لا توقف في مواجهات الرمادي.. والحياة تعود إلى الفلوجة تدريجيا

المعتصمون: نعد أنفسنا في حالة دفاع عن النفس ومقاتلة الجيش اضطرارية

مسلحون من السنة يسيطرون على آلية عسكرية تركها الجيش العراقي في الفلوجة أمس(رويترز)
TT

فيما خفف خطباء المعتصمين في أول جمعة تقام في المدن التي تشهد اعتصامات للسنة الثانية على التوالي وهي الرمادي والفلوجة وسامراء من لهجتهم بعد فض الاعتصامات بالقوة فقد أكدت اللجان التنسيقية للاعتصامات أن «الاعتصامات من الناحية العملية انتهت وتحول الأمر الآن إلى قتال دفاعا عن النفس». وقال عضو اللجان التنسيقية لاعتصامات الرمادي نواف المرعاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «صلاة الجمعة لم نتمكن من أدائها ليس في ساحة الاعتصام السابقة بل حتى في الجوامع القريبة منها بسبب استمرار المواجهات بين الجيش وأبناء العشائر من المعتصمين بعد أن اضطررنا لهذه المواجهة بعد سنة من التسويف والمماطلة على صعيد تنفيذ مطالبنا». وأضاف المرعاوي أن «الصلاة تم تأديتها في الجوامع البعيدة حيث إن ساحات الاعتصام أغلقت ونحن الآن كمعتصمين نعتبر أنفسنا في حالة مواجهة اضطرارية مع الجيش وقوات سوات بعد أن اتهموا الساحات بأنها هي من تؤوي (القاعدة) وداعش وغيرها من التسميات التي ظهرت لنا الآن». وأوضح أن «الحكومة كانت ترمي كل شيء برأس ساحات الاعتصام وبعد فض الاعتصامات بدأت ترمي كل شيء برأس داعش التي يبدو أنها صناعة أزمة حكومية». وأشار إلى أن «الرمادي تتعرض الآن خصوصا في أطرافها الجنوبية والشرقية وصولا إلى الخالدية بدءا من منطقة الملعب وحي المعلمين وغيرها إلى قصف بمختلف أنواع الأسلحة من قبل الجيش بحجة وجود مسلحين وهو كلام لا صحة له على الإطلاق حيث إن غالبية المعتصمين من أبناء المطالب المشروعة انخرطوا في القتال لأنهم لم يجدوا من يستمع إليهم».

وكان إمام وخطيب جمعة ساحة الاعتصام بالقرب من جامع الجليل وسط الرمادي الشيخ عدنان مشعل أكد أن ساحات الاعتصام باقية لحين تلبية مطالب المعتصمين، مشيرا إلى أن المعتصمين لا يطلبون غير إحقاق الحق وإعادة الحقوق إلى أهلها وإشاعة روح العدل وإلغاء المظلومية عن الشعب العراقي. وأضاف: «نحن لا نريد إطلاق سراح المجرمين والقتلة بل نطالب بالإفراج عن الأبرياء المعتقلين تحت حجج وذرائع كاذبة وإلغاء العمل في المادة 4 إرهاب والمخبر السري الذي يشي بالأكاذيب من أجل منافع مادية أو عداوة مع آخرين من أجل إلحاق الضرر بهم».

وأكد المشعل أن «الاتهامات التي تطلق بين الحين والآخر ضد المعتصمين هي اتهامات باطلة يحاولون من خلالها التغطية على فشلهم في توفير الأمن والمعيشة». إلى ذلك فقد قتل وأصيب ستة مدنيين جراء قصف قوات الجيش على حي الملعب وشارع (60) شرق الرمادي في محافظة الأنبار. وقال مصدر أمني بأن نتيجة القصف الذي قام به الجيش العراقي الذي كان يستهدف المسلحين أدى إلى مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة مشيرا إلى أن مئذنة جامع حجي دهر سقطت نتيجة القصف المدفعي في حي الملعب. وفي مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) بدأت الحياة تعود إليها تدريجيا بعد حصار قاس دام نحو عشرة أيام. وقال عضو مجلس الفلوجة المؤقت محمد البجاري في تصريح صحافي أمس إن «أكثر من 2000 عائلة مهجرة من الفلوجة عادت إلى منازلها بعد الاستقرار الأمني وعودة الحياة إلى مفاصل المدينة بعدما تركوا منازلهم خلال الأيام الماضية بسبب قصف قوات الجيش بشكل عشوائي وشدة الاشتباكات المسلحة وخصوصا في حي العسكري والجغيفي والشهداء الواقعة في أطراف مدينة الفلوجة». وأضاف البجاري أن «مئات العوائل التي تركت المدينة ستعود قريبا بعد عودة الدوائر الحكومية إلى عملها ومنع المظاهر المسلحة فيها وسيطرة قوات الشرطة والعشائر على الملف الأمني بالكامل». وأشار البجاري إلى أن «أهالي الفلوجة بحاجة إلى مساعدات غذائية وتوفير الوقود بكافة مشتقاته مع السماح بدخول شاحنات البضائع إلى المدينة لأن قوات الجيش تمنع إدخالها إلى المدينة». من جانبه أكد شيخ عموم عشائر جميلة الشيخ رافع المشحن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أهالي الفلوجة وشيوخها تعهدوا بتوفير الحماية لها بالتعاون مع الدوائر المحلية بمن فيها الشرطة المحلية وهو الاتفاق الذي تم إبرامه مع الحكومة العراقية». وأضاف المشحن أن «الأيام القليلة الماضية شهدت هدوءا في الأوضاع لأن الأزمة بدأت عندما تمت محاصرة المدينة من قبل الجيش وهو أمر مرفوض من قبلنا وبالتالي الآن الأمور تعود تدريجيا إلى طبيعتها ونحن قادرون على حماية المدينة وإدارتها لحين استتباب الأوضاع تماما».