توتر في مخيم عين الحلوة بعد اغتيال قيادي فلسطيني

ممثل منظمة التحرير: لا رابط بين الحادث وزيارة الحمد الله

TT

خيم الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان أمس، غداة اشتباكات بين عناصر من حركة فتح ومجموعة إسلامية متشددة، أسفرت عن سقوط قتيلين. ولم تنجح اجتماعات الفصائل الفلسطينية داخل المخيم في تطويق ذيول الإشكال نهائيا، إذ شهد المخيم اشتباكات متقطعة بعد الظهر أسفرت عن وقوع جريح.

وكان شخصان قتلا، أحدهما قيادي في حركة فتح وهو محمد السعدي، وأصيب آخران بجروح، خلال اشتباكات اندلعت أول من أمس في المخيم بين حركة فتح وتنظيم إسلامي متشدد، على خلفية إطلاق مجهول مقنع النار على عناصر من حركة فتح، أسفر عن سقوط قتيل وإصابة شخصين بجروح، قبل أن تتجدد الاشتباكات في الحارة الشرقية من المخيم، مما أدى إلى مقتل إبراهيم عبد الغني.

وتجدد إطلاق النار في المخيم، أمس، بعد اجتماع طارئ عقدته لجنة المتابعة الفلسطينية في مقر حركة فتح لتطويق الحادث، بحضور القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في عين الحلوة مع عائلة آل السعدي. وذكرت تقارير إعلامية أن الاجتماع لم يفض إلى أي اتفاق، بعدما أصرت العائلة على كشف الجناة والاقتصاص منهم. وتعد عائلة السعدي من كبرى العائلات الفلسطينية التي تسكن المخيم، ولها امتداداتها داخل معظم الفصائل السياسية الموجودة فيه.

وكانت لجنة المتابعة في المخيم تحركت فور وقوع الحادث لحصر تداعياته. وقالت مصادر فلسطينية في المخيم لـ«الشرق الأوسط» إن قائد الأمن الوطني، اللواء صبحي أبو عرب، «جال على الفصائل السياسية وقادة التنظيمات الفلسطينية والإسلامية بهدف تهدئة التوتر». وأشارت إلى أن الفصائل «أجمعت على ضرورة رفع الغطاء عن أي مسيء أو أي شخص ينفذ عملا إجراميا وأمنيا يمس بأمن وسلم المخيم»، لافتة إلى أن الفصائل «أجمعت على متابعة التحقيقات وتسليم كل من يرد اسمه فيها».

وجاء التوتر في المخيم غداة إنهاء رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله زيارة إلى لبنان، مما دفع مراقبين إلى الربط بين الزيارة والتطور الأمني في أكبر المخيمات الفلسطينية، غير أن ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، نفى وجود أي رابط بين القضيتين، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن التوتر في المخيم «سيعالج». ويشدد على أن «المتورطين في اغتيال القيادي في فتح محمد السعدي، سيقدمون إلى العدالة»، مؤكدا أن هناك «قرارا فلسطينيا جامعا على تسليم المتورطين».

وقال أبو العردات إن المتورطين في توتير المخيم «لا أحد يغطيهم، وهناك إجماع على رفع الغطاء السياسي عنهم، لأن الهدف من جرائم القتل التي يرتكبونها هو إحداث فتنة»، مشددا على أن «موضوع الاغتيال سنتابعه للنهاية، وهناك إصرار على الكشف عن هوية من اغتال السعدي». ولم تتمكن الجنة الأمنية التي تحقق في مقتل السعدي، من تحديد هوية منفذي عملية اغتياله بعد، رغم أن «الخيوط الأولية في التحقيقات، تشير إلى ضلوع شخص ينتمي إلى فصيل إسلامي متشدد في العملية».