«إخوان سوريا» يشهرون حزبا سياسيا في إسطنبول الثلاثاء.. ومنصب نائب رئيسه لمسيحي

البيانوني لـ «الشرق الأوسط»: توجهه وطني ليبرالي بمرجعية إسلامية

علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لـ«إخوان سوريا» السابق
TT

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا انتهاء المشاورات السياسية بين مختلف مكوناتها لإطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم «الحزب الوطني للعدالة والدستور»، والمعروف اختصارا باسم «وعد» أسندت رئاسته للدكتور محمد وليد، وهو طبيب عيون من محافظة اللاذقية على الساحل السوري، بحسب القيادي علي صدر الدين البيانوني (أبو أنس) المراقب العام لـ«إخوان سوريا» السابق. وقال البيانوني في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» في تركيا أمس، إن الإعلان رسميا عن ميلاد هذا الحزب سيتم في إسطنبول يوم الثلاثاء المقبل. وأكد أن نائب رئيس الحزب سيكون لشخصية مسيحية. وقال إنه شخصيا مدعو لحضور اجتماعات إشهار الحزب الجديد في إسطنبول الثلاثاء.

وقال أبو أنس، إن اجتماعات الهيئة التأسيسية للحزب اتفقت على أن ثلث أعضاء الحزب سيكون لأعضاء من «الإخوان»، والثلث الآخر من الإسلاميين، والثلث الباقي من شخصيات وطنية ليبرالية. وأكد أنه حزب وطني ليبرالي مفتوح لكل فئات الشعب، ولكن بمرجعية إسلامية.

وحصرت الجماعة مبادئ الحزب في عشر نقاط، تتمحور حول مفاهيم الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والآليات الديمقراطية، والمرجعية الإسلامية، وتبني أهداف الثورة، والتمسك بوحدة الشعب والأرض السورية، وتبني القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والانفتاح على العالم الخارجي بما يحقق مصالح سوريا ويدعم سيادتها.

وأعلن الحزب تبنيه نموذج النظام البرلماني بما يحقق العدالة والتنمية على كل المستويات، وتعهد بضمان الفصل بين السلطات وتحقيق استقلال القضاء ونزاهته، كما تعهد بالاهتمام بقضايا المرأة والشباب. وأضاف البيانوني لـ«الشرق الأوسط»: «اتفق القائمون على الحزب على الالتزام بمبادئ الحياة الحرة والديمقراطية لأبناء شعبنا ولا استقصاء لأحد».

والحزب الجديد بحسب المقربين من «إخوان سوريا» يهدف إلى «نصرة المظلوم وإحقاق الحق والوقوف مع الضعيف حتى يقوى، وإعادة جميع الحقوق لكل مكونات الشعب السوري على مختلف القوميات والإثنيات دون تمييز، وتعويض المتضررين».

وذكرت الجماعة في بطاقة تعريفية بالحزب، أن وسائل الحزب لتحقيق هذه الأهداف الوسائل الديمقراطية والأيادي النظيفة والوعي الفكري والثقافي والسياسي عبر إنشاء مراكز بحث ودراسات استراتيجية».

يذكر أن المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، محمد رياض الشقفة (أبو حازم)، أعلن في تغريدة على «تويتر»، أن الجماعة ستشكل حزبا سياسيا جديدا يرسخ مفهوم المواطنة دون تهميش أو إقصاء.

وجرى التحضير للحزب في شهر يونيو (حزيران) الماضي، في مؤتمر ضم أكثر من 100 شخصية سياسية سورية، وجرى خلاله صياغة مبادئ الحزب وأهدافه وإقرار النظام الداخلي، إضافة إلى انتخاب رئيسه ونائب رئيسه والأمين العام له والهيئة التنفيذية فيه والمكونة من 11 عضوا.

وذكرت مصادر من «إخوان سوريا»، أن منصب نائب رئيس الحزب سيكون لنبيل قسيس، المنتمي إلى المسيحية، على أن يضم الحزب في صفوف هيئته التنفيذية عددا آخر من المسيحيين وشخصيات علوية وكردية، في حين ستكون لجماعة الإخوان المسلمين نسبة مؤثرة فيه تبلغ الثلث، بينما يتولى القيادي الإخواني محمد حكمت وليد رئاسة الحزب.

ونشأ رئيس الحزب في اللاذقية وتخرج في كلية الطب بجامعة دمشق وأكمل دراسة الطب في بريطانيا، ونقلت الوكالة أن مؤسسي الحزب يؤكدون تبني سياسة الحزب المفتوح لكل مكونات الشعب السوري دون تهميش أو إقصاء.