صراع بين المباحث الأميركية والدفاع حول شهادة عبد الغني مشكيني في قضية المتفجرات

TT

دافع ضابطان من مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف. بي. اي) عن استخدام اعتراف ادلى به متهم في قضية محاولة تهريب متفجرات الى الولايات المتحدة، باعتباره ادلى بالاعتراف طوعا بينما يسعى المتهم الى منع استخدام اقواله مؤكدا ان المحققين لم يطلعوه على حقوقه القانونية الكاملة وانه اجاب عن اسئلة المحققين بدافع الرعب.

لكن ضابطي المباحث الاميركية قالا امام محكمة مانهاتن انهما قرآ على عبد الغني مشكيني (32 عاما) وهو مغاربي، حقوقه التي تحميه من تجريم نفسه وحقه في توكيل محام وانهما فعلا ذلك ثلاث مرات، وانه رضي الاعتراف طوعا خلال استجواب استمر 10 ساعات.

وحاول محامي الدفاع رولاند تاو خلال كامل الجلسة التي استغرقت نهارا بطوله، ان يشكك في صحة ما قاله الضابطان، فراح يمطرهما بالاسئلة الدقيقة، ويوضح انهما خدعا موكله لانتزاع الافادة منه.

وتعتبر افادة مشكيني في التحقيق حاسمة لمرافعة الادعاء في اثبات التآمر الارهابي، الذي ما يزال مصدره غامضا غموض اهدافه في الولايات المتحدة. وحاول المحامي تاو ان يستفهم من الضابطين ان كانت المؤامرة ذات صلة ببن لادن، المتهم بانه العقل المدبر وراء تفجير السفارتين الاميركيتين في افريقيا عام 1998. لكن القاضي جون كينان قبل اعتراضات الحكومة ولم يسمح للضابطين بالاجابة.

اما المتهم مشكيني، الذي اعلن انه بريء من التهم المسندة اليه، فقد مكث بكل هدوء خلال مدة الجلسة كلها. ومن المتوقع ان يجلس في منصة الشهود ليدلي بأقواله عما حصل بعد اعتقاله بتهمة الضلوع في مؤامرة ارهابية تتضمن مسعى من جماعة جزائرية مقيمة في كندا لتهريب متفجرات الى الولايات المتحدة، قرب سياتل.

واوضح مشكيني في شهادة خطية ان المحققين لم يطلعوه على حقوقه بعد ان اجاب عن بعض الاسئلة.

وجاء في نص الافادة المكتوبة: «وحتى بعدما ابلغوني بتلك الحقوق، فان الابلاغ جرى بصورة مبطنة توحي لي بوضوح ان الشرطة تريد ان ترغمني على الكلام. انني قادم من جزء من العالم يشيع فيه عنف الشرطة والتعذيب وغير ذلك من تجاوزات».

وافاد الضابط فرانسيس شولت جونيو، ان مشكيني لم يتعرض لأي تهديد، وانه ابلغ بحقوقه منذ البداية اثناء اقتياده بالسيارة الى مقر مكتب التحقيقات الفيدرالية في مانهاتن، في اعقاب القبض عليه في غارة قبيل الفجر وهو في شقته يوم 30 ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وقال شولت ان مشكيني «قرأ لائحة الحقوق بصوت عال امامنا جميعا». واضاف ان المتهم اقتيد الى غرفة التحقيق والاصفاد في يديه، حيث قرئت عليه حقوقه ثانية، ووقع على وثيقة تنازل، ووافق على استجوابه.

وقال ان ضباطا آخرين جاءوا بعد حوالي 3 ساعات من الاستجواب وقرأوا عليه حقوقه للمرة الثالثة، وهنا ايضا وقع مشكيني على ورقة تنازل، فاستمر الاستجواب. وقال شولت «لقد شعرت انه مراوغ بعض الشيء في اجاباته، لكنه تجاوب، وبدا ميالا للتعاون».

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»