترأسه السويدي آكي سيلستروم أياما بلاهاي في انتظار المغادرة إلى دمشق التي وصلها أمس برا قادما من بيروت. وبحسب الأمم المتحدة، من المقرر أن يبقى الفريق في سوريا «لمدة 14 يوما يمكن تمديدها بموافقة متبادلة».

وأفادت المصادر بأن الفريق الذي يرأسه السويدي آكي سيلستروم مكون من أكثر من 20 شخصا، وقد وصلوا إلى فندق فورسيزنز في العاصمة السورية. وتقول المعارضة السورية إن نظام الأسد قصف أكثر من 10 مواقع بالأسلحة الكيماوية في كل من حلب و حمص وريف دمشق.

وأرسلت القوات النظامية تعزيزات إلى ريف محافظة اللاذقية في غرب سوريا. وقال الإعلام الرسمي إن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، استعادوا عددا من المناطق في هذه المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل للطائفة العلوية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «القوات النظامية أرسلت تعزيزات ضخمة إلى ريف اللاذقية، وتقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل عنيف». وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في ريف اللاذقية، لا سيما في منطقتي استربة والحمبوشية «في محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على كامل المنطقة».

من جهته، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن «قواتنا الباسلة بالتعاون مع القوى الأمنية وقوات الدفاع الوطني تعيد الأمن والاستقرار إلى قرى الخراطة والخنزورية والبلوطة والحمبوشية وبارودا وجبل الشعبان وجبل الشيخ نبهان في ريف اللاذقية». إلا أن عبد الرحمن قال إن الجيش النظامي «سيطر على أطراف بعض القرى، والاشتباكات لا تزال مستمرة وعنيفة».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «العديد من المقاتلين الأجانب قتلوا في المعارك»، لافتا إلى أن من بينهم «أمير ليبي في الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة.