رئيس الفلبين يزور منطقة المعارك في الجنوب ويتوعد محتجزي الرهائن

احتدام القتال بين «الجبهة الوطنية لتحرير مورو» والقوات الحكومية لليوم الخامس

رئيس الفلبين بنينيو أكينو يتحدث إلى القوات الحكومية في مدينة زامبوانغا الجنوبية أمس (أ.ب)
TT

توجه الرئيس الفلبيني بنينيو أكينو أمس إلى مدينة في جنوب البلاد تسلل إليها مسلحون تابعون لفصيل مسلم يطالب بالانفصال واحتجزوا نحو مائتين من الأهالي، وتعهد بإنهاء الأزمة في هذه المنطقة محذرا المسلحين من مغبة إيذاء الرهائن.

وحث أكينو سكان مدينة زامبوانغا الساحلية على الصمود فيما تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي «الجبهة الوطنية لتحرير مورو» والقوات الحكومية وعمليات حرق المنازل لليوم الخامس على التوالي في محاولة لعرقلة جهود إنهاء التمرد في المنطقة. وقال أكينو في مؤتمر صحافي «إن قواتنا ومعداتنا على الأرض ساحقة»، مشددا على عدم وجود طريق مختصر لحل الأزمة دون المخاطرة بوقوع خسائر جسيمة. وأضاف أكينو «لا يمكننا التسرع. علينا أن نتأنى لضمان عدم إزهاق الأرواح. لسنا بصدد وضع مهلة نهائية لكنهم في حال تعرضوا للرهائن أو قاموا بأعمال حرق وتخطوا حدودا أخرى لا ينبغي تخطيها، فإن قواتنا الأمنية لديها تعليمات حول كيفية التصرف».

وقال المتحدث العسكري اللفتنانت - كولونيل رامون زغالا إن 22 شخصا على الأقل قتلوا و52 آخرين جرحوا في زامبوانغا وإن 19 من المسلحين استسلموا أو قبض عليهم. وهاجمت مجموعات تضم 100 مسلح على الأقل من المتمردين المسلمين، جزيرة باسيلان القريبة خلال اليومين الماضيين وقتلوا شخصا وجرحوا 11 آخرين. وسمع دوي ثلاثة انفجارات متتالية ناجمة عن قذائف هاون أو قنابل سقطت قرب وحدة عسكرية تقاتل المتمردين في منطقة سانتا كاتالينا في زامبوانغا بعد ظهر أمس مما أدى إلى إصابة خمسة من موظفي الصليب الأحمر وجنديين. وفيما كان أحد الرهائن يحاول الهرب باتجاه خطوط الجيش أطلق المسلحون النار عليه في ظهره، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس.

وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كورازون سليمان إن 24 ألف شخص على الأقل فروا من القتال وطلبت السلطات من عدد أكبر من المواطنين مغادرة أحيائهم حيث يختبئ نحو 180 مسلحا منذ يوم الاثنين الماضي. وقالت الوزيرة لقناة «إيه. بي. سي - سي.بي.إن» التلفزيونية «الكثير من المنازل تحترق. ريما يلجأون لمثل هذه الأعمال لحرف الأنظار باعتقادي ليتمكنوا من الهرب. ربما بدأ الطعام ينفد لديهم». وقالت سليمان إن السلطات تخشى من إمكانية استخدام المتمردين للمدنيين المتبقين في مناطق الصراع، دروعا بشرية للهرب. وشوهدت قوافل كبيرة من الآليات تغادر مناطق الاشتباكات أمس وعلى متنها مئات المدنيين بعد أن أصدرت حكومة زامبوانغا أوامر لجميع السكان البالغ عددهم 160 ألفا بمغادرة تلك المنطقة.

وكانت الشرطة تتحقق من هوياتهم للتأكد من عدم مغادرة أي من المتمردين. وقال المتحدث باسم الشرطة المفتش أرييل هويسكا إن المناطق التي يسيطر عليها المسلحون «تتضاءل». وقال متحدث آخر هو البريغادير جنرال دومينغو توتان: «بتصورنا سيكون لهذا الأمر نتيجة، سيلقي المسلحون سلاحهم ويفرجون عن المدنيين». وحذر الرئيس أكينو من أن مجموعات أخرى قد تنتهز الفرصة لشن هجمات أيضا، إلا أنه أضاف: «إذا حاولوا ذلك في أماكن أخرى، أنا على ثقة بأن قواتنا ستكون لهم بالمرصاد وستمنع المزيد من الأعمال الوحشية».

وبدأت الأزمة عندما منعت القوات الحكومية أنصار مؤسس «الجبهة الوطنية لتحرير مورو» نور ميسواري من الزحف على دار البلدية في زامبوانغا قبيل فجر الاثنين. ويتهم ميسواري الحكومة بانتهاك بنود اتفاقية سلام في 1996 بإجرائها مفاوضات منفصلة مع فصيل مناوئ هو «جبهة تحرير مورو الإسلامية». وكانت «جبهة تحرير مورو الإسلامية» دخلت المراحل النهائية من محادثات السلام مع مانيلا ومن المتوقع أن تتولى الحكم الذاتي الإسلامي الموسع في المنطقة بحلول عام 2016. وتهدف الاتفاقية إلى إنهاء تمرد مسلم أوقع نحو 150 ألف قتيل في الجنوب منذ سبعينات القرن الماضي. ولا يشارك ميسواري في تلك المفاوضات لكنه منفتح على الفكرة، بحسب ما أكده المتحدث باسمه ابسالوم سيرفيزا.