الدبلوماسية المصرية تواصل تقدمها شرقا بوفود إلى الهند والصين

الخارجية لـ «الشرق الأوسط» : غياب سفير لواشنطن عن القاهرة شأن أميركي

TT

في وقت شدد فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي لـ«الشرق الأوسط» أمس على أن عدم وجود سفير لواشنطن بالقاهرة منذ أشهر «شأن أميركي داخلي»، قررت مصر استكمال خطواتها المتجهة ناحية الشرق، وذلك وسط توقعات بتعزيز العلاقات مع الصين والهند، خلال الفترة المقبلة، بعد أيام من التقارب الكبير مع روسيا.

ولأول مرة منذ عقود تخلو سفارة الولايات المتحدة على النيل، من سفير رسمي طيلة نحو أربعة أشهر، رغم أن الدولتين احتفظتا بـ«علاقة استراتيجية» لأكثر من ثلاثين سنة. وأصيبت العلاقة بالفتور عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي مطلع يوليو (تموز) الماضي. وتكتفي السفارة الأميركية منذ ذلك الوقت بقائم بأعمال السفير.

وتوجه أمس وفدان مصريان أحدهما رسمي والآخر شعبي لزيارة كل من الهند والصين أمس. وقال السفير عبد العاطي، إن وزير الخارجية نبيل فهمي بدأ أولى جولاته الآسيوية ومن المقرر أن يصل في زيارة رسمية إلى الهند اليوم (الأربعاء) وحتى يوم الجمعة المقبل، مضيفا أنه سيلتقي نائب رئيس جمهورية الهند حميد أنصار، ووزير الخارجية سليمان خورشيد، ومستشار الأمن القومي شيف مينون.

وتابع عبد العاطي قائلا إن فهمي سيلقي محاضرة في معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في نيودلهي حول الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الزيارة تأتي في إطار توسيع البدائل والخيارات الخارجية لمصر.

وقال عبد العاطي إن فهمي سوف يجري جلسة مباحثات موسعة مع نظيره الهندي لبحث تطورات العلاقات الثنائية، في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية، وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية خاصة الموضوع الفلسطيني والأزمة السورية، وموضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وغيرها.

ومن المقرر أن يتوجه فهمي للصين خلال الأيام المقبلة. وردا على سؤال بشأن السبب وراء عدم وجود سفير أميركي حتى الآن في بلاده، (وذلك منذ رحيل السفيرة الأميركية السابقة، آن باترسون، عقب الإطاحة بمرسي)، قال عبد العاطي: فلتسأل الجانب الأميركي حول هذا الموضوع.

وعما إذا كان غياب السفير الأميركي حتى الآن يعكس موقفا معينا من الإدارة الأميركية تجاه التحولات السياسة في مصر، قال عبد العاطي: «لا.. على الإطلاق. ليس له علاقة. هذه مسألة تخص السياسة الداخلية الأميركية، ولا علاقة لنا بها». وقبل ساعات من توجه وفد شعبي مصري إلى الصين، استقبل فهمي صباح أمس المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، وقال عبد العاطي إنهما بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وإن المبعوث الصيني أعرب عن ارتياح واطمئنان بلاده لمشروع الدستور المصري الجديد، ودعم بلاده الكامل لاختيارات الشعب المصري وللمرحلة الانتقالية.

كما أوضح عبد العاطي أن الوفد الشعبي المصري المتجه لـ«بكين» يمثل تيار الاستقلال والقوى السياسية المصرية، وسيلتقي هناك مع مسؤولين صينيين ومع مراكز أبحاث وغيرها. وعما إذا كانت هذه الزيارة تؤشر على اتجاه لتقوية العلاقات الرسمية بين مصر والصين، كما حدث في أعقاب زيارة وفد شعبي مصري إلى موسكو الشهر الماضي، علق عبد العاطي قائلا إن هذا ما سيحدث خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الاستراتيجية المصرية الجديدة الخاصة بتنويع البدائل، تجعل مصر منفتحة على كل دول العالم بما يصب في المصلحة الوطنية، وشدد على أن هذا التوجه لا يأتي على حساب العلاقات الموجودة بالفعل مع شركاء مصر، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.