واشنطن تشكك بصحة «جردة» الأسلحة الكيماوية التي قدمها النظام

مؤشرات على رغبة دمشق في الاحتفاظ بترسانتها

TT

تساور الولايات المتحدة شكوك بشأن صحة المعلومات التي قدمها النظام السوري لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن ترسانته من الأسلحة الكيماوية.

وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سمانتا باور في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن واشنطن تواصل التثبت من صحة جردة الأسلحة الكيماوية التي قدمتها سوريا للمجتمع الدولي وأيضا من برنامج إزالة هذه الترسانة.

وقالت باور إثر اجتماع لمجلس الأمن خصص للأسلحة الكيماوية السورية «لا يزال هناك عمل لا بد من القيام به للتأكد من أن لائحة المواقع الرسمية التي سلمتها الحكومة السورية شاملة وأن العملية تجري بشكل صحيح خصوصا مرحلة التدمير التي تبدو معقدة جدا».

وكانت سوريا سلمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وثيقة من 700 صفحة تتعهد فيها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بتدمير كامل مخزونها الذي يبلغ ألف طن من المواد الكيماوية و290 طنا من الأسلحة الكيماوية.

وأوضحت الدبلوماسية الأميركية أن الخبراء الأميركيين يواصلون درس هذه الوثيقة «التقنية جدا». وأضافت: «بالطبع ستسمعون صوتنا في حال اكتشفنا عدم تطابق أو اختلافات كبيرة». وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) ختمت كل الأسلحة الكيماوية السورية بالشمع الأحمر وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن كل مواقع إنتاج هذه الأسلحة لم تعد صالحة للاستخدام. ورحبت الولايات المتحدة بما أنجز حتى الآن معربة عن الأمل بأن تجري عملية التدمير ضمن المهل المحددة أي قبل نهاية يونيو (حزيران) 2014. وتابعت باور: «بعد سنوات من التعاطي مع هذا النظام وسنوات من الكذب في مجالات أخرى والكثير من الوعود التي لم يتم الالتزام بها خلال هذه الحرب فإن الولايات المتحدة تبقى بالطبع متشككة».

وكررت الدبلوماسية الأميركية القول: إن بشار الأسد غير مؤهل شرعيا لقيادة سوريا رغم وعده بتدمير كل ترسانته من الأسلحة الكيماوية. وتابعت: «إن شخصا يقتل شعبه بالغاز ويستخدم صواريخ سكود وكل أنواع الرعب ضد شعبه ليس في موقع يتيح له الاهتمام بهذا الشعب. إن هذا الاتفاق ينزع من الأسد ومن قواته سلاحا استخدموه للتفوق العسكري. وهذا شيء لم يكن يرغب فيه ولا هو يخدم مصالحه».

وأكد مسؤولون أميركيون كبار لوكالة الصحافة الفرنسية طالبين عدم نشر أسمائهم أن بعضا من أركان النظام السوري يسعى للحفاظ على الترسانة الكيماوية السورية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين «هناك مؤشرات تظهر أن بعض العناصر داخل النظام السوري يريدون الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيماوية».

ولكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بفريق المفتشين الدوليين وفي حال تبين أن سوريا لم تحترم التزاماتها عندها سيتم تشغيل «القنوات الدبلوماسية».

بدوره قال مسؤول في دولة غربية إنه لا تزال هناك «شكوك» حول ما إذا كانت سوريا قد صرحت عن كامل ترسانتها الكيماوية، مضيفا: «لكننا سنترك منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقوم بعملها». وفي نهاية اجتماع مساء أول من أمس لم تعلق سيغريد كاغ رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة حول احتمال أن يكون النظام السوري أخفى أسلحة كيماوية. وقالت: «إن هذه البعثة تعمل في إطار التفويض الذي أعطي لها وتعمل على أساس الإعلان السوري الذي سلم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية».