كيري في الرياض اليوم وواشنطن تصف السعودية بـ «شريك غاية في الأهمية»

المتحدث باسم الخارجية السعودية لـ «الشرق الأوسط» : الزيارة سريعة

TT

يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري من السعودية اليوم جولة خارجية جديدة في المنطقة تشمل خمس دول عربية فضلا عن إسرائيل وبولندا.

وقال أسامة النقلي، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السعودية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة وزيرة الخارجية الأميركي للسعودية ستكون سريعة، وسيستقبله الأمير سعود الفيصل في القاعدة الجوية حيث سيناقشان مجمل الأوضاع في المنطقة العربية، مشيرا إلى أنه سيجري عقد مؤتمر صحافي في ختام مباحثات وزير الخارجية الأميركي. ويتوقع أن يبحث الأمير سعود الفيصل مع كيري، جملة من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، يتقدمها الملف السوري، وذلك خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي إلى العاصمة الرياض اليوم.

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن كيري سيبدأ الجولة (اليوم) من الرياض، حيث سيجري محادثات مع القيادة السعودية. وأضافت بساكي: «سيؤكد مجددا الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية نظرا لحجم التحديات التي يجب أن يواجهها بلدانا سويا». ووصفت السعودية بأنها «شريك في غاية الأهمية في ملفات مثل سوريا أو إيران، وأنه الوقت المناسب لقيام وزير الخارجية بزيارة». وتابعت أن جولة كيري تستمر من الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وحتى الحادي عشر من الشهر نفسه وتشمل إلى جانب السعودية أربع دول عربية وإسرائيل وبولندا.

ويقول خبراء في الشأن السياسي إن زيارة كيري تستهدف طمأنة السعودية بشأن السياسة الأميركية حيال ملفات إقليمية، والتأكيد على الشراكة الاستراتيجية مع المملكة.

وقال عبد العزيز بن صقر المحلل السياسي، إن المملكة بعثت بثلاث رسائل واضحة حول ما يجري في المنطقة وضعف التجاوب فيما تتعرض له سوريا من مذابح، كذلك عدم رغبتها تولي مهامها بعد حصولها على الموافقة للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، لأن ذلك يتعارض مع دور المملكة في المنطقة وما تقوم به الولايات المتحدة في مجلس الأمن حيال القضايا العربية، خاصة أن الولايات المتحدة تربطها علاقة مع المملكة منذ عام 1930 ولا تكون لديها رؤية واضحة في هذه القضايا أو توافق على هذه المواقف. ولفت صقر إلى أن عدم الرضا من المواقف الأميركية في سوريا وتطورات الوضع في مصر، سيكون محور اللقاء بين الأمير سعود الفيصل ونظيرة الأميركي، إضافة إلى المفاوضات الحالية بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية إيران حول «الملف النووي» وغير المحدد بتوقيت معلن يتم توقف هذه المفاوضات، خاصة وأن المملكة ودول الخليج لم تطلع على تفاصيل هذا التقارب، الأمر يعتبر اندفاعا على حساب أطراف متعددة في المنطقة.

وأشار المحلل السياسي،إلى أن زيارة كيري، تأتي لطمأنة السعودية في المقام الأول، ومن ثم محاولة فهم أعمق للمواقف التي تخص السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ من غير المنطقي أن تكون هناك علاقات استراتيجية وتعترض الولايات المتحدة على تسليح الثوار في سوريا، وتنحصر القضية في «السلاح الكيماوي».

من جهته رجح الدكتور صدقة فاضل، الخبير الاستراتجي، أن تتناول الزيارة عددا من الملفات، إلا أن الملف السوري سيكون على قائمتها، بالإضافة إلى ما يجري في مصر، إلى جانب ما بات يشكله تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة من قلق، سواء في العراق أو سوريا وشمال البحر الأبيض المتوسط.

وأشار فاضل إلى أن كيري وخلال زيارته للمملكة سيحاول التأكيد على أن السياسات الأميركية الجديدة لن تتعارض مع مصالح حلفائها في المنطقة.

من جهته قلل الدكتور عبد الله العسكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى، من أهمية ما يحمله وزير الخارجية الأميركي الذي سيدافع عن توجهات بلاده الحالية، لكنه أكد أن الأهم هو ما ستطرحه السعودية على طاولة الوزير الضيف، كالملف السوري والوضع في مصر الذي أصبح واقعا ومن الصعب تجاهله. وأردف العسكر أن الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا سيكون حاضرا، وتوقع العسكر أن تناقش لجنة الشؤون الخارجية خلال اجتماعها القادم زيارة كيري وبحث نتائج هذه الزيارة، إذ من المتوقع طرحها من قبل أحد أعضاء مجلس الشورى في الجلسة المخصصة للشأن العام، مشددا على أن الحكومة الأميركية لن تدير ظهرها لمصالحها في المنطقة أو تدخل في خلاف على بعض القضايا مع المملكة التي تعد حليفا استراتجيا لها في المنطقة.