السيستاني ينتقد الاستهداف الطائفي المتبادل في العراق

المتظاهرون يطالبون بخريطة طريق لإنهاء الاعتصامات في المحافظات الغربية

مسجد متضرر جراء انفجار قنبلة اثناء صلاة الجمعة في قرية راجا بسامراء شمال العاصمة بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتبرت المرجعية الشيعية العليا في العراق أن عمليات الاستهداف الطائفي المتبادل لها تداعيات خطيرة في البلاد، داعيا عقلاء اليوم إلى الالتفات إلى خطورة هذه الاستهدافات، في وقت طالب فيه المتظاهرون في المحافظات الغربية بخارطة طريق في ضوء وثيقة الشرف التي تم التوقيع عليها أول من أمس الخميس من قبل القادة السياسيين، والتي من شأنها إنهاء التوترات والاستهدافات والأزمات في البلاد. وقال عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء أمس، إن «الأحداث الأمنية الأخيرة وما شهدته بعض مدن العراق في الشمال والجنوب من استهداف طائفي متبادل، له تداعيات خطيرة وكارثية على العراق»، منتقدا «عمليات اغتيال أئمة وأبناء السنة وتهجير عوائل السعدون من محافظة البصرة، إلى جانب اغتيال أبناء الشبك والتركمان في الموصل وطوزخرماتو». وأضاف الكربلائي أن «المرجعية الدينية العليا أصدرت توصياتها، صبيحة هذا اليوم، إلى المسؤولين في الأجهزة الأمنية مطالبة إياهم بالتحرك بشكل سريع والتعامل بحزم مع أي طرف يستهدف المواطنين الأبرياء في جميع مدن البلاد». وأشار الكربلائي إلى أن «المرجعية دعت عقلاء القوم إلى أن يحذروا ويلتفتوا إلى تداعيات هذه الاستهدافات ونتائجها الخطيرة على وحدة النسيج الاجتماعي العراقي»، واصفة إياها بأنها «أكثر خطورة على العراق من التفجيرات الإرهابية».

وفي وقت لا تزال تتفاعل فيه عملية استهداف أهالي السنة في بعض المحافظات الجنوبية، فقد وقعت الكتل السياسية والرئاسات الثلاث في العراق وثيقة الشرف، وأعلنت التزامها بمبادئ مبادرة السلم الاجتماعي والتي تهدف إلى العمل على حل جميع الخلافات والاحتقانات السياسية بمن في ذلك إيجاد حل للمظاهرات الجماهيرية التي اندلعت منذ أكثر من ثمانية شهور في خمس محافظات غربية (الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك، نينوى)، بالإضافة إلى الأحياء السنية من العاصمة بغداد. وبينما دعا زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم المتظاهرين في هذه المحافظات إلى تشكيل لجان تمثلهم لكي تنسق مع اللجان الحكومية لتلبية ما تبقى من المطالب المشروعة، فقد رحبت لجان التنسيق الشعبية هناك بما تم الاتفاق عليه بين القادة السياسيين، على أن يرتبط ذلك بخارطة طريق لاستحصال حقوقهم قبل التفكير في إنهاء الاعتصامات.

وفي الفلوجة، التي هي ثاني أكبر ساحة اعتصام، دعا إمام وخطيب اعتصام الفلوجة إلى عدم السماح للأصوات الداعية لترك ساحات الاعتصام، مؤكدا أن «الساحات حققت إنجازات دخلت التاريخ». وقال الشيخ محمد مطر خلال الخطبة التي أقيمت على الطريق الدولي شرق الفلوجة في الجمعة التي أطلق عليها «النصر لمساجدنا وعشائرنا في الجنوب»، إن «صمود وصبر المعتصمين في ساحات الاعتصام دليل على الوعي وسلمية حراكنا في رفع المطالب والحقوق للحكومة التي لم تنفذ ولا مطلبا واحدا لشعبنا، وفي محاسبة الميليشيات والقتلة المتورطين في سفك دماء الأبرياء في بغداد والبصرة والمحافظات الأخرى». وأضاف مطر أن «اعتصامنا لن ينتهي حتى تحقيق المطالب ورفع الظلم عن أهلنا».

وكان إمام صلاة الجمعة الموحدة في بغداد الشيخ محمود العيساوي دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى عقد جلسة مجلس الوزراء في الأنبار، والنظر في مطالب المعتصمين وإنهاء الاعتصامات قبل حلول عيد الأضحى المبارك. وأضاف العيساوي مخاطبا المعتصمين في الأنبار «إلى متى ستستمر هذه الاعتصامات؟ عليكم أن تعينوا قيادة تحمل المطالب للدولة للتفاوض، وألا تبقوا شتاتا، وألا تتشددوا في المطالب».