مباحثات تشكيل حكومة الإقليم تصل إلى مراحل متقدمة

احزاب اليسار الكردية تخوض الانتخابات بقائمة موحدة

TT

وصلت مباحثات الوفد التفاوضي للحزب الديمقراطي الكردستاني مع الأحزاب الكردستانية الأخرى لتشكيل حكومة إقليم كردستان العراق لمرحلة متقدمة بعد اجتماع الوفد التفاوضي للديمقراطي مع الاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية في الإقليم وقبلهما مع حركة التغيير الكردية.

وحسب ما جرى تداوله في الأوساط الإعلامية الكردية، فإن وجهات النظر بين الديمقراطي الكردستاني والأحزاب التي كانت في جبهة المعارضة منذ عام 2009.

شوان رابر عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في كردستان العراق وعضو الوفد التفاوضي للجماعة بيّن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن وجهات النظر بين جماعته والديمقراطي كانت متقاربة في الكثير من النقاط المقترحة للبرنامج الحكومي الذي ستعمل عليه التشكيلة الحكومية في السنوات الأربع القادمة.

وأوضح رابر أن هناك الكثير من النقاط المشتركة التي تتقابل فيها وجهات النظر بين الطرفين وأهمها تشكيل حكومة ذات مشاركة موسعة والعمل على تنفيذ برنامج إصلاحي في جميع المؤسسات الحكومية في الإقليم ومحاربة الفساد.

ولم يخف رابر أن جماعته ما زالت متحفظة على «المشاركة الكلية للأحزاب الكردستانية من دون مراعاة نظام النقاط والاستحقاقات الانتخابية ونسبة الأصوات التي حصلت عليها الأحزاب المشتركة في تشكيل الحكومة».

وأضاف: «أكدنا في اجتماعنا الثاني مع الوفد التفاوضي للحزب الديمقراطي أننا ما زلنا متحفظين حول مشاركة الأحزاب التي لها مقعد واحد في البرلمان وإشراكها في الحكومة على حسابنا حيث يستطيع الحزب الديمقراطي منحهم مقاعد وزارية من حصته في الحكومة». وشدد رابر على أن «الموقف الحاسم لكل الأحزاب السياسية المشتركة في الحكومة سيظهر بعد الاجتماعات النهائية التي ستعقد في الأيام القادمة».

ولم يستبعد رابر أن يكون لجماعته موقف من الحزب الديمقراطي «إن لم تتحقق المطالب الحكومية التي أكد على أنها ليست فرضا منهم بقدر ما هي مطالب لبرامج حكومية يصر الجميع على تنفيذها».

وقد كانت الجماعة الإسلامية في إقليم كردستان العراق حصلت على ستة مقاعد في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في إقليم كردستان في الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، حيث جاء الحزب الديمقراطي الكردستاني فيها في المركز الأول بثمانية وثلاثين مقعدا، تليه حركة التغيير بـ24 مقعدا في المركز الثاني، أما الاتحاد الوطني الكردستاني الحليف والشريك الاستراتيجي للديمقراطي فقد جاء في المركز الثالث بـ18 مقعدا.

من جهة أخرى، وفي سياق استعدادات الأحزاب الكردية لخوض انتخابات مجلس النواب العراقي التي من المقرر إجراؤها في الثلاثين من أبريل (نيسان) من العام القادم، أعلنت ثلاثة أحزاب يسارية كردية وهي «الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الكادحين الكردستاني»، مساء أول من أمس، عن تشكيل قائمة انتخابية تضم أحزابهم الثلاثة للمشاركة في انتخابات مجلس النواب بقائمة موحدة في مدن ومحافظات الإقليم.

بلين عبد الله سكرتير حزب الكادحين في كردستان العراق، أعلن في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن فكرة تشكيل هذه القائمة جاءت بالاستناد على «التاريخ المشترك والمبادئ المشتركة التي تجمع بين الأحزاب الثلاثة في تاريخ الحركة التحريرية الكردية وفي سنوات النضال أيام الجبهة الكردستانية»، مؤكدا على أن الأحزاب الثلاثة كانت قد شكلت لجنة مشتركة في ما بينها لـ«التنسيق والمتابعة لتقريب وجهات النظر أكثر بينها».

وأعرب عبد الله عن أسفه حول «عدم التئام القوائم الكردية في قائمة مشتركة وبالأخص في كركوك، حيث إن حزبه دخل هذه القائمة من دون أي شروط مسبقة للحفاظ على وحدة الصف الكردستاني»، مؤكدا على أن الأحزاب الكردية في داخل الإقليم أو في «المناطق الكردستانية المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي إن التأمت فستدخل هذه الأحزاب للقائمة من دون أي شروط».

وأوضح عبد الله أن الإقليم أيضا لم يشهد «التئاما للأحزاب الكردستانية لخوض انتخابات مجلس النواب العراقي، لهذا أعلن حزبهم مع الشيوعي الكردستاني والاشتراكي خوض الانتخابات بقائمة موحدة»، مؤكدا على أن قائمتهم «ستراعي الوحدة في الموقف الكردستاني في بغداد وستحاول وتبادر لتشكيل قائمة كردية موحدة فيها».