قتلى بانفجار في دمشق.. و«الحر» يسيطر على مخازن ضخمة للأسلحة بريف حمص

استهداف فرع المخابرات الجوية في السويداء وأنباء عن مقتل رئيسه

سوريون متجمعون أمام مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي في ساحة الحجاز بعد انفجار أودى بحياة ثمانية أشخاص (أ.ف.ب)
TT

هز انفجار أمس ساحة الحجاز بوسط العاصمة السورية دمشق، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام سورية رسمية، تزامنا مع انفجار آخر استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية. وبعد معارك مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، أعلن «الجيش السوري الحر» أمس سيطرته على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية في محافظة حمص.

في دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «عبوة ناسفة انفجرت في ساحة الحجاز الواقعة أمام مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن «إرهابيين» زرعوا العبوة الناسفة، فيما لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى سقوط قذائف هاون في محيط ساحة الحجاز، مشيرا إلى «مقتل أربعة أطفال من جراء الحادث».

وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، قال ناشطون إن «سيارات الإسعاف والإطفاء والدوريات الأمنية انتشرت في المنطقة، وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى ساحة الحجاز».

وفي موازاة تفجير دمشق، أعلنت قناة «الإخبارية السورية» التابعة للنظام أن «تفجيرا إرهابيا وقع في مدينة السويداء جنوب سوريا وسط معلومات عن ضحايا وأضرار مادية». فيما أشار ناشطون إلى أن الانفجار وقع بالقرب من مبنى المخابرات الجوية في المدينة التي تقطنها غالبية درزية. وبحسب ناشطين، فإن «استهداف الفرع نفذ بسيارة مفخخة مما أدى إلى مقتل ضابطين برتبة عالية من فرع الأمن الجوي في السويداء وثمانية عناصر من الفرع».

ورجح «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن «يكون من بين القتلى في الانفجار رئيس فرع أمن المخابرات الجوية الرائد أسد عبدو»، في حين أوردت صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تشير إلى أن كتيبة «مغاوير السويداء» التابعة للجيش الحر تقف وراء العملية.

ويعتبر هذا التفجير الأول من نوعه الذي يستهدف مقرا أمنيا تابعا للنظام في السويداء، خصوصا وأن المدينة تشهد هدوءا تاما بحكم الغالبية الدرزية التي تعيش فيها والتي اتخذت منذ بداية الأزمة السورية موقفا أقرب إلى الحياد.

وفي محافظة حمص، وسط سوريا، سيطر مقاتلون معارضون على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية بعد معارك مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، واستولوا على كميات من الأسلحة، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى «سقوط ما لا يقل عن خمسين قتيلا في معارك عنيفة انتهت بسيطرة المقاتلين وبينهم جهاديون، على المستودعات التي تعد من الأكبر في سوريا». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن «المقاتلين الذين سيطروا على المستودعات هم من جبهة (النصرة)، مدعومين بمقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومقاتلي (الكتيبة الخضراء) التي تعرف باسم (كتيبة الاستشهاديين)، ومقاتلي كتيبة مغاوير (بابا عمرو) وكتائب مقاتلة أخرى».

وأشار إلى أن «المقاتلين استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من المستودعات التي تتألف من نحو 30 مبنى ومخزنا». وأوضح عبد الرحمن أن «المعارك العنيفة اندلعت إثر تفجير رجل من جبهة النصرة عربة مدرعة مفخخة داخل مستودعات الأسلحة، في حين استخدمت القوات النظامية سلاح الطيران وصواريخ (أرض - أرض) في محاولة لصد هجوم المقاتلين».

وتنبع أهمية هذه المستودعات التي تقع إلى الجنوب من بلدة مهين في الريف الجنوبي الشرقي لحمص، من كونها تضم كميات ضخمة من الذخيرة، فضلا عن وقوعها على الطريق المؤدية إلى منطقة القلمون بريف دمشق. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مخافر لقوات النظام في منطقة «المحسا».

على الصعيد الإنساني، اتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» النظام السوري بالوقوف وراء الأزمة الإنسانية في سوريا من خلال القصف المركز والحصار الخانق ومنع وصول الدواء والغذاء إلى مناطق واسعة.

وأشار الائتلاف في بيان صادر عنه أمس إلى أن «النظام السوري يستهدف الأطفال من خلال حملات ممنهجة أسفرت بحسب تقارير منظمات حقوقية عن موت أكثر من 10 آلاف طفل وطفلة منهم قرابة 400 رضيع، سقط عدد كبير منهم في عمليات إعدام ميدانية، فيما لا يزال يرزح في السجون النظامية قرابة 10 آلاف فتى دون الثامنة عشرة يعانون من أفظع أنواع التعذيب والتنكيل، قتل منهم قرابة 80 طفل تحت التعذيب».