رفسنجاني يعد شعار «الموت لأميركا» خطأ

جدل داخل إيران حول التعبير المنتشر منذ ثورة 1979

TT

صرح علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، أمس بأن إعادة نشر مذكراته فيما يتعلق بشعار «الموت لأميركا» كان بمثابة خطأ ارتكبه مسؤول بموقعه الإلكتروني الرسمي، محاولا بشكل واضح التخفيف من حدة موجة الانتقادات الموجهة لتعليقاته على «الشعار الشائن». «تتعلق المذكرات بحادث وقع قبل عدة أعوام، ونشره المسؤول عن الموقع من دون تنسيق (معي)، الأمر الذي كان بمثابة خطأ في الموقف الحالي»، هذا ما قاله هاشمي رفسنجاني، مجيبا عن سؤال في هذا الشأن طرحته عليه صحيفة «جمهوري إسلامي». واستنادا إلى مقابلة مع رفسنجاني نشرت مؤخرا، أشار إلى أن آية الله الخميني قد وافق «سرا» على ضرورة توقف الناس عن ترديد شعار «الموت لأميركا». وقال: «لا أوافق على الدعوة لموت أحد خلال المقابلات العامة. على سبيل المثال، في اجتماعاتنا، كان (الموت لبني صدر) بمثابة شعار من الشائع ترديده، وطلبت من الناس عدم ترديده بعد صلاة الجمعة. كان هناك شعار (الموت لبزركان)، وطلبت منهم عدم ترديده. وكان هناك (الموت للسوفيات)، والآن لم نعد نعاني من تلك المشكلة. وعن (الموت لأميركا)، فقد قلت الشيء نفسه.. أعارض بشكل شخصي الخطاب القوي والعدائي.. لا أجده بناء». وجاء نشر هذه التعليقات بردود قاسية من قبل العديد من وسائل الإعلام الإيرانية المتشددة والمسؤولين المتشددين، ومن بينهم محمد علي جعفري، قائد قوات الحرس الثوري. وفي خطاب أمام أعضاء الميليشيا الإيرانية في مدينة بوجنورد شمال شرقي إيران، أشار جعفري إلى أن الشعب الإيراني لن يصدق هؤلاء الذين يزعمون أن الإمام الخميني كان معارضا لشعار «الموت لأميركا». وأضاف: «هناك هؤلاء الذين يسعون لقلب التصريحات التي جاءت على لسان الإمام الخميني الراحل ويزعمون أنه وافق على وقف ترديد عبارة (الموت لأميركا)». هذا ما قاله يوم الأحد، مضيفا أن «الناس يعرفون خدعهم».

ولقد بات ترديد عبارة «الموت لأميركا» قضية ساخنة في وسائل الإعلام والسياسة الإيرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، لا سيما بعد آخر زيارة قام بها الرئيس حسن روحاني للأمم المتحدة ومحادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

في الوقت نفسه، لم يكن رفسنجاني المسؤول الوحيد الذي روج لوقف استخدام الشعار. وكان أحد أول المسؤولين الذين علقوا على الموضوع هو إمام صلاة الجمعة في أصفهان. وفي مقابلة أجراها مؤخرا مع صحيفة «القانون»، سئل حجة الإسلام محمد تقي رهبر عما يعنيه دور عبارة «الموت لأميركا»، وما إذا كان يبدو أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة تشهد تحسنا.. فأجاب قائلا: «في وقت ما، كانت لدينا عبارة (الموت للسوفيات). إذا ما أصبحت العلاقات بأميركا كتلك التي تربطنا بروسيا، وأظهرت أميركا نوايا حسنة، فسوف تحل هذه المشكلة. لا توجد آية في القرآن تنص على أننا يجب أن نردد عبارة (الموت لأميركا)؛ تماما كما تعاملنا مع المشكلة مع روسيا وتوقفنا عن ترديد شعارات ضدها، يمكننا التعامل مع المشكلة مع أميركا».

علاوة على ذلك، في مقابلة أجريت مؤخرا مع صحيفة «باهار» الإصلاحية، أشار صادق زيباكالام، الأستاذ بجامعة طهران، إلى أن إدارة الرئيس حسن روحاني تحاول «على الأقل إلغاء هذا الشعار من المراسم الرسمية» لكي تثبت للغرب، الذي تتفاوض معه حول الملف النووي، أنها تملك القوة الكافية محليا للتأثير على الرأي العام. وبعيدا عن التعليقات التي تؤيد أو تعارض ترديد عبارة «الموت لأميركا»، يبدو أن الوجود المستمر للشعار يرتبط ارتباطا وثيقا بالظروف السياسية الصعبة في إيران، وإلى أي مدى يمكن أن يدفع الساسة الإيرانيون من مختلف الأطياف السياسية بأجندتهم فيما يتعلق بالقضية الأكثر أهمية الممثلة في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.