غياب طالباني عن المشهد الإعلامي يؤثر على الوضع الانتخابي لحزبه

قيادي: ليظهر ولو لثلاث ثوان يرسم خلالها بأصبعيه علامة النصر

TT

انتقل الجدل الشعبي حول صحة الرئيس العراقي جلال طالباني من الشارع الكردي إلى مستوى الصف القيادي الأول داخل حزبه «الاتحاد الوطني الكردستاني»؛ إذ بدت قيادات هذا الحزب تشكك بدورها في صحة التقارير والتصريحات التي تصدر سواء عن طبيبه الخاص الدكتور نجم الدين كريم، أو من عائلته وعلى رأسها عقيلته هيرو إبراهيم أحمد. ولم تشفع الجهود المضنية والكبيرة التي تبذلها بعض قيادات الحزب لإقناع أنصاره ومؤيديه والشارع الكردي بسلامة طالباني وتحسن صحته وعودته الوشيكة إلى كردستان، خاصة أن محاولات عديدة بذلت في الفترة الأخيرة وعلى مستوى كبار قادة الدولة لزيارته، لكن عائلته وطبيبه الخاص أصرا على رفض تلك الزيارات.

هذا الموقف عزز الشكوك ونقلها مؤخرا إلى داخل قيادة حزب طالباني الذي يخوض مرحلة حاسمة في تاريخه عبر أول انتخابات برلمانية يشارك فيها بقائمة مستقلة عن حليفه الاستراتيجي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني. فغياب طالباني بدأ يؤثر على الوضع الانتخابي لحزبه، وهذا ما دفع بالملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي، وهي أعلى هيئة قيادية بالحزب، إلى أن يتساءل عن أسباب عدم ظهور طالباني ولو لثوان في هذا الظرف العصيب الذي يمر به حزبه. وطالب بختيار أثناء مشاركته في برنامج «القوس الأحمر» في راديو وتلفزيون «روداو» بظهور طالباني «ولو لثلاثة ثوان يرسم خلالها بأصبعيه علامة النصر، فمن شأن ذلك أن يقلب المعادلة رأسا على عقب». واستدرك: «لكن يبدو أن صحة الرئيس ليست مستقرة إلى حد يسمح له حتى برفع أصبعيه، رغم أن حزبه أحوج ما يكون اليوم إليه».

وفي اتصال مع قيادي بالاتحاد الوطني طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع الانتخابي للحزب حرج للغاية، ونحن نحتاج إلى كل جهد ممكن من أجل كسب الشارع الكردي واستعادة شعبيتنا فيه، ومع ذلك، فإن ظهور طالباني في مثل هذا الوضع بات محالا، وهذا في حد ذاته دليل على عدم صحة التقارير والتصريحات التي صدرت سابقا، والتي تطرقت ليس إلى تحسن صحته فحسب، بل توقعت عودته الوشيكة إلى كردستان قبل عدة أشهر». وأيد القيادي الكردي تصريحات الملا بختيار وقال: «فعلا إن ظهور طالباني ولو لثوان معدودة من شأنه أن يغير المعادلة برمتها». وبسؤاله عن أسباب تردد قيادة الاتحاد الوطني في محاسبة الطبيب الخاص لطالباني بسبب إعطائه تقارير غير صحيحة عن صحته، قال القيادي بحزب الاتحاد الوطني: «نحن الآن في خضم حملة انتخابية رهيبة، ووضعنا في الأساس محرج، فلا نريد أن نحدث مشكلة كبيرة بهذا الوزن في ظل هذا الوضع الانتخابي الحرج». وكان الدكتور نجم الدين كريم، الذي يشرف على الفريق الطبي المكلف برعاية الرئيس العراقي وعلاجه، قد قال في مؤتمر صحافي عقده في ألمانيا في 17 مايو (أيار) الماضي إن «صحة الرئيس جيدة جدا، وتتحسن يوما بعد آخر»، ولم تقنع الصور التي بثها الطبيب الخاص من داخل المستشفى الألماني أنصار حزبه بالاطمئنان على صحة طالباني، مما أثار أخيرا، مجددا، مسألة خلو منصبه الرسمي بصفته رئيسا للدولة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها الخاصة أن «عائلة الرئيس لها رغبة في ترك هذا الموضوع إلى نهاية دورته الحالية التي تنتهي بحلول موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق». ونقلت تلك المصادر أن «عقيلته هيرو إبراهيم أحمد نقلت هذه الرغبة إلى القيادة الإيرانية أثناء زيارتها الخاصة إلى هناك، وأن إيران نجحت في إقناع قادة الشيعة في الدولة العراقية بالسكوت عن إثارة مشكلة رئاسة طالباني واختيار بديل عنه».