القوات النظامية تستعيد بلدة السبينة وتقطع إمداد المعارضة إلى جنوب دمشق.. وتقدم كردي بحلب

منظمة حظر السلاح الكيماوي: فتشنا 22 موقعا من أصل 23 معلنة

TT

استعادت القوات النظامية السورية السيطرة بالكامل أمس على بلدة السبينة جنوب دمشق، بعد أن كانت خاضعة لسيطرة المعارضة وتشكل طريق إمداد حيويا إلى جنوب العاصمة، في موازاة إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تفتيش الخبراء المكلفين تدمير الترسانة الكيماوية السورية 22 موقعا من أصل 23 موقعا معلنا من قبل سوريا.

وأفادت المنظمة في بيان صادر عنها أمس بأنها «فتشت بواسطة كاميرات أحد موقعين كانت تجنبتهما من قبل لأسباب أمنية»، لترتفع بذلك حصيلة المواقع التي فتشتها «البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة إلى 22 موقعا». ولفتت إلى أن «التحقق من الموقع جرى بمساعدة كاميرات محمية شغلها موظفون سوريون بإشراف فريق التفتيش»، موضحة أن «الموقع الجغرافي للمكان وساعة تسجيل الصور والصور بحد ذاتها تم التحقق من صحتها».

وذكرت المنظمة الدولية أنه «طبقا للتصريحات السورية، كان الموقع مفككا وخاليا منذ فترة طويلة ويحمل مبناه الخالي آثار أضرار كبيرة نتيجة المعارك».

في موازاة ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية، مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، استعادت سيطرتها على بلدة السبينة المحاصرة منذ نحو عام، موضحا أنها كانت تشكل خط إمداد رئيسا لمقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية لدمشق، حيث تدور معارك يومية في محاولة من النظام للسيطرة على معاقل المعارضة المسلحة.

وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن انسحاب «الجيش السوري الحر» جاء بعد «معارك استمرت لمدة تسعة أيام على التوالي بينه وبين قوّات النظام المدعومة بمسلحي حزب الله وميليشيا لواء أبي الفضل العباس»، في حين نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها الكاملة على بلدات السبينة الكبرى والسبينة الصغرى وغزال في ريف دمشق بعدما قضت على آخر تجمعات الإرهابيين فيها».

وفي حين أبدى ناشطون معارضون خشيتهم على حياة المدنيين في البلدة بعد اقتحامها من قبل القوات النظامية وتعرّضها لقصف جوّي ومدفعي عنيف، أشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إلى «خلافات بين المقاتلين (المعارضة) تتيح للقوات النظامية التقدم في الفترة الماضية»، علما أن الأخيرة نجحت في استعادة سيطرتها الأسبوع الفائت على مدينة السفيرة الاستراتيجية بريف حلب، شمال سوريا.

وعزا مقاتلون من المعارضة انسحابهم من السبينة إلى ما سموه بـ«تخاذل» كتائب مقاتلة في الريف الجنوبي عن تقديم الدعم والمؤازرة للوحدات المقاتلة في البلدة.

وفي ريف دمشق الغربي، دارت صباح أمس اشتباكات عنيفة على الجهة الشمالية الغربية من مدينة المعضمية، بعد حشد القوات النظامية تعزيزات إضافية تمهيدا لاقتحامها. وتعرضت المدينة وفق ناشطين، لقصف عنيف من قبل مقرّات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري القريبة من المدينة، في ظل حصار مطبق مستمر منذ أشهر على المدينة.

من ناحيتها، نفت تنسيقية بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما تم تداوله أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لناحية سعي أهالي البلدة إلى عقد «هدنة» مع النظام. وقالت إن التنسيقية «هي الناطق الرسمي والوحيد باسم البلدة»، معتبرة أن «هذه الشائعات هي فتنة من قبل النظام والهدف منها نشر العداوة والبغضاء بين الناس». وذكرت التنسيقية، في بيان على صفحتها الشخصية على «فيس بوك»، أن «ما جرى هو أنّ عددا من شبان البلدة الذين لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يتجاوز عددهم السبعة لجأوا إلى عقد مصالحة مع أطراف في النظام بشكل سرّي ومن دون علم باقي أهالي البلدة، وقد تم نفي هؤلاء الأشخاص إلى خارج البلدة».

وفي درعا، سقط عدد من الجرحى اليوم إثر قصف نظامي عنيف، فيما تعرّضت كل من بلدات بصرى الشام والمسيفرة وعتمان والنعيمة وغباغب بريف درعا إلى قصف مدفعي متقطع. وفي الجبهة الشرقية من مدينة إنخل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية، بالتزامن مع تعرض المدينة إلى قصف مدفعي عنيف.

وفي حلب، أفاد المرصد السوري بأن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي تابعوا تقدمهم الميداني أمس، حيث سيطروا على قريتين في غرب مدينة تل تمر، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة. وكانت وحدات حماية الشعب الكردي قد سيطرت يوم أول من أمس على قرية غيبش وقرية تل شاميران التي تقطنها غالبية آشورية.

من جهة أخرى، صادرت الشرطة التركية أمس شحنة كبيرة من الأسلحة في مدينة أضنة (جنوب) الواقعة بالقرب من الحدود السورية، وفق ما أعلنه والي أضنة حسين عوني جوش أمس، مشيرا إلى «مصادرة 1200 رأس صاروخ في آلية ثقيلة في عملية ضد تهريب المخدّرات».

وأكد، في تصريح، أن «تحقيقا جاريا لتحديد المكان الذي كانت تنقل إليه الأسلحة»، ولفت إلى توقيف أشخاص من دون أن يوضح عددهم أو جنسيتهم، مؤكدا أن «كل الفرضيات تدرس، وكانت الشحنة مرسلة على ما يبدو إلى خارج الحدود التركية»، علما أن أضنة تقع على بعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود السورية.