تركيا تؤكد حماستها للضربة العسكرية على سوريا.. وتستعد لرد دمشق

أنقرة لديها معلومات حول الكيماوي ومستعدة لمشاركتها مع الأمم المتحدة

TT

لم تخفف تطورات اليومين الماضيين في ملف الأزمة التركية من «الحماسة» التركية لضرب النظام السوري والإطاحة به، إذ استمرت أنقرة في مقاربتها هذا الملف من زاوية الإصرار على أنه لا حل لهذه الأزمة بوجود هذا النظام وتحديدا «من تلوثت أيديهم بدماء الشعب» كما أكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وعقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعد ظهر أمس اجتماعا أمنيا - سياسيا هو الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة خصص لبحث التطورات في الأزمة السورية، وإعلان حزب العمال الكردستاني وقف عملية الانسحاب من الأراضي التركية بناء لخطة الحل المتفق عليها للأزمة الكردية. وشارك في الاجتماع مسؤولون في الجيش والاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية.

وبينما أكد مصدر دبلوماسي تركي أن «السلطات نشرت أمس بطاريات صواريخ أرض - جو على الحدود مع سوريا تحسبا لأي طارئ في إطار الاحتياطات الأمنية». وقد نشرت قرب معبر باب الهوى ومقابل محافظة اللاذقية على الساحل السوري. وكشفت مصادر تركية أمس أن أنقرة وضعت خطة لمواجهة أي اعتداء سوري في حال حصلت الضربة وردت سوريا باستهداف المدن التركية، مشيرة إلى أن الرد لن يكون فقط باستعمال صواريخ «الباتريوت» (المضادة للصواريخ التي نشرها حلف شمال الأطلسي في تركيا للدفاع عنها) فقط، بل ستدخل طائرات الإف 16 إلى الميدان للرد، وستضرب المقاتلات التركية مركز الدفاع في اللاذقية الذي قام بإسقاط طائرة الاستطلاع التركية إف - 4 في يونيو (حزيران) 2012.

وقال مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن أنقرة تمتلك «وثائق تتعلق بالسلاح الكيماوي السوري وهي على استعداد لمشاركتها مع الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «النظام السوري استخدم هذا السلاح أكثر من مرة، وهو سيستعمله مجددا إذا لم يتلق العقوبة المناسبة». وإذ كرر المصدر أن «لا حل بسوريا إلا برحيل النظام ورموزه»، حذر من الألاعيب التي قد يمارسها النظام للتنصل من الوعود التي بدأ يطلقها تهربا من الضربة العسكرية.

وأشار وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى أن «عدم توجيه ضربة عسكرية لسوريا يعني منح النظام السوري ضوءا أخضر لارتكاب مزيد من المجازر»، لافتا إلى أن «تركيا ليس لديها شك بأن الهجوم الكيميائي نفذه النظام»، مضيفا: «إن هذا الاستنتاج جاء بعد تحليل عميق للمعلومات الاستخبارية التي جمعتها تركيا أخيرا». وأضاف: «إن مثل هذا الهجوم نفذ بصواريخ من وحدات عسكرية متخصصة بالأسلحة الكيميائية، وهذه الوسائل لا تتوافر في سوريا إلا لدى النظام السوري»، مؤكدا «وقوع هجمات بأسلحة كيميائية سابقا في محافظتي حمص وحلب». كما شدد على «أهمية امتثال النظام السوري للعقوبة»، متهما النظام بـ«استخدام الأسلحة الكيماوية لمعاقبة المدنيين الأبرياء على دعم المعارضة».

وقال شاهين الباي في مقال نشر في جريدة «زمان» التركية الإسلامية حول «السلام والحرب في سوريا» إن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما «توجه إلى الكونغرس لكي يصوت على قرار بتوجيه ضربة للديكتاتور (الرئيس السوري بشار) الأسد لأنه تعدى الخطوط الحمر، رغم أن قرار إعلان الحرب بيده»، مشيرا إلى أنه «على أرض الواقع يحقق الديكتاتور الأسد بدعم من روسيا وإيران وحزب الله نجاحات ميدانية كبيرة، ولهذا من أجل حل المعضلة بالطرق السلمية يجب أن يكون هناك تعادل في القوى ولذلك يتوجب على المجتمع الدولي تسليح المعارضة وإلا فإن النظام سيقوى يوما بعد يوما وهذا يعني تغلبه على المعارضة» محذرا من «أن تأخير أي عملية ضد الأسد سيترتب عليه عقائب وخيمة».

أما سامي كوهن وهو كاتب تركي يهودي، فقد أشار في مقال نشرته صحيفة «ملليت» إلى أن قرار الكونغرس في قضية التدخل في سوريا «سيكون حاسما وسيغير في مستقبل أوباما وفي مستقبل السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، ورأى أن هذه الخطوة من أوباما لن تقلل من ثقل المعضلة على كتفيه بل ستزيدها والسبب في هذا أن «قرار الكونغرس لن يكون معاكسا لقرار الشعب الأميركي الذي ترفض الأغلبية فيه أي ضربة لسوريا»، مشددا على أنه «على الرئيس أوباما أن يبدأ بحملات لإقناع الشعب والكونغرس».

من جهته أكد نائب رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض التركي فاروق لوغ أوغلو أن «حزبه سيكون الحزب الحاكم في تركيا عام 2015 ويغير خارطة العلاقات التركية مع دول العالم في كل شيء»، مشيرا إلى أن حزبه «غير راض عن سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان»، لافتا إلى أن «حزب الشعب الجمهوري سيصوت بالرفض حال طلب موافقة البرلمان التركي على مشاركة تركيا في الضربة العسكرية الدولية ضد سوريا».