المعارضة تعلن دمشق «منطقة عسكرية».. وإجلاء مئات المحاصرين من المعضمية

اختطاف موظفين بالصليب الأحمر في إدلب.. وقتال «داعش» و«الحر» مستمر في حلب

مقاتل في الجيش السوري الحر داخل نفق حفر تحت أحياء محاصرة في مدينة حمص لتسهيل التنقل (رويترز)
TT

أعلنت كتائب المعارضة السورية العسكرية، أمس، دمشق «منطقة عسكرية»، وطالبت المدنيين بإخلاء المواقع القريبة من الفروع الأمنية، متوعدة بقصفها، وذلك ردا على الحصار المميت والقصف الذي تتعرض له المنطقة الجنوبية من دمشق ومعضمية الشام. وفي حين تضاربت الأنباء حول اختطاف مجموعة معارضة لثلاثة من موظفي الصليب الأحمر في إدلب، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي «دولة العراق والشام الإسلامية» والجيش السوري الحر في حلب، مما أسفر عن وقوع 50 قتيلا خلال 3 أيام من المعارك.

وأظهر تسجيل مصور بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» أمس، عناصر معارضة مسلحة تطالب المدنيين من سكان مدينة دمشق إخلاء المناطق القريبة من الفروع والمقرات الأمنية قبل أن تشن هجوما عليها بالصواريخ وقذائف الهاون. وفي بيان مصور، قال أبو صالح التابع لما يعرف بـ«كتائب شباب الهدى» التابعة للجيش السوري الحر: «نوجه إنذارا أخيرا خلال مهلة تنتهي ظهر يوم الأحد». وأشار إلى أن السبب وراء هذا الهجوم هو «الحصار المميت والهجمات الشرسة التي تتعرض لها المنطقة الجنوبية من دمشق ومعضمية الشام»، وتأكيدا على رفض «أي مصالحة أو هدنة»، لافتا إلى أن بإمكان الحكومة السورية تفادي هذا الهجوم من خلال «فك الحصار عن جنوب دمشق ومعضمية الشام.

وبدأ مقاتلو المعارضة تنفيذ تهديداتهم، بعد ظهر أمس، حيث أعلنت لجان التنسيق المحلية سقوط قذائف هاون في كل من كفرسوسة وبرزة، وقرب ساحة التحرير، وفي حي التضامن. وقال عضو تنسيقية الثورة في ريف دمشق، إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط»، إن «التهديدات بدت جدية»، لافتا إلى سقوط قذيفتين في منطقة العباسيين، وسط العاصمة، أحدهما في شارع حلب، فضلا عن إصابة شارع نسرين في حي التضامن بالقرب من مخيم اليرموك، وسقوط قذيفة في منطقة الدحابيل قرب حي الميدان. وأشار إلى أن هذه القذائف «من العيار الثقيل، وتمتلك فعالية الصواريخ».

وذكرت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) أن إحدى القذائف سقطت بالقرب من كنيسة سيدة دمشق في العباسيين. وقالت إن مدنيا قتل، وأصيب 20 آخرون من جراء سقوط قذائف هاون على مخيم الوافدين بريف دمشق.

في موازاة ذلك، أخلت منظمة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدفعة الثانية من المدنيين المحاصرين في المعضمية جنوب دمشق، بعد حصار امتد إلى 6 أشهر، تفاقم خلالها الوضع الإنساني قبل 90 يوما. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بخروج مئات المواطنين المدنيين في إطار اتفاق تنفذه منظمات إنسانية لإجلاء المواطنين عن المعضمية التي تشهد نقصا كبيرا في المواد الغذائية والطبية. وقال ناشطون إن العملية جرت لليوم الثاني على التوالي، وأجبر خلالها النظام السوري على فتح ممرات إنسانية لإجلائهم، تحت ضغط دولي.

وتواصلت الاشتباكات أمس في مناطق مختلفة من ريف دمشق، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى. وقال الداراني، الناشط الميداني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، إن «التقدم النوعي الذي حصل أمس، تمثل بدخول مقاتلي (تحالف الراية الواحدة) إلى مستودعات الحرس الجمهوري»، مؤكدا أنهم «غنموا نحو مائة صاروخ منها».

ويضم تحالف «الراية الواحدة» ألوية وكتائب الصحابة، وحركة أحرار الشام الإسلامي، وكتيبة فرسان السنة. ونفذت بالعملية بمشاركة لواء «الزبير بن العوام» التابع لألوية وكتائب الصحابة. وأوضح أنه «بعد عملية رصد ومتابعة لأكثر من يوم واختراق جميع الحصون التي زرعها النظام السوري للوصول إلى اللواء 78، تمكن المقاتلون من التسلل والدخول على العساكر في مهاجعهم وفتح المستودعات واغتنام عشرات صواريخ المالوتكا وعدد من الذخائر والأسلحة الخفيفة وأسر 6 جنود نظاميين». وبث ناشطون على «يوتيوب» مقطع فيديو، يصور الصواريخ التي غنمها المقاتلون في ريف دمشق.

وتواصلت المعارك لليوم الثالث على التوالي في ريف دمشق، حيث تمكنت كتائب «الحر» أمس من تنفيذ عملية نوعية في منطقة السيدة زينب، وفق ما أكده ناشطون، ضد مسلحين شيعة يقاتلون إلى جانب النظام. وقال الداراني، إن «عبوة ناسفة زرعت داخل أحد مقرات حزب الله في منطقة السيدة زينب، أسفرت عن سقوط عدد منهم»، في عملية جاءت ردا على الاشتباكات واجتياح الذيابية والحسينية من قبل عناصر حزب الله ولواء أبو الفضل العباس العراقي، وقامت العناصر بحرق الجثث في البساتين، مشيرا إلى سقوط «عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد خلال الاشتباكات جنوب دمشق».

وفي حلب، أعلن المرصد السوري عن مقتل نحو 50 شخصا خلال 3 أيام من المعارك «بين مسلحي دولة الإسلام في العراق والشام التابعة للقاعدة (داعش) وتضم بغالبيتها جهاديين أجانب، وكتيبة تابعة للجيش السوري الحر». وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن «30 مقاتلا على الأقل من سرايا الأبابيل، و14 من (داعش) قتلوا في معارك في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري».

وفي غضون ذلك، قالت وكالة «سانا» أن مسلحين خطفوا عددا من موظفي الصليب الأحمر في شمال غربي سوريا بعدما فتحوا النار على سياراتهم. ونقلت الوكالة عن مسؤول لم تذكر اسمه أن موظفي الصليب الأحمر كانوا في طريقهم إلى إدلب عندما قطع مسلحون طريقهم وأطلقوا النار على موكبهم وخطفوهم ونقلوهم إلى مكان غير معلوم. واكد الصليب الأحمر خبر اختطافهم مساء أمس، اذ إذ وزع الصليب الأحمر بيانا جاء فيه: «نحن نطالب باطلاق فوري وغير مشروط لسبعة زملاء خطفوا صباح اليوم». وتم خطف ست موظفين تابعين لمنظمة الصليب الأحمر الدولية، وموظف من الهلال الأحمر السوري. واوضح البيان ان الفريق سافر الى ادلب يوم 10 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري لتقييم وضع المراكز الصحية هناك ولتوصيل مساعدات طبية.