قتلى في زلزال قرب بوشهر الإيرانية .. وسكان شرق السعودية يشعرون بهزة أرضية

ضرب بقوة 5.6 درجة وبعمق 16 كيلو مترا

مشاهد من الأضرار في مدينة برازجان في منطقة بوشهر بعد الزلزال أمس (أ.ف.ب)
TT

شعر سكان عدد من محافظات المنطقة الشرقية في السعودية، وبعض المناطق الساحلية في الخليج، بينها الكويت، عند الساعة 4.51 دقيقة مساء أمس، بهزة أرضية ناتجة عن زلزال وقع في شمال شرقي مدينة بوشهر الإيرانية، حيث بلغت قوة الزلزال 5.6 على مقياس ريختر في منطقة تعد نشطة بالزلازل على مدار العام.

وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في زلزال في إيران، أمس، قرب مدينة بوشهر التي توجد بها محطة الطاقة النووية الوحيدة في البلاد. لكن وكالة أنباء «فارس» قالت إن عدد القتلى 8 والمصابين نحو 45، وإن الاتصالات الهاتفية قطعت مع المنطقة.

وأظهرت بيانات لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال الذي بلغت قوته 5.6 درجة وقع على مسافة نحو 60 كيلومترا شمال شرقي بوشهر الواقعة على ساحل الخليج. ولم ترد تقارير عن أضرار للمحطة النووية.

وذكرت وكالة الطلبة للأنباء أن حسين دراخشان، المتحدث باسم الهلال الأحمر الإيراني، قال إنه حدث بعض الضرر لمنازل في المنطقة لأنها مقامة بطريقة تقليدية وليست مقاومة للزلازل.

ومع أن زلزال أمس لا يضاهي من حيث القوة الزلازل الذي وقع في شهر أبريل (نيسان) الماضي، في منطقة بلوشستان التي تضم ثلاث دول هي باكستان وإيران وأفغانستان، والذي شعر به سكان بقعة واسعة من الخليج والجزيرة العربية، إلا أن الهزة التي وقعت يوم أمس أكدت الحاجة لأخذ تهديد النشاط الزلزالي في المنطقة على محمل الجد، خصوصا أن المنطقة الشرقية في السعودية لا بتعد عن مدينة بوشهر أكثر من 300 كيلومتر، والأخيرة معرضة للزلازل.

من جانبه بيّن الدكتور عبد الله العمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود أن المملكة غير مهددة بالزلازل، وهي آمنة من الكوارث والزلازل وغيرها، ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بتشييد وتقوية البنية التحتية على أساس قوي يجعلها غير قابلة للتأثر المباشر والقوي من آثار هذه الزلازل.

وأشار إلى وقوع زلزال مشابه لزلزال أمس في منطقة بين الحدود العراقية الإيرانية منذ قرابة الأسبوع وبنفس القوة، وهذا يعني ضرورة منح هذه الحوادث الأهمية المطلوبة من حيث السعي للتجنب الكامل لمخاطرها.

وبيّن أن زلزال أمس كان بقوة 5.6 درجة وأحس به فقط سكان المنطقة الشرقية من السعودية وكذلك سكان دولة الكويت، وأن الأكثر إحساسا بالزلزال أهالي مدينة الجبيل بحكم قرب المسافة قياسا بالمناطق الأخرى.

وأوضح أن عمق زلزال أمس بلغ 16 كيلومترا وأن العمق كلما زاد فإن قوته تضعف من حيث التأثير على قشرة التربة نتيجة الامتصاص الذي يحصل كلما زاد عمق الزلزال في باطن الأرض، مشيرا إلى أن الزلازل التي يصل مداها إلى 40 كيلومترا أو أكثر عادة ما تحصل دون أي يحدث أي تأثر بها ولا يمكن الشعور بها في الظروف الطبيعية. وأوضح أن الزلازل تكون نشطة على امتداد سلسلة جبال «زاجروس»، وهذا الحزام الجبلي يكون أكثر نشاطا من حيث الزلازل طوال العام. هذا، وأعلنت السلطات الإيرانية وفق وكالة الصحافة الفرنسية أمس أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 30 آخرون بجروح في زلزال بقوة 5,7 درجة في منطقة بوشهر الساحلية، حيث يوجد المفاعل النووي المدني الوحيد في إيران.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن رئيس منظمة إدارة الأزمات حسن قدامي قوله: «حتى الآن هناك سبعة قتلى و30 جريحا نقلوا إلى المستشفيات». وتحدد مركز الزلزال قرب مدينة بورازجان على بعد نحو ستين كيلومترا شمال شرقي بوشهر. وفي وقت سابق، تطرق محافظ داشتستان علي رضا خوراني «إلى منازل وأعمدة كهربائية متضررة»، مضيفا أنه جرى إرسال فرق إنقاذ إلى المنطقة. وشهدت إيران الواقعة على عدد من التصدعات الزلزالية الكبيرة الكثير من الزلازل المدمرة، ففي أبريل الماضي هز زلزال قوي بلغت شدته 7.8 درجة منطقة جنوب شرقي إيران، ما أسفر عن قتيل في الجانب الإيراني وقرابة أربعين قتيلا في باكستان المجاورة، وهو أقوى زلزال في البلد منذ 1957. أما الزلزال الأشد فتكا بالأرواح البشرية في السنوات الأخيرة فهو ذاك الذي أوقع 26 ألف قتيل في ديسمبر (كانون الأول) 2003 في مدينة قم (جنوب)، أي ربع عدد سكان المدينة. وفي أغسطس (آب) 2012 أسفر زلزالان قويان عن مقتل 306 أشخاص قرب مدينة تبريز (شمال غرب).