50 قتيلا في تحطم طائرة «بوينغ» خلال رحلة داخلية بروسيا

موسكو تنعى ضحايا الحادث وتبحث مجددا في حالة أسطولها الجوي

TT

بحث خبراء روس، أمس، عن أدلة بين حطام طائرة الركاب المتفحمة من طراز «بوينغ 737»، التي تحطمت أثناء محاولة الهبوط في مطار كازان، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها، وعددهم 50 شخصا.

وأفاد مسؤولون روس بأنه يجري بحث ما إذا كان حادث تحطم الطائرة، أمس، ناجما عن خلل فني أو خطأ من الطيار.

وقال خبراء الأحوال الجوية إن الطقس كان جيدا وقت وقوع الحادث. وكانت الطائرة التابعة لشركة الطيران «تترستان آيرلاينز» في رحلة من موسكو إلى كازان، على بعد نحو 800 كيلومتر جهة الشرق، عندما تحطمت بعد محاولة للهبوط. وزار كثير من المشيعين مكان الحادث، وترك بعضهم الزهور الحمراء دليلا على الاحترام، بينما أشعل آخرون الشموع.

وسلط الحادث الضوء على قضايا السلامة الجوية في روسيا، مع استعدادها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، فبراير (شباط) المقبل. وتحطمت الطائرة التابعة لشركة طيران تتارستان الروسية الآتية من موسكو, مساء أول من أمس، في مطار كازان، واشتعلت فيها النيران قبل أن تنفجر. وقضى ركابها إضافة إلى أفراد طاقمها الستة جميعهم في الحادث. وبيّن الضحايا أحد أبناء رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف ورئيس أجهزة الأمن الروسية في هذه الجمهورية ألكسندر أنطونوف، إضافة إلى بريطانية وأخرى أوكرانية, بحسب اللائحة التي نشرتها وزارة الحالات الطارئة، أمس. وعُثر على الصندوقين الأسودين, لكن أضرارا جسيمة لحقت بهما, كما أعلنت اللجنة الحكومية الجوية، أمس.

وأوضحت لجنة التحقيق الروسية أن الطائرة سقطت «عموديا على الأرض على مدرج الهبوط، ثم انفجرت». وأعلن المتحدث باسمها أن فرضية العطل التقني والخطأ في القيادة مرجحة. وروى مراقب جوي في كازان أن قائد الطائرة أبلغه، قبل ثوان من حادث التحطم, أنه يتعذر على الطائرة الهبوط، وأنه سيحاول مرة أخرى. وأعلن كيريل كورنيشين لموقع معلومات «لايفنيوز. رو» أن «آخر كلمات قائد الطائرة كانت: سنقوم بمحاولة ثانية, لسنا في وضع هبوط». وأضاف: «تحطمت الطائرة بعد 10 إلى 15 ثانية».

وأعلن أحد العاملين في أجهزة الإنقاذ رافضا الكشف عن هويته بحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس», أن رسالة قائد الطائرة «تعني على الأرجح أنه كانت هناك مشكلة تقنية.. ما المشكلة؟ هذا ما لم يحدده أفراد الطاقم».

وأعلنت المتحدثة باسم شركة «تتارستان»، غولناز مينيخانوفا، أنه لم يجرِ رصد أي شيء أثناء عمليات الصيانة التي أجريت على الطائرة. وأضافت أن الطيارين يتمتعون بأكثر من 20 سنة خبرة.

وقال مصدر في وكالة «روسافياتسيا» الفيدرالية لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء إن آخر معاينة للطائرة تعود إلى مارس (آذار) 2012. لكن عددا من الأشخاص الذين استقلوا الطائرة نفسها, رووا لوسائل الإعلام الروسية أنهم أحسوا بالخوف على متنها.

وكتب غريغوري بوساريف أحد ركاب رحلة كازان - موسكو، أمس، على الإنترنت أن «الطائرة كانت تواجه مشكلات في رحلة الذهاب, كادت تتحطم في موسكو».

وبحسب وسائل إعلام وموقع متخصص, فإن طائرة «بوينغ 737 - 500» استخدمت طيلة 23 عاما من قبل سبع شركات طيران في الإجمال, وتعرضت لحادث خطير في البرازيل، في عام 2001.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2001، تعرضت لحادث خطير لدى هبوطها في مطار بيلو أوريزونتي في البرازيل, بحسب وكالة «إيتار تاس» الروسية نقلا عن وسائل إعلام برازيلية. والطائرة التي كانت تقل 108 ركاب, لامست الأرض قبل وصولها إلى المدرج، فارتفعت مجددا ثم عادت فارتطمت بالأرض بقوة، مما أدى إلى تحطم جزء من عجلات الهبوط. وخضعت لاحقا لعمليات إصلاح كبيرة، قبل العودة إلى الخدمة.

وقامت الطائرة بأول رحلة لها في 1990 لحساب شركة «أورالير أوريزون» الفرنسية التي جرت تصفيتها في 2005، ثم من قبل «إير فرانس» لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تنتقل إلى شركة الخطوط الجوية الأوغندية طيلة قرابة خمسة أعوام, بحسب موقع «إيرفليتس. إف آر». وخدمت لاحقا ثلاثة أعوام في شركة «ريو سول» البرازيلية قبل أن تستخدمها شركة «بلو إير» الرومانية، ثم شركة الخطوط الجوية البلغارية، وأخيرا انتقلت بموجب عقد إيجار إلى شركة الخطوط الجوية في تتارستان. وأعلن ديفيد ليرماونت من مجلة «فلايت غلوبال» المتخصصة لوكالة الصحافة الفرنسية، أن عدد مستخدميها «يفوق المعدل بكثير بالنسبة لطائرة بهذا العمر», مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا ينبغي أن يكون ذلك سبب الحادث، لأن الصناعة الجوية «تخضع لرقابة مشددة جدا». وحادث كازان هو الأخير في سلسلة حوادث الطائرات في روسيا في السنوات الأخيرة.

وفي السابع من سبتمبر (أيلول), 2011 تحطمت طائرة من طراز «ياك 42» لدى إقلاعها قرب ياروسلاف (300 كلم شمال غربي موسكو)، وقُتل في الحادث 44 شخصا.

وكانت الطائرة تنقل أعضاء فريق التزلج على الجليد بينهم عدد من اللاعبين الأجانب المشهورين عالميا. وأمر الرئيس الروسي في تلك الفترة ديمتري ميدفيديف بإجراء عمليات تدقيق واسعة حول شركات الطيران وأسطولها الجوي.