الصدر ينهي جدلا طويلا بسبب اعتزاله المشهد السياسي منذ شهور

قال: أميل حاليا «للاعتزال والعزلة» والإقامة بمدينة قم بدلا من بيروت

TT

أنهى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جدلا سياسيا طويلا منذ إعلانه قبل أكثر من شهرين اعتزاله العمل السياسي ومغادرته إلى قم في إيران للإقامة فيها بدلا من بيروت التي اتخذها طوال السنوات الثلاث الأخيرة مقرا شبه دائم لإقامته. وقال الصدر في بيان عقب وصوله أول من أمس إلى مدينة النجف للمشاركة في الاحتفال الذي أقيم هناك في ذكرى مقتل والده محمد محمد صادق الصدر عام 1999، إنه على الرغم من أنني «أميل حاليا للاعتزال والعزلة عن المجتمع فإنني لم أستطع أن أقف ساكتا أمام هذه الجموع الطيبة المؤمنة السائرة لأبيها الصدر، ومنقذها الصدر، ومحررها من الظلام الصدر، تلك الجموع التي جمعها حب الصدر وآل الصدر والوفاء إليه». وأضاف الصدر طبقا للبيان مخاطبا أنصاره: «فتقبل الله أعمالكم وحشرنا وإياكم مع هذا الرجل العظيم والمرجع الكبير والسيد الجليل والولي التقي النقي، فشكرا لكم أيها الزائرون فقد أثبتم ولاءكم لنا نحن آل الصدر، وشكرا للعاملين وشكرا للجهات الأمنية والخدمية»، لافتا إلى أن «تجمع هذه الجموع أدخل السرور على الصديق وأغاظ العدو، وحيث رأيتكم ورأيت عددكم وتنظيمكم فقد خشع بصري وانهمرت دموعي». ودعا زعيم التيار الصدري، المشاركين بالمراسم إلى «التكامل إسلاميا وعقائديا وثقافيا وتنظيميا وإداريا والتوحد والتصافي وترك الدنيا لأهل الدنيا، سائلا العلي القدير أن يقر عيننا بكم لنصرة الإسلام والمسلمين والعراق والعراقيين».

من جهته، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري أمير الكناني، أن «السيد مقتدى الصدر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يترك العمل السياسي أو يتخلى عن دوره المحوري في ظل ظروف حساسة يمر بها العراق والمنطقة». وقال الكناني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسألة وبكل وضوح أن السيد الصدر سوف لن يتدخل في تفاصيل العمل السياسي اليومي، حيث أصدر تخويلا للهيئة السياسية للتيار الصدري بمتابعة هذا الأمر وإصدار القرارات المناسبة لذلك في إطار مفردات العمل السياسي اليومية وما تتطلبه من مناورات أو حيثيات تتطلب الخوض في تفاصيل قد تكون غير منظورة»، معتبرا أن «ذلك يعد تطورا إيجابيا على صعيد بناء مؤسساتي في عمل التيار ومؤسساته المختلفة من خلال توزيع الأدوار والمهمات». وأضاف الكناني، أن «السيد الصدر يريد أن يعطي مساحة كاملة للتحرك السياسي وكذلك مسافة معقولة من قبل الجهات التنفيذية التي تتصدى لذلك»، مبينا أن «مكاتب الشهيد الصدر التي تعنى بالأمور الفقهية والشرعية ما زالت وستبقى مرتبطة بزعيم التيار مباشرة، وبالتالي فإن الصدر موجود ويطلع على كل شيء، إلا أنه خول مؤسسات التيار الصدري بالعمل طالما أن المسائل تبقى في سياق الإيمان بالخط الصدري». وكانت مصادر مقربة من زعيم التيار الصدري، قد كشفت في الرابع من أغسطس (آب) الماضي عن قراره اعتزال الحياة السياسية، وإلغاء الدوائر السياسية المرتبطة به، والتوقف عن المشاركة في أي عمل سياسي مباشر، خلال المرحلة المقبلة، في حين أكدت كتلة الأحرار، التابعة للتيار، أن القرار جاء نتيجة «رفض الصدر المشاركة في أي مؤامرة ضد العراق من خلال البقاء في العملية السياسية». غير أن الصدر أصدر في الثالث عشر من أغسطس الماضي بيانا حذر فيه من عكس صورة «بشعة» عن آل الصدر، و«استغلال» اسمهم في «جمع المال والمغانم». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أعلن تأييده اعتزال الصدر الحياة السياسية وهو موقف أثار عليه ردود فعل غاضبة من قبل زعامات التيار الصدري، لا سيما أن الصدر كان قد درج على توجيه انتقادات حادة للمالكي إلى حد وصفه بالديكتاتور.