العاهل الأردني: تأخر الحل السياسي للأزمة السورية ينذر بعواقب إقليمية

العربي نفى وجود خلافات مع الإبراهيمي ودعا للإيفاء بالتزامات «جنيف 1»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى استقباله الأخضر الإبراهيمي في القصر الملكي في عمان أمس (إ.ف.أ)
TT

جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تأكيد موقف بلاده الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة الأرض، في حين نفى الأمين العام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أمس، وجود أي خلاف مع الموفد الأممي للسلام في سوريا، الأخضر الإبراهيمي، في ما يتعلق بمعالجة الأزمة، مشيرا إلى أن التباين بينهما حول موعد مؤتمر «جنيف 2» لا يعني وجود خلاف، في تصريحات أطلقها في الكويت.

وحذر الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله، الإبراهيمي، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة، من أن استمرار تدهور الأوضاع في سوريا، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي للأزمة، ينذر بعواقب على الشعب السوري والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين منهم. وقال «تأخر الحل السياسي سيفاقم معاناة الشعب السوري الشقيق، لا سيما باتجاه تدفق المزيد من اللاجئين السوريين»، الذين يستضيف الأردن على أراضيه العدد الأكبر منهم. وحسب بيان للديوان الملكي الأردني، فقد أكد العاهل الأردني خلال اللقاء، الذي استعرض آخر المستجدات على الساحة السورية، استعداد الأردن لتقديم كل دعم لإنجاح مهمة المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا.

من جهته، أطلع الإبراهيمي العاهل الأردني على الجهود التي يقوم بها مع جميع الأطراف المعنية، مستعرضا المساعي المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2» نهاية الشهر المقبل. وأشاد بالجهود التي تبذلها المملكة لاستضافة اللاجئين السوريين، وتقديم جميع الخدمات لهم، على الرغم مما تعانيه من ضغوط اقتصادية كبيرة على مواردها جراء ذلك.

ودعا الإبراهيمي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمانحين إلى مساندة الأردن في جهوده لإغاثة اللاجئين السوريين، مؤكدا ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية مسؤوليتهم. وكان الإبراهيمي قد التقى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال زيارته للأردن التي تأتي ضمن جولة في المنطقة تقوده إلى طهران ودمشق. وقال جودة إن زيارة المبعوث المشترك، إلى الأردن والمباحثات التي يجريها في عمان تأتي في إطار جولته إلى عدد من دول المنطقة استعدادا لعقد مؤتمر «جنيف 2» بدعوة من الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من العمل أمامنا». وقال الإبراهيمي إنه «أجرى مباحثات مهمة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية وخطورتها التي تهدد ليس سوريا ومستقبلها فقط، وإنما تهدد المنطقة». وأشار إلى أنه يوجد الآن شبه إجماع على أنه ليس للأزمة السورية حل عسكري، وأنه «لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي».

من جهته، نفى نبيل العربي أمس وجود أي خلاف بينه وبين الإبراهيمي في ما يتعلق بمعالجة المسألة السورية، مشيرا إلى أن التباين بينهما حول موعد مؤتمر السلام السوري المعروف باسم «جنيف 2»، لا يعني وجود خلاف بين الأطراف المعنية، وخصوصا أن موعد الاجتماع جرى تحديده من قبل الدول المبادرة وهي الولايات المتحدة وروسيا، وأن أي موعد سيعقد خلاله الاجتماع لا يؤثر على طبيعة الاجتماع ونتائجه سواء كان نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أو بداية ديسمبر (كانون الأول).

وأضاف العربي خلال مشاركته في مؤتمر صحافي عقد بالكويت لتدشين أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة المقرر عقدها في الكويت يومي 19 - 20 نوفمبر المقبل، أن النتيجة المهمة التي سيخرج بها مؤتمر «جنيف 2» هي الإيفاء بالالتزامات التي خرج بها مؤتمر «جنيف 1»، وأهمها بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكومية ذات صلاحيات كاملة بالاتفاق بين النظام والمعارضة.

وفي ما يتعلق باحتمال مناقشة الأزمة السورية والتحفظات المصرية على الاتحاد الأفريقي، بين العربي أن القمة العربية الأفريقية هي قمة اقتصادية وليست سياسية، ولذلك فإن أي نزاع سياسي معروض أمام مجلس الأمن لن تجري مناقشته في قمة الكويت نظرا لطبيعة القمة المتعلقة بالشراكة والتنمية والاستثمار المشترك بين الدول العربية والدول الأفريقية. يذكر أن المؤتمر الصحافي الذي أقيم ظهر أمس في مقر الخارجية الكويتية هدف إلى تدشين أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة المقرر إقامتها يومي 19 - 20 نوفمبر المقبل، وامتد المؤتمر الصحافي قرابة 40 دقيقة شارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح وكبير موظفي مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير جان بابتيست ناتاما. وأعلن الشيخ صباح أن استضافة الكويت للقمة تأتي تحقيقا لرؤية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح لتعزيز العمل المشترك.