اليمن: المواجهات المسلحة في دماج تعود.. والجيش يعلن الحياد

مصادر طبية تعلن سقوط أكثر من 53 قتيلا و200 جريح من السلفيين بينهم أطفال ونساء

TT

فشلت هدنة غير معلنة لساعات في وقف القتال الدائر في دماج شمال اليمن، حيث تواصلت لليوم العاشر على التوالي الاشتباكات المسلحة العنيفة في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن، بين الأقلية السلفية هناك وجماعة الحوثيين الشيعية التي تسيطر على صعدة، في حين تعيش العاصمة صنعاء مخاوف من انتقال الصراع إليها مع وجود الكثير من المراكز والمساجد التابعة للسلفيين والحوثيين.

وقال مصدر محلي في منطقة دماج لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحوثيين قصفوا أمس (الخميس) بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون منازل السلفيين بينها سكن مركز دار الحديث وسط دماج دون وقوع أي إصابات»، مشيرا إلى أن الحوثيين خرقوا الهدنة أكثر من مرة كان آخرها مساء الأربعاء بعد لقاء لجنة الوساطة الرئاسية مع شيخ دار الحديث بدماج الشيخ يحيى الحجوري، حيث قصفوا المنطقة بالرشاشات والمدافع فور مغادرة اللجنة من المنطقة.

وتشهد العاصمة صنعاء مخاوف من انتقال الصراع بين السلفيين والحوثيين إليها، حيث شدد السلفيين من إجراءات حماية مراكزهم ومساجدهم في صنعاء، بعشرات المسلحين، إضافة إلى وضع الكتل الخرسانية أمام المساجد، كما هو الحال في مسجد السنة في منطقة سعوان شرق صنعاء. وتأتي هذه الإجراءات تخوفا من أي هجمات للحوثيين الذين ينشطون في مناطق شمال صنعاء.

وقتل في دماج جراء المواجهات أكثر من 53 شخصا بينهم أطفال ونساء، بحسب إحصائية خاصة بـ«الشرق الأوسط»، في حين لم يعرف عدد قتلى وجرحى الحوثيين بسبب تكتمهم حول ذلك. وأعلن مستشفى دماج الريفي عن وصول عدد الجرحى إلى أكثر من 200 شخص، بينهم تسع نساء و30 طفلا، في حين تضرر 160 منزلا، بينهم ستة مساجد ومركزان صحيان. وقال المركز الطبي التابع للسلفيين في بيان صحافي تلفت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «أكثر من 2000 امرأة وطفل لجوء إلى أماكن تحت الأرض، هربا من الصواريخ والقذائف المدفعية، في حين هناك المئات لا يزالون يحتمون بمنازلهم».

إلى ذلك، وضع السلفيون عبر زعيمهم رئيس دار الحديث بدماج الشيخ يحيى الحجوري إضافة إلى مشايخ ووجهاء أهل دماج ثلاثة شروط قبل النقاش حول نشر الوحدات العسكرية. وأكد بيان صدر أمس (الخميس) عن الحجوري ومشايخ دماج ردا على مقترحات طرحتها اللجنة الرئاسية عليهم الأربعاء الماضي، أهمية إيقاف إطلاق النار من قبل الحوثيين، ووضع رقابة، وفك الحصار، قبل النقاش في موضوع مجيء قوات الجيش ومراكز تموضعها باستثناء البراقة المطل على دماج. وأشار البيان إلى موافقتهم على الآلية الرئاسية التي كانوا وقعوها قبل أشهر مع الحوثيين، والتي تنص على أن يكون جبل البراقة في أيدي أهالي دماج، متهما الحوثيين بنقض هذه الآلية بقصفهم المنطقة بشتى أنواع الأسلحة.

وعلى صعيد متصل، أعلن مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع، أن وحدات الجيش المرابطة في محافظة صعدة تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في المحافظة وفقا لمهامها وواجباتها العسكرية المحددة في القانون والدستور في حماية أبناء المجتمع والسلم الاجتماعي، موضحا أن الوحدات العسكرية تقوم بالانتشار في المواقع والنقاط المستحدثة في دماج بين السلفيين والحوثيين، وبحسب قرار اللجنة الرئاسية المكلفة حل مشكلة دماج وبصورة تضمن وقف إطلاق النار وعدم تكرار ما حدث بين طرفي النزاع في المنطقة. وقال المصدر بحسب موقع وزارة الدفاع اليمنية: «إن القوات المسلحة تعمل جاهدة على إنهاء الصراع بين الطرفين دون التدخل أو دعم أي طرف كما روجت له بعض المواقع الإخبارية من أنباء كاذبة لا أساس لها من الصحة وتفتقد المصداقية. وكانت مصادر سلفية أعلنت قبل أيام أن الحوثيين يشنون الحرب عليهم بالاستعانة بقوات من الجيش المرابطة في منطقة دماج، إضافة إلى استخدامهم الأسلحة الثقيلة الخاصة بالجيش اليمني.