بوتين يشكك في إمكانية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية

الأسد لشبكة «فوكس نيوز»: التخلص من الكيماوي يستغرق عاما ويكلف مليار دولار

TT

رفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها ادعاءات الرئيس السوري بشار الأسد وإنكاره لمسؤولية قواته عن تنفيذ الهجوم بالسلاح الكيماوي على الغوطة الشرقية. فيما أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكثير من الشكوك بعد قوله: إنه لا يمكنه التأكد بنسبة 100% أن خطة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية ستنفذ بنجاح.

وشكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطة تدمير الأسلحة الكيماوية وإمكانيات تنفيذها وقال: إنه لا يمكنه التأكد بنسبة 100% من أن خطة تدمير الأسلحة الكيماوية ستنفذ بنجاح، وقال: «هل سنتمكن من إنجازها كلها؟ لا يمكنني التأكد من ذلك بنسبة 100% لكن كل ما شهدناه في الأيام الماضية وحتى الآن يعطينا ثقة في أن هذا سيحدث».

وحرص الرئيس الروسي على التذكير بأن الترسانة الكيماوية للنظام السوري ظهرت كـ«بديل» للسلاح النووي الإسرائيلي، مضيفا أن إسرائيل لم تكن «في حاجة» إلى هذا السلاح.

وقال بوتين الذي اضطلعت بلاده بدور رئيسي في خطة تفكيك الترسانة الكيماوية السورية «أريد فقط التذكير بكيفية ظهور هذا السلاح الكيماوي: كبديل لسلاح إسرائيل النووي».

وأضاف في مداخلة أمام منتدى فالداي في شرق روسيا الذي يجمع قادة سابقين وصحافيين وخبراء أجانب وروسا أن «التفوق التكنولوجي لإسرائيل في ذاته ينفي حاجة هذا البلد إلى سلاح نووي».

وأكد الرئيس الروسي أن «قضية انتشار أسلحة الدمار الشامل تظل حاضرة وأكثر من حاضرة»، مشددا على وجوب «العمل على نزع صفة النووي عن مناطق معينة، وخصوصا الشرق الأوسط».

ووصف بوتين الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) قرب دمشق بـ«الاستفزازي»، وقال: «لدينا كل الأسباب للاعتقاد أنه استفزاز ماهر»، مضيفا: «في الوقت نفسه، فإن التقنية بدائية: قذيفة قديمة سوفياتية الصنع لم يعد يستخدمها الجيش السوري منذ وقت طويل، والأمر الأساسي أنها تحمل عبارة (صنع في الاتحاد السوفياتي)» وكان يشير إلى كتابات قديمة على قطع من قذائف أظهرتها صور تضمنها تقرير مفتشي الأمم المتحدة. ونقلت الصحافة الروسية الأربعاء عن خبراء أن هذه الكتابات أتاحت تحديد هوية قطع من صواريخ أرض أرض سوفياتية الصنع تعود إلى الستينات ولم يعد يستخدمها الجيش السوري على الأرجح.

من جهته قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ليس لديها تقدير لتكلفة حصر وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية وقال: «نحن نعمل مع الروس وفقا لاتفاق كيري - لافروف لتنفيذ برنامج يمكننا من تحديد ونقل الأسلحة الكيماوية بعيدا عن سيطرة الأسد وليس لدينا تقدير للتكلفة لكن من مصلحة السوريين والمنطقة ومن مصلحة الولايات المتحدة والعالم نقل وتدمير تلك الأسلحة لمنع الأسد من تكرار استخدامها». وشدد كارني أن الإدارة الأميركية تعمل على التفاصيل المتعلقة بخطة تدمير الأسلحة الكيماوية وأنها ستعلن تفاصيلها. وأكد كارني موقف بلاده في أن نظام الأسد هو المسؤول عن الهجوم بالسلاح الكيماوية وقال: إن ادعاء الأسد بخلاف ذلك في حواره التلفزيوني «هو أمر غريب».

وحول موعد الأسبوع الذي حدده كيري لتسليم سوريا معلومات حول ترسانتها النووية والذي يحين موعده السبت القادم قال كارني «لدينا إطار زمني يهدف إلى التأكد من عدم استخدام الأسد لأسلحته الكيماوية مرة أخرى ونتوقع من الأسد تنفيذ الاتفاق ونتوقع من روسيا أن تدفع الأسد للامتثال وسوف تقوم بتقييم مدى امتثال سوريا للخطة».

وقالت سامنتا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «إن التفاصيل الفنية لتقرير الأمم المتحدة يؤكد أنه يمكن فقط للنظام تنفيذ مثل هذا الهجوم بالأسلحة الكيماوية على نطاق واسع» وأضافت: «هذا هو أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في 25 عاما». فيما شدد عدد من المسؤولين بالخارجية الأميركية والبنتاغون على التركيز في الوقت الحالي على التأكد من التزام حكومة الأسد على تنفيذ الاتفاق وتسليم كامل أسلحتها الكيماوية.

وأعلن مايكل لوهان المتحدث الرسمي باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن المجلس التنفيذي للمنظمة سيجتمع يوم الأحد لمناقشة الخطوات الأولى في تأمين وتدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا. وفي مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الصيني قال كيري إن الولايات المتحدة تتطلع لدور صيني فعال في مجلس الأمن فيما يتعلق بالأزمة السورية، فيما أعلن وزير الخارجية الصيني استعداده لإجراء محادثات معمقة حول جميع القضايا بما فيها سوريا «بعقل مفتوح».

كان الرئيس السوري بشار الأسد قد قدر أن تدمير السلاح الكيماوي السوري سيستغرق سنة كاملة، ويتكلف نحو مليار دولار، وذلك بعد أن تعهد بتسليم السلاح الكيماوي خلال مقابلة تلفزيونية، مع شبكة فوكس نيوز الأميركية.