جون ماكين يهاجم الرئيس بوتين ويتهمه بالفساد والقمع ومساعدة الطغاة في سوريا

رئيس حلف الناتو: لا بد من الإبقاء على الخيار العسكري ضد دمشق

TT

وجه السيناتور الجمهوري جون ماكين انتقادات حادة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال افتتاحي شديد اللهجة نشرته صحيفة «برافدا الحرة» الروسية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي، تحت عنوان «الروس يستحقون أفضل من بوتين».

واتهم ماكين الرئيس الروسي في الافتتاحية بالفساد والقمع وخدمة مصالحه الشخصية في الحكم، مشيرا إلى قيامه بقمع المعارضة الروسية، وقتل السجين المحامي الروسي سيرغي ماغنيتسكي، حيث اتهم مسؤولين روسا بالتواطؤ مع عصابات منظمة، فاعتقلته الحكومة الروسية وتعرض للضرب والتعذيب والحرمان من العلاج الطبي مما أدى إلى وفاته.

وقال ماكين موجها حديثه للروس «إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يؤمن بكم ولا يؤمن بأن حرية الإنسان يمكن أن ترتفع به فوق ضعفه لتبني مجتمعا سلميا ومزدهرا وعادلا أو على الأقل لا يؤمن بأن الروس قادرون على القيام بذلك لذا يحكم بهذا الضعف من خلال الفساد والقمع والعنف.. إنه سحكم لمصلحته وليس لمصلحتكم». وتابع «إنني مؤيد للروس، أكثر تأييدا للروس من النظام الذي يحكمكم بشكل سيئ اليوم». وقال ماكين إن الحكومة الروسية تتجاهل «الحقوق غير القابلة للعزل» في الحياة.

وحمل المرشح الجمهوري السابق للبيت الأبيض في 2008 بشدة على بوتين ومساعديه، فاتهمهم بتزوير الانتخابات وسجن وقتل معارضين وتشجيع الفساد والنيل من سمعة روسيا على الساحة الدولية. وتابع «إنهم يعاقبون المنشقين، ويسجنون المعارضين، ويزورون انتخاباتكم، ويسيطرون على وسائل إعلامكم. يضايقون ويهددون ويحظرون المنظمات التي تدافع عن حقكم في أن تحكموا أنفسكم». وشدد على أن الرئيس بوتين ومعاونيه لا يؤمنون بهذه القيم قائلا «إنهم لا يحترمون كرامتكم ولا يقبلون بسلطتكم عليهم». وأضاف أن بوتين «لا يرفع سمعة روسيا في العالم، بل يقضي عليها. جعل منها صديقة للطغاة وعدوة للمظلومين».

وجاءت افتتاحية ماكين في الصحيفة الروسية ردا على افتتاحية نشرها بوتين في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الأسبوع الماضي انتقد خلالها أسلوب الولايات المتحدة في التدخل في شؤون الدول الأخرى، وخطط الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا. وتابع ماكين، الذي ساند خطة الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري لمعاقبته على استخدام أسلحة كيماوية، منتقدا وقوف الرئيس بوتين إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية التي استمرت لعامين ونصف العام وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وقال «إن بوتين يحطم سمعة روسيا في الساحة الدولية.. إنه يظهرها بمظهر الصديق للطغاة، والعدو للمظلومين والدول التي ترغب في بناء عالم أكثر أمنا وسلاما وازدهارا». وختم ماكين مقاله قائلا «إن الرئيس بوتين لا يؤمن بهذه القيم لأنه لا يؤمن بكم».

وعلى المسار نفسه، أرسل النائب الجمهوري هوارد باك مكيون، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مقالا افتتاحيا في صحيفة «موسكو تايمز»، تحدث فيه عن قمع الشعب الروسي وعدم احترام حقوق الإنسان الأساسية. وجاء رد الفعل الروسي سريعا مع إعلان رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما، اليكسي بوشكوف، أن مقال ماكين ليس له أي صدي كبير دوليا، موضحا أن المقال «لا يتضمن أي رد على مقال بوتين في (نيويورك تايمز)، ولا يصل إلى مستوى التعليق، ويمثل حجة غير مقنعة وغير مشجعة للثورة البرتقالية».

وقال بوشكوف «سمعنا ذلك من جانب الكثير من السياسيين والصحافيين والشخصيات العامة في الغرب عدة مرات، ولم يوضح ماكين لماذا تعتبر الولايات المتحدة الدولة التي تستعمل القوة بانتظام على الساحة الدولية وتتدخل دائما في شؤون دول أخرى». وقال «في السنوات الأربع عشرة الماضية دخلت الولايات المتحدة أربع حروب، وكانت على وشك إشعال حرب خامسة بغض النظر عمن يرأس الولايات المتحدة».

وأضاف رئيس لجنة الدوما لشؤون الدولية «ماكين لم يتحدث عما يسمى الطابع المتميز الأميركي الذي يمثل حجر الأساس للعقيدة الرسمية الأميركية، ولذا أعتقد أن هذا المقال لن يكون له صدى كبير على خلاف مقال الرئيس الروسي».

بينما استمر الموقف الروسي في التمسك بموقفه من الادعاء بأن المعارضة السورية كانت وراء حادث الغوطة، وفي رفض استصدار أي قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وفي رفض أي تهديد أميركي باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا. وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتقاده أن السلاح الكيماوي السوري ظهر كرد فعل على القدرات النووية الإسرائيلية، وأن استخدام الكيماوي في غوطة دمشق كان استفزازا تم تحضيره بدقة، مشيرا إلى أن المنطقة مليئة بالسلاح السوفياتي القديم وليس من الصعب العثور على صاروخ عليه حروف روسية لاستخدامه لتنفيذ هذا الاستفزاز.

وأوضح بوتين في كلمته بمنتدى فالداي الدولي للحوار، صباح أمس الخميس، أن مسألة استخدام القوة ضد سوريا ليس مكانها الكونغرس الأميركي، بل في مجلس الأمن، مشددا على أن استخدام القوة ليس دواء يصلح في كل المسائل الدولية.

من ناحية أخرى، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس راسموسن، أمس الخميس، إنه من الضروري أن يظل الخيار العسكري مطروحا في التعامل مع الأزمة السورية. ورحب راسموسن بالاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن القضاء على الأسلحة الكيماوية السورية، وقال إن الغرض الأساسي في الحفاظ على الزخم في العملية السياسية والدبلوماسية هو الحفاظ على الخيار العسكري على الطاولة.

وقال راسموسن في لقاء نظمته مؤسسة «كارنيغي أوروبا» البحثية «أعتقد أنه من الضروري إبقاء الخيار العسكري مطروحا على الطاولة للحفاظ على قوة الدفع في العملية الدبلوماسية والسياسية، بغض النظر عن نتائج المداولات في مجلس الأمن الدولي».

وأكد راسموسن أنه ليس لديه شك في أن الحكومة السورية وراء الهجوم الكيماوي على ريف دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، رافضا ادعاءات دمشق وموسكو بأن المعارضة السورية هي التي استخدمت غاز السارين في الهجوم. وقال «الصواريخ أطلقت من مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية، ولا معنى لأن تقوم المعارضة بمهاجمة شعبها بأسلحة كيماوية في المناطق التي يسيطرون عليها بالفعل، ولا تمتلك المعارضة الوسائل لحمل الأسلحة الكيماوية لتنفيذ هجوم بهذا النطاق وبهذا المدى».