فابيوس «متشائم» ويشكك في جدوى «جنيف2».. كيري يرجح استئناف مساعدة «الحر»

تركي الفيصل ينتقد موقف واشنطن ولندن ولا يرى أفقا لنهاية النزاع السوري

TT

قال الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية السابق، إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد يواجهون وضعا صعبا منذ بداية الصراع السوري؛ لأن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا مساعدتهم. وجاء ذلك بينما عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تشاؤمه بشأن الوضع في سوريا كما شكك في نجاح مؤتمر «جنيف2» للسلام المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل في جنيف.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا علقتا المساعدات غير القتالية لشمال سوريا الخميس الماضي بعد تقارير أفادت بأن الجبهة الإسلامية استولت على مبان تخص المجلس العسكري السوري التابع للجيش السوري الحر على الحدود مع تركيا.

وانتقد الأمير تركي هذا القرار قائلا إن البلدين تركا الجيش السوري الحر المعتدل يدافع عن نفسه. ونقلت وكالة رويترز عن الأمير تركي قوله على هامش مؤتمر السياسة العالمي (وورلد بوليسي كونفرنس) في موناكو أمس: «الأمر الأكثر ضررا هو أنه منذ بداية هذا الصراع ومنذ ظهور الجيش السوري الحر كرد على إفلات الأسد من العقاب لم تتقدم بريطانيا والولايات المتحدة لتقديم المساعدات الضرورية للسماح له بالدفاع عن نفسه وعن الشعب السوري أمام آلة القتل التابعة للأسد». وتابع: «هناك وضع يملك فيه طرف الأسلحة كما هو الحال بالنسبة لنظام الأسد مع دبابات وصواريخ.. والطرف الآخر يصرخ طالبا الحصول على أسلحة دفاعية في مواجهة هذه الأسلحة الفتاكة التي يملكها الأسد».

وقال إن «الجيش السوري لم تهضمه مجموعات معارضة أخرى. الجيش السوري الحر حي وموجود في دمشق وحلب وحماه وحمص ودير الزور.. لكنني أصف سوريا الآن بجرح مفتوح يجذب أسوأ أنواع البكتيريا».

وأحجمت الدول الغربية عن تقديم أسلحة ثقيلة للمعارضة السورية المسلحة مثل راجمات الصواريخ المضادة للدبابات؛ خشية احتمال وصولها إلى جهة خطأ. وقال الأمير تركي إنه يرى أن النجاح في وقف هذا الصراع هو إنهاء نظام الأسد.

وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت إن من المقرر أن يعقد قادة من الجبهة الإسلامية التي تمثل اتحادا لست جماعات رئيسية لمقاتلي المعارضة محادثات مع مسؤولين أميركيين في تركيا خلال الأيام المقبلة في انعكاس لمدى التفوق الذي حققه تحالف الجبهة الإسلامية على ألوية الجيش السوري الحر.

وقال أحد مقاتلي المعارضة من الجبهة الإسلامية إنه يتوقع أن تناقش المحادثات ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتكليفها بمسؤولية الحفاظ على النظام في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشمال سوريا.

كما عبر الأمير تركي عن أمله أن تكون إيران «جدية» بعد توقيع اتفاق جنيف بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، لكنه طالب بإجراءات ثقة. وقال: «إيران تأتي إلينا بابتسامة عريضة. نأمل أن يكونوا جديين أولا وقبل كل شيء أن تسحب إيران مقاتليها من سوريا، وأن تطلب من مقاتلي حزب الله (اللبناني الشيعي حليف طهران) والوحدات الشيعية العراقية الانسحاب» من هذا البلد.

من جانبه، عبر وزير الخارجية الفرنسي عن تشاؤمه بشأن الوضع في سوريا. وقال خلال المؤتمر، الذي ضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين: «في سوريا فإنني للأسف متشائم تماما».

وكانت فرنسا من أول الدول الغربية التي تقدم مساعدات عسكرية غير قتالية للجيش السوري الحر رغم أنها كانت أيضا أول دولة غربية تعترف بالائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الوحيد للشعب السوري.

وقال فابيوس: «نعمل على نجاح محادثات جنيف، ولكن لدينا قدر كبير من الشك في ذلك. إذا لم ينجح مع الأسف فإن هذا سيعني أن هذا البلد الذي يعاني سيستمر في المعاناة بالإضافة إلى جيرانه».

وأحبط فابيوس التوقعات بشأن محادثات جنيف واعترف لأول مرة بأن المعارضة السورية المعتدلة تواجه صعوبة. وقال: «بشار الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين لجنيف. ورغم أن للأسد أخطاء كثيرة فإنه ليس أبله.. فلا نستطيع أن نرى سببا يجعله يسلم كل سلطاته. وبالنسبة للمعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبة كبيرة».

وفي تطور لاحق أمس، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المساعدة الأميركية غير القاتلة للجيش السوري الحر قد تستأنف «سريعا جدا».

وأضاف كيري في مقابلة مع شبكة «إي بي سي» الأميركية: «لكنني أعتقد أنه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى».

وأكد كيري أن الإدارة الأميركية تعتمد على الدبلوماسية لحل النزاع في سوريا، مشيرا إلى التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2»، وإلى الإجراءات التي اتخذت لإزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.

وتابع كيري أنه «لا أحد يريد التورط في الحرب السورية، لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات».