«دولة العراق والشام الإسلامية» تجبر شباب تل أبيض على «الجهاد» ضد الأكراد

بعد رفض معظم كتائب «الجيش الحر» مبايعتها

TT

يتجه تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» في مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة إلى إجبار كل عائلة على تقديم أحد أبنائها للجهاد ضد «قوات الحماية الكردية»، وفق ما أكده ناشطون معارضون. ونقلت مواقع إخبارية معارضة عن أحد سكان البلدة قوله إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فرضت على كل عائلة تقديم ابن من أبنائها للجهاد ضد المقاتلين الأكراد أو دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، عملا بقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «من جهز غازيا فقد غزا».

وأشار إبراهيم المسلم، عضو المجلس المحلي في تل أبيض لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «عناصر الدولة» يدعون عبر مآذن المساجد في الجهة الشرقية الجنوبية من المدينة إلى الجهاد ضد الأكراد، وتصفهم بالـ«الكفرة»، مؤكدا أن «هذه الدعوات بدأت تتزايد بعد انفصال معظم كتائب «الجيش السوري الحر» عنها ورفض مبايعة أميرها. ولفت إلى أن «المقاتلين الإسلاميين لا يريدون أي مصالحة بين العرب والأكراد، وهذا ما يفسر تصاعد دعواتهم للجهاد بالتزامن مع اتفاق مصالحة بدأ تطبيقه بين الجيش (الحر) والمقاتلين الأكراد». وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قد تعهد في اتفاق مع الهيئة الكردية العليا بـ«وقف تهجير المدنيين في كل مكان وكشف الجهات المسلحة التي تمارس هذه الأفعال الإجرامية»، إضافة إلى «امتناع جميع الكتائب المسلحة عن فرض المشاريع السياسية التي تغير هوية وحدود البلاد»، في إشارة إلى الكتائب الإسلامية التي تنتشر في المناطق الكردية. وأوضح المسلم أن «أهالي تل أبيض استقبلوا فريضة دولة العراق والشام الإسلامية بسخط وتذمر»، لافتا إلى أن «اجتماعا حصل في منزل أحد الموالين لـ«الدولة» في «الحي الغربي للمدينة بحضور كبار شخصيات عشائرية وقادة الكتائب وركز الاجتماع على كيفية محاربة الأكراد للحفاظ على الطابع العروبي والإسلامي للمدينة». وكشف أن «الدولة» فرضت مبالغ كبيرة على الأغنياء من العرب في تل أبيض وأنهم أنذروهم بالطرد من بيوتهم إن لم يدفعوا»، فيما ذكرت مصادر أن «الدولة» فرضت على أحد المواطنين مبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية لقاء عدم تجنيده في صفوفها».

وتحكم «دولة العراق والشام الإسلامية» سيطرتها على ثماني قرى كردية في مدينة تل أبيض، تمتد من قرية اليابسة وتلفندر وتل أخضر مرورا بسوسك واليارقو وصولا إلى مدكلطة وطنبوظة وكرحسات التي تم تدميرها بالكامل على يد مقاتلي «الدولة» الذين يتخذون من مبنى المخفر المركزي في المدينة مقرا لها إضافة إلى مقر آخر في قرية شبلة. وتضم بلدة تل أبيض مزيحا من السكان الموزعين بين العرب والأكراد والأرمن والتركمان، ويتجاوز عدد سكانها أكثر من 200 ألف نسمة، ويشكل الأكراد أكثر من 30%. وسبق للنظام السوري أن قام بحملة التهجير الممنهج خلال فرض مشروع الحزام العربي في سبيل تعريب المناطق الكردية. وشهدت المدينة في الآونة الأخيرة حركة نزوح ملحوظة من المواطنين العرب باتجاه تركيا بعد سيطرة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على المدينة التي تعتبر مركزا حدوديا دوليا بين سوريا وتركيا، وتبعد عن مدينة الرقة 100 كلم باتجاه الشمال.