سوريا: استخدام صواريخ «كروز» و«توم هوك» الأكثر ترجيحا في الضربة المتوقعة

خبراء يستبعدون الحظر الجوي

TT

تتفاوت التقديرات العسكرية حول حجم الضربة العسكرية الأميركية المتوقعة على مواقع استراتيجية سورية، وشكلها، في ظل تجاذبات دولية على تأييدها، وغموض أميركي حول طبيعتها، مرفقا بمحاذير من أن يكون النظام السوري يحتفظ بسلاح استراتيجي يقود إلى تعديلات أخرى على الخطة العسكرية. وتزداد الضربة المحتملة تعقيدا، على ضوء معلومات عسكرية بأن دمشق تحتفظ بثالث أكبر منظومة دفاع جوي في العالم تطورا، بعد الصين وكوريا الجنوبية، رغم أن هذه المنظومة تحركت مرة واحدة منذ بدء الأزمة السورية، حين أسقطت طائرة تركية فوق البحر، فيما لم تتحرك مرتين، بعد ضرب الطائرات الإسرائيلية مواقع حيوية في ريف دمشق، أولها قالت الحكومة السورية إنها مركز للأبحاث، والثانية استهدفت مواقع عسكرية في جمرايا. وعلى هذا الأساس، يرجح الخبراء الضربة من البحر. ويستبعد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث د. هشام جابر التدخل الجوي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان هنالك من تدخل عسكري أميركي، فأرجّح التدخل من البحر عبر ضرب مواقع حيوية بصواريخ (كروز) و(توما هوك)». ويشير إلى المرجح «لإطلاق الصواريخ من الأسطول السادس الأميركي الموجود في البحر المتوسط، والمزود بصواريخ بحر – أرض متطورة جدا».

كما يستبعد جابر، وهو عميد متقاعد في الجيش اللبناني، فرض منطقة حظر جوي لضرب الطيران السوري. ويوضح أن «الدفاعات الجوية السورية قوية ومتطورة». وعن الأسباب التي حالت دون تحركها عندما نفذّت إسرائيل ضربتين جويتين في سوريا، يقول جابر إن ضربة جمرايا «كانت سريعة»، معربا عن اعتقاده أنه «إذا كانت خطة التدخّل ستتضمن غارات جوية وحملة عسكرية من الجو، فهذا يعني أن الدفاعات الجوية ستتحرك بالتأكيد لمنع التحليق في سمائها، ذلك أن منظومة الدفاع الجوي السورية، تتضمن صواريخ يصل مدى تغطيتها إلى 300 كيلومتر، وتصل إلى ارتفاع 30 ألف متر».

ورغم ذلك، تبقى الضربة الجوية محتملة بالنسبة إلى كثيرين، في ظل تحفّظ واشنطن عن الإدلاء بأي تصريح عن فحوى الخطة، ما يبقي التقديرات في إطار التوقعات. وإذا ما أرادت الولايات المتحدة توسيع نطاق الضربة، فإن حاملات الطائرات الأميركية «لن تفي بالغرض». ويعرب جابر عن توقعاته أن يستعين سلاح الجو الأميركي «بمطارات عسكرية في تركيا والأردن»، مستبعدا الاستعانة بالطائرات والمطارات الإسرائيلية، على ضوء «نأي تل أبيض بنفسها عن المشاركة المباشرة رغم دعمها، حتى لا تطالها الصواريخ السورية بشكل مباشر، علما بأن دمشق قد تلجأ إلى رمي صواريخ على إسرائيل إذا ما حُشرت بالضربة الأميركية».

وتشكل المطارات العسكرية السورية، بحسب ناشطين، أبرز العقبات التي تحول دون سيطرة المعارضة على مواقع متقدمة في العاصمة دمشق، وفي المحافظات. ولطالما أكد ناشطون وقياديون في الجيش السوري الحر أن أكثر المواقع العسكرية التي تحول دون تقدم المعارضة، تقع في سفح جبل القلمون الحدودي مع سلسلة جبال لبنان الشرقية، الذي يقول قياديون في الجيش الحر إنها تحتوي على منظومة صواريخ أرض – أرض. كما يتحدث هؤلاء عن مواقع تقع في قلب المطارات العسكرية، وتتضمن مرابض مدفعية وراجمات صواريخ.

ويتوقع الخبراء الاستراتيجيون أن يزيد بنك الأهداف في سوريا، على 150 هدفا. ويقول جابر إن هذا العدد يتضمن «مواقع عسكرية حيوية أولها مراكز الدفاع الجوي، والمطارات، وقواعد الصواريخ، ومراكز القيادة والسيطرة، فضلا عن مراكز الاتصالات التي ستتعرض، حتما، لعملية تشويش من البحر».

ويضيف: «بنك الأهداف تعرفه واشنطن حصرا، وبعض الحلفاء إذا كانوا سيشاركون في الضربة»، مشددا على أن «بنك الأهداف لن يقتصر على سفح جبل القلمون، كما تقول المعارضة، بل سيشمل مراكز القيادة والسيطرة ومواقع الفرقة الرابعة قرب دمشق، بالإضافة إلى المطارات لأن الطيران الحربي السوري يحول دون تقدم المعارضة». وإذ يؤكد أن سلسلة القلمون «تتضمن مرابض مدفعية وقواعد إطلاق صواريخ قصيرة المدى تستخدم في الحرب الدائرة»، أكد أن صواريخ أرض – أرض البعيدة المدى «ليس شرطا أن تكون في سفح القلمون»، مشددا على أن هذه المنظومات: «عادة لا تكون مواقعها ثابتة»، موضحا أن «قواعدها متحركة، وتتنقل، ويتم رصدها ومتابعتها».