ابن كيران يعلن استعداده لكل الاحتمالات.. من بينها حل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة

ينوي طرح الأمر على العاهل المغربي إذا لم تسفر المفاوضات مع «الأحرار» عن شيء

رئيس الحكومة المغربية ابن كيران
TT

قال عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية، إنه مستعد لكل الاحتمالات، بما في ذلك حل الحكومة وإجراء انتخابات سابقة لموعدها.

وأشار ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال افتتاحه الملتقى الوطني للتنظيم الشبابي للحزب، مساء أول من أمس، في الدار البيضاء، إلى أنه يجري مفاوضات حثيثة مع حزب التجمع الوطني للأحرار المعارض من أجل ضمه إلى تحالف الأحزاب المشكلة للحكومة، بعد انسحاب حزب الاستقلال منها. وقال إنه سيطرح الأمر بين يدي الملك، إذا لم تسفر هذه المفاوضات عن شيء، قبل أن يضيف: «للملك واسع النظر».

وعرفت علاقة حزب العدالة والتنمية مع حليفه السابق حزب الاستقلال توترا متصاعدا منذ تولي حميد شباط أمانته العامة، وانتهى بصدور قرار عن المجلس الوطني لحزب الاستقلال بالانسحاب من تحالف الغالبية، وتقديم خمسة من وزرائه استقالاتهم من حكومة ابن كيران التي تضم 31 وزيرا. وجرى قبول استقالة الوزراء الاستقلاليين من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس في 22 يوليو (تموز) الماضي.

ووجه ابن كيران انتقادات شديدة للأمين العام لحزب الاستقلال، مشيرا إلى أن خلافه معه اتخذ طابعا شخصيا، ولم ينعكس على علاقة الحزبين. كما انتقد ابن كيران في خطابه غريم حزبه اللدود حزب الأصالة والمعاصرة. وقال إن المعارضة أصبحت تشكل غالبية داخل البرلمان منذ انسحاب حزب الاستقلال من تحالف الأحزاب المشكلة للحكومة، وأصبح بإمكانها رفع ملتمس حجب الثقة عن الحكومة وإسقاطها، والتوجه إلى انتخابات سابقة لأوانها.

ودافع ابن كيران عن حصيلة حكومته، التي تشكلت على أثر الإصلاحات الدستورية والسياسية التي عرفها المغرب خلال سنة 2011. وقال إن من أبرز إنجازات حكومته أنها عززت الاستقرار الذي ينعم به المغرب بفضل حكمة وتبصر الملك محمد السادس، الذي جعل المغرب في منأى من الاضطرابات التي يعرفها محيطه الإقليمي. وأضاف: «يكفينا شرفا أنه لم يمضِ شهر واحد على تنصيب هذه الحكومة، حتى عاد الهدوء والطمأنينة إلى الشارع المغربي»، مشيرا إلى توقف المظاهرات الاحتجاجية، التي كان يعرفها الشارع المغربي في سياق الربيع العربي، بعد تنصيب حكومته.

وأشار ابن كيران أيضا إلى التراجع الكبير في عدد الإضرابات القطاعية، نتيجة الإجراءات الحازمة التي اتخذتها حكومته. وقال إن وتيرة الإضرابات في قطاع التعليم نزلت من مرة في الأسبوع إلى بضعة أيام في السنة. كما توقفت الإضرابات المتواصلة لعمال البلديات. وتجدر الإشارة إلى أن حكومة ابن كيران قررت تطبيق قانون اقتطاع أيام الإضراب من أجور المضربين.

وأضاف ابن كيران أن المغرب أصبح مشهودا له عالميا بكونه بلدا مستقرا وهادئا وسط منطقة مضطربة، مشيرا إلى الإقبال غير المسبوق للسياح الذين قدموا للمغرب لقضاء عطلة الصيف.

وأوضح ابن كيران أن حزبه ليس متشبثا بالبقاء في الحكومة، كما أن دوره كأمين عام ليس الإعداد لكسب الانتخابات المقبلة، وإنما خدمة مصلحة البلد، مهما كلفه ذلك. وقال: «الحزب مجرد وسيلة، أما الإصلاحات وخدمة مصلحة البلد فإنها ستدوم. وإن خسرنا الانتخابات فإننا سنعود في الانتخابات التالية».

وأكد عزمه على مواصلة إنجاز الإصلاحات، خصوصا إصلاح نظام دعم الأسعار وأنظمة التقاعد، حتى لو أن المجتمع لا يفهم هذه الإصلاحات.

وتحدث ابن كيران عن تاريخ حزبه، مشيرا إلى أنه كان سباقا للقيام بمراجعات والاعتراف بالمؤسسة الملكية، وأنه بدأ عمله السياسي في سنة 1988. وكشف أن الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي توسط بين مؤسسي الحزب والملك الراحل الحسن الثاني، طلب من ابن كيران ورفاقه المشاركة في الانتخابات البلدية لسنة 2003، إلا أنهم رفضوا نظرا لأنهم لم يكونوا مهيئين، مما أثار غضب الخطيب. وتحدث ابن كيران عن مساره حزبه منذ أول مشاركة في الانتخابات البرلمانية لسنة 1997، التي حصل فيها على تسعة مقاعد، وصولا إلى الانتخابات الأخيرة التي حصل فيها على أزيد من مائة مقعد، أهّلته لترؤس الحكومة.

ودعا ابن كيران شباب حزبه للتمسك بالمرجعية الإسلامية للحزب والإخلاص للمؤسسة الملكية، وشدد على ضرورة ألا يجري التنازل عن هذين المبدأين مهما كان الثمن.