هيغ يبلغ الجربا أن «الحل السياسي» أولوية بريطانيا لإنهاء أزمة سوريا

وزير الخارجية البريطاني يعتبر الائتلاف «الأمل الأفضل»

TT

على الرغم من تأكيد بريطانيا التزامها بدعم المعارضة السورية في الفترة المقبلة، لم يحصل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري أحمد الجربا أمس على تعهدات جديدة من الحكومة البريطانية خلال زيارته إلى لندن التي تنتهي اليوم. وبينما حرص وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على توجيه رسالة واضحة بأن بلاده ملتزمة بالعمل على التوصل الى اتفاق سياسي لتغيير النظام السوري، الا ان مسألة تسليح الجيش السوري الحر ما زالت غير واردة في المرحلة المقبلة من قبل البريطانيين. وأفاد وزير الخارجية البريطاني بعد لقائه الجربا بأنه «يجب ألا يكون لدى الرئيس الجربا والشعب السوري أي شك في أن المملكة المتحدة تقف كليا وراء الائتلاف السوري المعارض - الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري». وأضاف أن الائتلاف يمثل «الأمل الأفضل لحل سياسي للأزمة ولمستقبل سوريا مستقر وديمقراطي». وأكد هيغ أن «أولوية المملكة المتحدة تبقى حلا سياسيا للأزمة في سوريا، وتحقيق السلام في سوريا سيتطلب حكومة تمثل احتياجات جميع الشعب السوري، والمملكة المتحدة تعمل عن قرب مع الائتلاف الوطني لتحقيق ذلك».

وفي مؤتمر صحافي في لندن مساء أمس، اكد اعضاء الوفد المراقف للجربا أن الاجتماعات في بريطانيا كانت «ودية» وان بريطانيا اكد دعمها للائتلاف الوطني. وأوضح عضو الائتلاف منذر اقبيق انه تم طرح تسليح الجيش السوري الحر «سؤلنا عن السلاح وكان هناك حديثا عن إمكانية مساعدة الجيش السوري الحر»، مضيفا: «لم تصدر اية تأكيدات من البريطانيين حول ذلك». وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الاوسط»: «أن موقف الحكومة البريطانية لم تتغير ولم يتخذ قرارا بعد في هذا الشأن، وأي قرار سيطرح لمجلس النواب للتصويت». ويذكر ان تسليح المعارضة السورية سيحتاج الى موافقة البرلمان البريطاني، وهوأمر من غير المتوقع ان يحدث حاليا، خاصة بعد رفض البرلمان المشاركة في ضربة عسكرية على سوريا. وأكد الوفد السوري المعارض أن البريطانيين أبلغوهم بعدم ترجيح تصويت جديد في البرلمان البريطاني لتفويض مشاركة بريطانية في ضربة عسكرية قد تطلقها الولايات المتحدة وحلفائها على سوريا.

وعن الضربة العسكرية المتوقعة، أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط أن «الهدف من الضربات لشل قدرات النظام التي يمكن أن تستخدم لإطلاق السلاح الكيماوي، وهذه القدرات هي القدرات الجوية والصواريخ»، موضحا انه في حال دمرت قدرات النظام السوري الجوية والصاروخية سيحرز الجيش السوري الحر تقدما لافتا. وأضاف: «لا توجد اهداف أخرى.. ولا نية لمهاجمة مجموعات أخرى داخل سوريا أو إسقاط النظام»، في اشارة الى التكهنات حول امكانية توسيع نطاق الضربة العسكرية لاسقاط النظام السوري أو استهداف معاقل للمتشددين في البلاد. وأوضح منذر اقبيق: «نحن نحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي لتحييد قدرة النظام، ويترك للشعب السوري والجيش السوري الحر إسقاط النظام». وفي ما يخص الأنباء عن انشقاق وزير الدفاع السوري السابق العماد علي حبيب، يبدو أن الائتلاف الوطني لم يحصل على معلومات مختلفة عن التضارب الوارد في الأنباء خلال اليومين الماضيين. وقال عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري أنس العبدة: «ليست لدينا معطيات عن الانشقاق»، ممتنعا عن الخوض في المزيد من التفاصيل. ويذكر ان بريطانيا سلمت المعارضة معدات واقية من الأسلحة الكيماوية خلال الفترة الماضية، واكدت نيتها تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للسوريين.