اليمن: تمرد لسجناء «القاعدة» في جهاز المخابرات

الحوثيون يستمرون في خرق الهدنة بـ«دماج» مع السلفيين

TT

أصيب عشرات السجناء المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة في موجة شغب شهدها سجن المخابرات اليمنية بصنعاء، بعد تمرد لسجناء التنظيم، في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون خرق هدنة وقف إطلاق النار بمحافظة صعدة.

وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «سجن جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، شهد موجة من الاحتجاجات وأعمال شغب بين السجناء والسجانين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في الوقت الذي وجه النائب العام بالتحقيق في الحادث»، وذكرت المصادر أن هناك محاولات حثيثة لتهريب عناصر تنظيم القاعدة المعتقلين في جهاز الأمن، وأن هذه المحاولات تأتي في سياق تصاعد عمليات التنظيم ضد ضباط جهاز الأمن السياسي بصورة رئيسة في الآونة الأخيرة، ويخضع مئات السجناء من عناصر القاعدة في معتقل الأمن السياسي في صنعاء وعدن وغيرها من المحافظات وسبق لهم وأن نفذوا عددا من عمليات الفرار الجماعي من تلك السجون.

في سياق متصل، قالت مصادر أمنية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن «اليمن بات ساحة لاستقطاب عناصر (القاعدة) من بلدان مختلفة، حيث أكدت المصادر وجود متطرفين من دول: باكستان، وقطر، والسعودية، ومصر، وتونس، إضافة إلى الصومال ودول أخرى»، كما أكدت هذه المصادر أن هؤلاء العناصر يقدمون إلى اليمن عبر الحدود اليمنية السعودية وعبر الحدود مع عمان وبدرجة رئيسة عبر البحر، حيث يصلون إلى السواحل اليمنية إلى محافظتي أبين وشبوة حيث يرتب لهم أنصارهم عملية النزول إلى السواحل اليمنية الجنوبية وكأنهم من اللاجئين الصوماليين أو الإثيوبيين، حسب المصادر.

في هذه الأثناء، يتواصل انهيار الهدنة التي توصلت إليها اللجنة الرئاسية لحل المشكلة بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة، الشهر الماضي، وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يكثفون القصف المدفعي على منطقة دماج رغم وجود اللجنة الرئاسية التي عادت إلى المنطقة بعد انهيار الهدنة، ولم تتمكن اللجنة الرئاسية من الدخول إلى المنطقة إلا بعد موافقة الحوثيين الذين يسيطرون على المنطقة بشكل تام، وتنص الهدنة على وقف القتال بين الطرفين ووضع نقاط تماس وتمكين الجيش.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش واللجنة الرئاسية الخاصة بحل مشكلة الحوثيين والسلفيين عقدت، أمس، سلسلة اجتماعات لمناقشة وبحث أسباب انهيار الهدنة ومحاولة تلافي أي اختراقات من أي من الأطراف، رغم أن الاتهامات توجه إلى جماعة الحوثي باختراق الهدنة، غير أن مصدرا رسميا في اللجنة الرئاسية لم يوجه الاتهام رسميا إلى أي طرف بخرق الهدنة التي تمثل بداية جديدة لحرب مذهبية في تلك المنطقة الحساسة من اليمن. وقال الشيخ علوي الباشا بن زبع عضو اللجنة الرئاسية وأعضاء اللجنة الموجودون في صعدة الشيخ يحيى أبو إصبع والشيخ يحيى الزعكري التقوا في دماج بالشيخ الحجوري وأنهم أبلغوه أنهم حصلوا منه ومن السلفيين وأهل دماج على موافق على هدنة مشروطة بالدفاع عن النفس، وقال الباشا إن «الهدنة قائمة لكنها تبدو هشة لأن المشايخ أكدوا الخروقات في وقف إطلاق النار لم تتوقف بعد».

وكشف بن زبع أنه « تلقى اتصالا ومناشدة من الصليب الأحمر الدولي بحاجتهم لمساعدة من اللجنة الرئاسية لتأمين دخول أدوية وغذاء وإسعاف جريح واحد ما زال في دماج»، وقال إن « المنظمة أفادت أن الوضع حرج في دماج ويحتاجون إلى المساعدة ووعدهم بالتواصل والتنسيق مع الجانبين ومع السلطة المحلية في صعدة لتأمين دخول فريق المنظمة الدولية إلى دماج لتقديم المساعدة الإنسانية في أقرب وقت ممكن».