قيادي حزبي مغربي معارض يتهم «العدالة والتنمية» بالولاء لـ«الإخوان المسلمين» والسعي لإقامة دولة الخلافة

النائب افتاتي لـ «الشرق الأوسط»: هذه أكاذيب لن يصدقها الناس

TT

اتهم قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض قيادات حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، بالولاء لجهات خارجية، «والسعي للسيطرة على مؤسسات الدولة، والارتباط بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة». وجاءت تصريحات القيادي عزيز بن عزوز في حلقة من البرنامج الحواري «مباشرة معكم» عرض الليلة قبل الماضية على القناة التلفزيونية المغربية الثانية، وعدت مؤشرا على دخول سياسي ساخن، وتجدد المواجهة بين الغريمين السياسيين، في سياق دقيق يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، لا سيما وأن أصواتا حذرت من محاولة تكرار النموذج المصري في المغرب، ومحاولة «شيطنة» الإسلاميين تمهيدا لإقصائهم من المشهد السياسي.

وفي غضون ذلك قال قيادي في العدالة والتنمية لـ«الشرق الأوسط» إن ما قاله بن عزوز «أكاذيب وأراجيف لن يصدقها الناس، وإسقاطات متهافتة». ولم يحضر أي ممثل عن حزب العدالة والتنمية البرنامج الذي خصص لمناقشة الدخول السياسي في المغرب وسيناريوهات نجاح أو تعثر تشكيل الفريق الحكومي الجديد، على الرغم من توجيه القناة الدعوة إلى عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للحزب، الذي يقاطع برامجها بسبب «تحاملها»، في رأيه، ضد الحزب وأمينه العام رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران.

وفي هذا السياق انتقد بن عزوز «هستيرية» رئيس الحكومة في التعامل مع الرأي المخالف، وأضاف أن ابن كيران «يتعامل مع الرأي المعارض بنوع من الترهيب اللفظي غير المقبول بنظره من رجل دولة ورئيس حكومة، بالإضافة إلى استعدائه الجميع، وفتح جبهات مع كل مكونات المجتمع، ليس فقط مع فرقائه في الغالبية الحكومية، بل حتى خارجها، ومع رجال الأعمال والعاطلين والقضاة وحتى مع بعض مؤسسات الدولة»، على حد قوله.

وقال بن عزوز إن قيادة الحكومة وصل بها الغرور إلى الحد الذي يظهر لها أنها في ربع الساعة الأخير للسيطرة على الدولة، وهو ما عده أمرا خطيرا، وأضاف أن الإسلاميين عندما وصلوا إلى الحكومة قالوا إنهم سينتقلون إلى السرعة القصوى للاستيلاء والسيطرة على الدولة، مشيرا إلى أن «نية هؤلاء الناس ليس تدبير الملفات الاقتصادية والعمومية، بل نيتهم موجودة في أنقرة وعواصم دولية أخرى».

وزاد قوله: «من الأسباب الحقيقية للأزمة أن هؤلاء الناس ليس لديهم ولاء للوطن»، وهو ما دفع معد ومقدم البرنامج إلى وصف ما قال بأنه «اتهامات خطيرة»،، بيد أن بن عزوز رد بأنه يتحمل مسؤولية ما يقول. وأضاف أن «هؤلاء لديهم ولاءات للزعامات الدينية سواء كانت محلية أو أجنبية».

ووجه بن عزوز انتقادات كذلك إلى حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية، وقال إن هذه الجمعية لم تعد دعوية، بل سياسية ومكتبها القيادي يضم أعضاء في الأمانة لحزب العدالة والتنمية ضمنهم وزراء، اجتمعوا يومي السبت والأحد الماضيين لمناقشة الدخول السياسي في البلاد.

وأشار إلى أن الجمعية لديها ولاء للخارج وليس للوطن لأنها تشارك في اجتماعات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي لديه توجه لإقامة دولة الخلافة. وعندما سئل بن عزوز إن كانت إقامة دولة الخلافة توجد ضمن البرنامج الحكومي رد أن تلك البرامج «مجرد شعارات لا تطبق، وحق يراد به باطل».

من جهته قال عبد العزيز افتاتي، النائب البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية لـ«الشرق الأوسط» إن الناس لا يمكن أن يلتفتوا «إلى أكاذيب وأراجيف حزب الأصالة والمعاصرة، لأنه حزب الدولة الموازية، حزب أسسته الجهات المعلومة بغرض محاصرة الأحزاب المستقلة ومن ضمنها العدالة والتنمية، وأجندته البئيسة معروفة وهي الانقلاب على المجتمع وإخضاعه بالأساليب القسرية». وأضاف افتاتي أن هذا الحزب «يرى نفسه في ما يحدث في أكثر من قطر عربي مع الأسف الشديد، لكن لا مستقبل له ولن يكون له لا في العير ولا في النفير»، على حد تعبيره.