روحاني يشدد على دعم الشعب السوري.. والبرلمان يحذر واشنطن من ضرب دمشق

الرئيس الإيراني سيتحدث في الجمعية العامة في نيويورك

TT

ألقى حسن روحاني، صباح أمس، خطابه الأول بصفته رئيسا للبلاد، في اليوم الثاني من مداولات مجلس خبراء القيادة الإيراني. وقد حدد روحاني أولويات حكومته للتعامل مع مجموعة من القضايا التي تواجهها البلاد، مشددا على أن معالجة المشاكل الاقتصادية وقضايا السياسة الخارجية لإيران ذات أهمية قصوى. وكان خطابه مختصرا في ما يخص سوريا، مؤكدا على دعم الشعب السوري بدلا من النظام. ويعتبر تركيز روحاني على القضايا الاقتصادية والسياسية الخارجية للبلاد ذا أهمية في وقت يطالبه فيه غالبية خصومه من رجال الدين بالتركيز على الحفاظ على المعايير الثقافية والدينية بدلا من اتخاذ مواقف ذات شعبية في ما يخص السياسة الخارجية. كما أشاد روحاني بالطريقة التي تم بها إجراء الانتخابات التي فاز بها في يونيو (حزيران) الماضي، قائلا «نجحت الانتخابات في إحباط العديد من التهديدات»، وذلك بحسب وكالة «إرنا» للأنباء. وقد ذكّر روحاني أعضاء المجلس بأن البلاد تعاني عجزا هائلا في الميزانية وانفجارا في معدلات البطالة، معتبرا أن الميزانية المقترحة من قبل الإدارة السابقة للبلاد غير واقعية. وفي معرض حديثه عن سوريا كرر روحاني دعم بلاده للشعب السوري من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، لكنه لم يصل إلى حد التصريح عن تأييده الحكومة السورية. ومع ذلك فقد حذر روحاني كلا من الولايات المتحدة وحلفائها من مغبة التدخل في الصراع الدائر في سوريا والذي بحسب وصفه سيمتد إلى المناطق المجاورة، قائلا «ندين بشدة أي إجراء عدواني ضد دول المنطقة خاصة سوريا».

وفي تطور مواز تصاعد الجدل في إيران حول تصريحات رفسنجاني المثيرة حول الأزمة السورية. فقد تناولت الصحف تصريحات كانت قد نسبت إلى رفسنجاني أثناء عطلته الصيفية في قرية سواد كوه، حيث صرح بأن «الحكومة السورية قد ضربت مواطنيها بالأسلحة الكيماوية». وقد أيدت إيران حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال صراعها مع جماعات الثوار المسلحة الساعية إلى الإطاحة بالرئيس السوري، وذلك من خلال تزويدها بالأسلحة وتدريب مقاتليها. ومع ذلك فإن مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية لا تزال قضية حساسة، وذلك نظرا لقيام صدام حسين باستخدام الغازات السامة أثناء الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات. وقد تقدم عضو البرلمان الإيراني المحافظ علي رضا زكاني بإجراء تحقيقات حول صحة تعليقات رفسنجاني. ولم يقم موقع رفسنجاني بإنكار أو تأكيد التعليقات المنسوبة إليه. ومن جهة أخرى، أصدر 170 نائبا من نواب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني بيانا أعلنوا فيه دعمهم الكامل لسوريا في ظل ما تواجهه من تهديدات. وذكرت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن النواب ذكروا في بيانهم أن «المادة 154 من دستور الجمهورية الإسلامية تنص على عدم التدخل في شؤون الشعوب الأخرى، إلا أنها تدعو صراحة إلى ضرورة نصرة المستضعفين في مواجهة المتغطرسين والمستكبرين في أي مكان في العالم»، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وأكد النواب في بيانهم وقوفهم مع سوريا في ظل ما تتعرض له، معلنين استعدادهم «بذل الأرواح للوقوف بجانب الأشقاء السوريين الذين يواجهون محور الكفر والظلم». ووجه البيان إنذارا للولايات المتحدة بأن «الهجوم على سوريا سيكون بداية ذلك الانهيار». وعلى صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام إيرانية أمس بأن الرئيس روحاني سيحضر الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، وهو حدث اعتاد سلفه محمود أحمدي نجاد أن يدلي فيه بتصريحات نارية.