الائتلاف يحذر من مجازر في جنوب دمشق.. و«الحر» يشن معركة تخفيف الحصار عن المعضمية

الأكراد يتقدمون في رأس العين.. والنظام يستهدف ريف حماه بالبراميل المتفجرة

TT

واصلت قوات النظام السوري، أمس، حملتها على أحياء دمشق الجنوبية وريفها الغربي، بحسب ما أعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، بالتزامن مع بدء «الجيش السوري الحر» معركة جديدة لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام.

وأوضح الائتلاف في بيان له أن «النظام السوري حشد عشرات الدبابات وأعدادا كبيرة من الجنود وأفراد الشبيحة (ميليشيات موالية للنظام) في هجوم غير مسبوق باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة»، محذرا كذلك من «ارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين المحاصرين في تلك المناطق، تتويجا للحصار الخانق المستمر منذ عام تقريبا، الذي حرم المدنيين من الكهرباء والماء والغذاء والدواء».

وطالب الائتلاف «بتكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، وحتى البدائية، في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري المطالب بالحرية».

في موازاة ذلك، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في منطقة دروشا وتل الكابوسية واللواء وحاجز 68 في منطقة خان الشيح في ريف دمشق، في حين أفادت شبكة «سانا الثورة» بأن «الجيش الحر» بدأ معركة جديدة سماها «معركة الصافات»، يسعى من خلالها لتخفيف ضغط الحصار على مدينة معضمية الشام، والسيطرة على الحواجز النظامية المنتشرة على جسر السلام الرابط بين دمشق والقنيطرة. وقالت «شبكة شام» إن القوات النظامية قصفت مدن وبلدات خان الشيح ومعضمية الشام ويبرود وداريا في ريف دمشق.

من جهته، أشار المجلس المحلي لمدينة داريا إلى أن «المدينة تشهد قصفا متقطعا بالمدفعية الثقيلة من المواقع التابعة للفرقة الرابعة يستهدف أحياء المدينة، بينما تشهد جبهات المدينة عمليات قنص متقطعة بين الجيشين الحر والنظامي، وذلك في ظل أوضاع إنسانية مأساوية تعيشها المدينة».

وفي العاصمة دمشق أيضا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية وكتائب المعارضة في بلدة السبينة بريف دمشق الجنوبي، وذلك لليوم الرابع على التوالي، وسط الحملة العسكرية الكبيرة التي يحاول النظام من خلالها استعادة سيطرته على المناطق الجنوبية من العاصمة وريفها.

كما شنّ الطيران الحربي غارتين جويتين على البلدة بالتزامن مع قصف عنيف باستخدام المدفعية الثقيلة، وتركز القصف على الطريقين اللذين يصلان السبينة بحيي الحجر الأسود والعسالي جنوب دمشق.

وكانت القوات النظامية تمكنت من التوغل في منطقة جمعيات السبينة والسيطرة على بعض المباني العالية التي تمركز عليها عدد من القناصين. من جهة أخرى، تعرضت كل من بلدات الحجيرة وحجيرة البلد ويلدا في بلدات الريف الجنوبي إلى قصف مدفعي وصاروخي عنيف، دون التأكد من وقوع إصابات.

كذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في ريف دمشق الغربي، على أطراف مخيم خان الشيخ للاجئين الفلسطينيين وفي منطقة دروشا القريبة منها. وأفاد ناشطون بأن «مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من أوتوستراد مستشفى السلام من جهة مخيم خان الشيخ».

وبالتزامن مع ذلك، تعرضت أطراف المخيم والحارة الشرقية منه إلى قصف عنيف من قبل قوات النظام باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات بين المدنيين.

وعلى صعيد الصراع بين القوات الكردية والمقاتلين الإسلاميين شمال سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي على عدة قرى ونقاط عسكرية، في ريف مدينة رأس العين، عقب اشتباكات بين مقاتلي وحدات الحماية من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من جهة أخرى.

كما أشار المرصد إلى مقتل مقاتلين من وحدات «حماية الشعب الكردي» في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية على حاجز قرية مشرافة بريف مدينة رأس العين. وفي حماه، قصفت المروحيات الحربية النظامية مدينة كفرزيتا في ريف حماه الشمالي بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية، دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات حتى الآن.

وكانت المدينة تعرضت لثلاث غارات جوية جرى استخدام البراميل المتفجرة فيها، مما أودى بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل وسقوط عدد كبير من الجرحى. كما شهدت أطراف مدينة اللطامنة في الريف الشمالي أيضا قصفا جويا بالبراميل المتفجرة، وقصفت مدفعية النظام قريتي ربدة وعرفة في الريف الشرقي.

وفي سياق آخر، نشر ناشطون صورة لقائد الجيش الحر السابق رياض الأسعد على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ميتا، مع تعقيب بأنه قُتل مع عدد من العناصر لم يُعرف عددهم، نتيجة غارة جوية نفذتها الطائرات النظامية على بلدة ربيعة، المتاخمة للحدود العراقية، وفق ما ذكرت وكالة «روسيا اليوم». وكان الأسعد فقد رجله اليمنى في دير الزور، عندما كان يتفقد بعض كتائب الجيش الحر.