ميقاتي يدعو الفلسطينيين لتخفيف التجاوزات داخل المخيمات

رئيس الوزراء الفلسطيني من بيروت: المخيمات خاضعة للسيادة اللبنانية

فلسطيني من عرب 48 يرفع علم فلسطين محمولا على الأكتاف من قبل مؤيدين له تظاهروا أمس خارج محكمة إسرائيلية بمدينة حيفا بعد أن حكمت المحكمة عليه وعلى خمس من زملائه بالسجن أدينوا بقتل يهودي مسلح حاول الاعتداء على ركاب حافلة فلسطينيين في عام 2005 (رويترز)
TT

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله من بيروت أمس، أن المخيمات الفلسطينية في لبنان «تخضع للسيادة اللبنانية، وهو ما يؤكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، ورأى أن «الشواذات (التجاوزات) التي تحصل فردية ولا تمثل الفلسطينيين». وجاء تأكيد الحمد الله، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، عقد في السراي الحكومية، في ختام محادثات ثنائية تناولت الوضع في المنطقة والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية. ودعا ميقاتي ضيفه إلى «تخفيف الشواذات داخل المخيمات الفلسطينية»، مؤكدا أنه «شرف لبيروت أن تدافع عن حقوق الفلسطينيين».

وأتت تلك التصريحات بعد أيام على إعلان هوية أحد الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، وهو فلسطيني الأصل، بينما تشير تقارير إعلامية إلى تحركات داخل المخيمات الفلسطينية، على الرغم من تكرار قيادات الفصائل نفيها أي وجود لتنظيم القاعدة داخل المخيمات، مؤكدة أن ما يحصل لا يتعدى كونه «حالات فردية لا علاقة للفلسطينيين بها». وكانت المنظمات الفلسطينية اتخذت مجموعة إجراءات أمنية احتياطية داخل المخيمات، بعد التفجيرات التي هزت مناطق لبنانية، ورفعت وتيرة اتصالاتها مع الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية لتبادل المعطيات.

وحملت زيارة الحمد الله إلى بيروت، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عنوانين «الأول مرتبط بتجديد تأكيد موقف الرئيس الفلسطيني على حياد المخيمات عما يجري في لبنان وسوريا»، بينما يرتبط العنوان الثاني بـ«شرح التطورات المتصلة بالمفاوضات مع الإسرائيليين، واستمرار تل أبيب بسياساتها الاستيطانية».

وثمن ميقاتي التوجيهات الصادرة عن السلطة الفلسطينية للمخيمات «في ما يتعلق بالوضع الأمني فيها، وأن تكون تحت سقف الدولة اللبنانية». وأكد أن ذلك «توجه جيد»، لافتا إلى «أننا طالبنا إخواننا الفلسطينيين بالتخفيف قدر المستطاع من التجاوزات التي تحصل بين الحين والآخر، ويجب أن يكون الأمن شاملا وكاملا».

بدوره، أعلن الحمد الله أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي «لا تزال تراوح مكانها حتى هذه اللحظة»، مشيرا إلى أنه «ليس هناك أي تقدم على أي مسار من المسارات التي تتعلق بقضايا الحل النهائي، كاللاجئين والحدود والأسرى والمياه والقدس وغيرها من المواضيع». وشدد الحمد الله على «أننا ملتزمون بحل الدولتين والمفاوضات حتى نهاية شهر مارس (آذار) 2014، كما نأمل أن تكون هناك حلول، ونأمل من الدول الراعية والولايات المتحدة الأميركية بذل قصارى جهدها حتى نتمكن من تحصيل الحقوق الفلسطينية، وهي إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة حسب القرار 194».

وأشار الحمد الله إلى أنه عرض مع ميقاتي «الممارسات الاستيطانية في فلسطين وما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى وكل المؤسسات الفلسطينية الأخرى»، لافتا إلى أننا «نتبع سياسة الثبات والصمود في وجه هذه التحديات، فالصراع هو صراع أرض، ونحن كحكومة وقيادة فلسطينية نسعى إلى تثبيت المواطن الفلسطيني قدر الإمكان في أرضه، لأنه كما ذكرت هو صراع بقاء».

ومن المتوقع أن يلتقي الحمد الله اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية، لشرح آخر المستجدات المرتبطة بملف المفاوضات. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء الفلسطيني «سيجدد تأكيده على حيادية الموقف الفلسطيني عن تداعيات ما يجري في المنطقة، والتطورات في لبنان وسوريا، وأن الفلسطينيين تحت سلطة القانون اللبناني، وألا تكون المخيمات عامل تدخل في القضايا اللبنانية».