أعضاء في «الائتلاف» يبدون «تفاؤلا حذرا» حول ضمانات «أصدقاء سوريا»

النظام يرفض أي شروط قبل «جنيف 2».. والمعلم في موسكو قبل المؤتمر

TT

أبدى أعضاء في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أمس، «تفاءلا حذرا» بخصوص الضمانات التي أعلن رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، الحصول عليها خلال اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا»، الذي عقد أول من أمس في باريس، لجهة رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته في مستقبل سوريا. في حين وصفت دمشق الاجتماع بـ«لقاء أعداء الشعب السوري». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إن «أي شرط مسبق لمؤتمر (جنيف 2) سيؤدي إلى (فشل) المؤتمر المخصص للسعي إلى حل الأزمة والمقرر عقده الأسبوع المقبل».

وأوضحت الخارجية السورية، على لسان المصدر ذاته، أن «دمشق وافقت على المشاركة في (جنيف 2) من دون شروط مسبقة لأنها أعلنت مرارا أن الحوار بين السوريين هو الحل». وأبدت عدم «استغراب الجمهورية العربية السورية من ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب إلى الأوهام من الحقيقة»، عادة «هذه التصريحات لا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول».

وكانت الدول الإحدى عشرة الأساسية في مجموعة «أصدقاء سوريا» أو ما يعرف بـ«مجموعة لندن» اجتمعت في باريس أول من أمس الأحد، ودعت المعارضة السورية إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الذي تنطلق أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 من الشهر الحالي وتستكمل بعد يومين في جنيف.

وعد المصدر في الخارجية السورية، في التصريحات ذاتها، أن «كل من يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصور أو حلم أو وهم قبل مؤتمر (جنيف 2) والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه»، في إشارة إلى تصريحات الجربا إثر اجتماع باريس، حيث أشار إلى أن دول مجموعة «أصدقاء سوريا» متفقة على «أن لا مستقبل للأسد ولا لعائلته».

وتصر مكونات الائتلاف السوري، المنقسمة حول المشاركة في المؤتمر، على رفض أي دور للرئيس السوري وأركان نظامه في المرحلة الانتقالية، بينما ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الأسد الذي تنتهي ولايته منتصف عام 2014، عادة القرار في ذلك يعود إلى «الشعب السوري» من خلال صناديق الاقتراع.

وأبدى أعضاء في الائتلاف تفاؤلهم الحذر بخصوص الضمانات التي أعلن الجربا الحصول عليها فيما يتعلق بتنحي الأسد. وأوضح عضو الائتلاف هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» أن «كلام الجربا ترك أثرا إيجابيا عندنا»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الضمانات الدولية يجب أن تقترن بضغوط على النظام السوري لإجباره على ترك السلطة وتسليمها إلى حكم انتقالي بالصلاحيات كاملة».

وأوضح مروة: «إن نتائج اجتماع (لندن 11) ستنعكس إيجابا على مناقشات الائتلاف بخصوص قرار المشاركة في (جنيف 2)»، لافتا إلى أن «الجربا سيعرض في اجتماعات الهيئة العامة التي ستعقد في 17 من الشهر الحالي (يوم الجمعة المقبل)، طبيعة الضمانات التي حصل عليها من دول (أصدقاء سوريا)».

وكشف مروة عن «تشكيل لجنة من بعض أعضاء الائتلاف للتواصل مع القوى العسكرية المعارضة بمستوياتها كافة». مشددا على أن «الائتلاف لن يتخذ أي قرار بما يتعلق بـ(جنيف 2) إلا بالتوافق مع القوى العسكرية».

ويسعى المؤتمر، الذي وجهت دعواته إلى 26 دولة للمشاركة فيه، إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس (آذار) 2011 الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص.

في غضون ذلك، أعلن سفير سوريا في موسكو، رياض حداد، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا قبل عقد مؤتمر «جنيف 2». ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن حداد قوله إن المعلم «سيكون في موسكو قبل (جنيف 2)»، موضحا أن «موعد الزيارة لم يحدد بعد».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من السلطات الرسمي،ة ذكرت أن وفدا سوريا برئاسة المعلم سيتوجه إلى موسكو في نهاية الأسبوع الحالي. وذكر مصدر سياسي في دمشق أن هذا الوفد يفترض أن يصل صباح الخميس إلى العاصمة الروسية.

من جهة أخرى، حدد الأعضاء المنسحبون من «الائتلاف الوطني» المعارض الذين يمثلون جزءا من هيئة أركان «الجيش الحر» أسباب انسحابهم في بيان، أمس. وقالوا في البيان إن «الائتلاف فشل في تأسيس جيش وطني من القوى الثورية على الأرض، بسبب اختيار الأدوات والأشخاص الخطأ لهذه المهمة». كما أشاروا إلى أن «توزيع الأموال من رئيس الائتلاف إلى الكتائب مباشرة وتجاوز مؤسسة الأركان، أفقدها هيبتها، مما أدى إلى تراجع العمل العسكري، حيث تعرض (الجيش الحر) لانتكاسات كبيرة».

وكان 44 عضوا، من أصل 112، في الائتلاف الوطني السوري المعارض أعلنوا انسحابهم خلال الاجتماعات الأخيرة للهيئة العامة في مدينة إسطنبول التركية.